[منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير]
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[21 Jun 2003, 07:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن للتفسير ومعرفة المراد من كلام العلي الكبير عدة طرق، ويأتي تفسير القرآن بالسنة النبوية في الدرجة الثانية منها بعد تفسير القرآن بالقرآن.
ولأهمية هذه المرحلة أقف معك ايها القارىء الكريم مع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير.
وقبل ذكر ذلك أشير باختصار إلى مسألة مهمة وسؤال يكثر وروده وهو (ما مقدار مافسره النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن) وفي المسألة قولان لأهل العلم:
القول الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر جميع آي القرآن ـ جمله ومعانيه ـ مستدلين بقوله تعالى (لتبين للناس ما نزل إليهم) وجه الدلالة أن الآية أوضحت أن من مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم البيان، والبيان يشمل البيان اللفظي (بتلاوة القرآن) والبيان التفسيري والإيضاحي لمعاني القرآن.
ولأن الله أمر بتدبر القرآن ولا يمكن فهمه وتدبره إلا عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم.
ولأن الصحابة استشرحوا كتاب الله على النبي صلى الله عليه وسلم ولا بد أنه بين لهم تفسيره.
القول الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر جميع آي القرآن، وذلك لأن من الآيات ما استأثر الله بعلمه ومنها ما لا يعذر أحد بجهله ومنها ما تعرفه العرب بمقتضى لغتهم. وإنما اقتصر تفسير النبي صلى الله عليه وسلم على نوعين من أنواع التفسير هما بيان المجمل وإيضاح المشكل.
وهذا القول قاله الأكثرون وهو الذي يتفق مع الأدلة والواقع، إذ لو فسر النبي جميع آي القرآن آية بآية لنقل إلينا، وأيضا لم يكن لابن عباس مزية بدعوة النبي صلى اله عليه وسلم بان يعلمه التأويل، وغير ذلك من الأدلة. ليس المجال هنا لبسطها.
وأعود لما ابتدأته فأقول من مهج النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن:
1) تفسير القرآن بالقرآن فعندما نزل قوله تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) وأشكل ذلك على الصحابة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى (إن الشرك لظلم عظيم).
3) أن يذكر التفسير ثم يذكر الآية المفسَّرة. كقوله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة شجرة يسير الراكب تحتها مائة عام اقرأوا إن شئتم (وظل ممدود) وكقوله صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله عبدا نادى يا جبريل إني أحببت فلانا فأحبه قال فينادي ... فذلك قوله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)
3) أن يذكر الآية المفسَّرة ثم يذكر تفسيرها ومثاله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وهو على المنبر (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فقال ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي.
4) ومن المثال السابق نستفيد تكرار التفسير ليفهم عنه.
5) بيان القصص الواردة في القرآن كما في قصة موسى والخضر فلا يمكن فهم القصة بدون ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
(يتبع بمشيئة الله)
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[22 Jun 2003, 09:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن منهجه صلى الله عليه وسلم في التفسير:
6) التشويق والترغيب في التفسير فقد أخرج أحمد والبخاري والدارمي وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي فدعاني النبي فلم أجبه فقال ألم يقل الله (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم) (الأنفال الآية 24) ثم قال لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت يارسول الله إنك قلت لأعلمنك سورة في القرآن قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته
وأخرج أبو عبيد وأحمد والدارمي والترمذي وصححه النسائي وابن خزيمة وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو ذر الهروي في فضائل القرآن والبيهقي في سننه عن أبي هريرة إن رسول الله وخرج على أبي بن كعب فقال ياأبي - وهو يصلي - فالتفت أبي فلم يجبه
فصلى أبي فخفف ثم انصرف إلى رسول الله فقال السلام عليك يارسول الله فقال رسول الله مامنعك أن تجبني إذ دعوتك فقال يارسول الله إني كنت في الصلاة قال أفلم تجد فيما أوحى الله إلي أن (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) (الأنفال الآية 24) قال بلى
¥