[فوائد قرآنية (الحلقة الأولى)]
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[26 Apr 2003, 12:25 ص]ـ
[فوائد قرآنية (الحلقة الأولى)]
الفائدة الأولى:
لم يجيء إعداد العذاب المهين في القرآن إلا في حق الكفار:
كقوله تعالى: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا} وقوله: {وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا} وقوله: {فباؤا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين} وقوله: {إنما نملى لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين} [مجموع الفتاوى، لابن تيمية (15/ 366)]
الفائدة الثانية:
الفرق بين مغفرة الذنوب، وتكفير السيئات في القرآن الكريم:
حيثما وردت الذنوب في القرآن فالمراد بها الكبائر، وحيثما وردت السيئات فالمراد بها الصغائر.
وعند التأمل في آيات القرآن الكريم نجد: أن لفظ (المغفرة) يرد مع الذنوب، ولفظ (التكفير) يرد مع السيئات، قال تعالى: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} [آل عمرا: 193] وذلك لأن لفظ المغفرة يتضمن الوقاية والحفظ، ولفظ التكفير يتضمن الستر والإزالة.
والدليل على أن السيئات هي الصغائر، والتكفير لها: قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31] [مدارج السالكين (1/ 317)].
الفائدة الثالثة:
ورد في القرآن الكريم {يغفر لكم ذنوبكم} و {يغفر لكم من ذنوبكم}
والفرق بين الأسلوبين:
أنه حيثما كان الخطاب في الآية من المؤمنين أو للمؤمنين؛ فإن التعبير يكون بلفظ {يغفر لكم ذنوبكم} لأن المؤمن إذا استغفر الله غفرت له جميع ذنوبه.
وحيثما كان الخطاب في الآية للكافرين؛ فإن التعبير يكون بلفظ: {يغفر لكم من ذنوبكم}، وذلك لأن الكافر لا تغفر جميع ذنوبه وهو متلبس بكفره. [بدائع الفوائد (2/ 53)]
الفائدة الرابعة:
حيثما ورد نداء المؤمنين في القرآن الكريم ضمن لفظ الألوهية، كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} وذلك لأن المؤمن مقر بتوحيد الألوهية.
وحيثما ورد نداء الناس في القرآن الكريم فالغالب تضمينه لفظ الربوبية، كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ} وقوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ} وذلك لأن لفظ (الناس) عام يدخل فيه المؤمن والكافر، والكفار أغلبهم مقر بتوحيد الربوبية دون الألوهية.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Apr 2003, 12:38 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخي الكريم الشيخ أحمد على هذه الفوائد الثمينة، ونشكرك على تكرمك بالانضمام إلينا، وننتظر منكم بحوث جادة تطرح للنقاش بإذن الله ففكر من الآن فصاعداً في ملتقى أهل التفسير، واقتنص الفوائد والشوارد وأشركنا معك فيها، فالعلم رحم بين أهله. وفقك الله وبارك فيك.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[26 Apr 2003, 01:30 م]ـ
نشكر الأخ أحمد على هذه الفوائد / وهنا توضيح حول الفائدة الثالثة حيث ذكر حفظه الله أن ماورد من قول الله تعالى (ويكفر عنكم سيئاتكم) فهي للمؤمنين، وقد ورد في سياق الخطاب عن المؤمنين في سورة البقرة (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتوؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكقر عنكم من سيئاتكم) والسر في ذلك كما ذكر المفسرون أن الصدقات لاتكفر السيئات كلها ولذا قال (من سيئاتكم)، والله أعلم.
ـ[المشارك7]ــــــــ[26 Apr 2003, 07:57 م]ـ
أخي الشيخ أحمد جزاك الله خيرا على هذه الفوائد وننتظر المزيد.
أشكل علي في الفائدة الثالثة: (وحيثما كان الخطاب في الآية للكافرين؛ فإن التعبير يكون بلفظ: {يغفر لكم من ذنوبكم}، وذلك لأن الكافر لا تغفر جميع ذنوبه وهو متلبس بكفره).
وذلك لأن الكافروهو متلبس بكفره لا يغفر له أي ذنب فلا تنطبق عليه هذه الاية.
فلعل للتفريق وجها آخر.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[28 Apr 2003, 01:55 ص]ـ
تعليقاً على الفائدة الثالثة وعلى ما استشكله أحد الأخوة حول قولي: إن الكافر لا تغفر جميع ذنوبه وهو متلبس بكفره، أسوق كلام الزركشي في هذه المسألة حتى ينحل الإشكال، قال الزركشي رحمه الله تعالى: فإن قيل: فإذا غفر للبعض كان البعض الآخر معاقبا عليه، فلا يحصل كمال الترغيب في الإيمان إلا بغفران الجميع.
وأيضا: فكيف يحسن التبعيض فيها مع أن الإسلام يجب ما قبله، فالجواب من وجوه:
1 - أن الكافر إذا آمن فقد بقي عليه ذنوب، وهي مظالم العباد، فثبت التبعيض بالنسبة للكافر.
2 - أن قوله: (ذنوبكم) يشمل الماضية والمستقبلة، فإن الإضافة تفيد العموم فقيل (من) لتفيد أن المغفور الماضي، وعدم إطماعهم في غفران المستقبل بمجرد الإسلام حتى يجتنبوا المنهيات. أ. هـ[البرهان (4/ 362 – 364) (طبعة دار المعرفة، تحقيق يوسف المرعشلي)].
¥