[إستفسار عن كتاب مناهل العرفان]
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 Apr 2003, 11:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، ما هو تقييمكم لكتاب (مناهل العرفان في علوم القرءان) للزرقاني؟ و بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Apr 2003, 12:49 ص]ـ
مؤلف الكتاب
هو الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني بضم الزاي وتشديدها، من أهالي الجعفرية في المحافظة الغربية من مصر. ونسبته إلى زرقان وهي بلدة تابعة لمحافظة المنوفية. ولد في مطلع القرن الرابع عشر الهجري وتوفي سنة 1367هـ
تقويم ودراسة لمناهل العرفان
كتب الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت وفقه الله بحثاً - أظنه لمرحلة الماجستير - بعنوان: (كتاب مناهل العرفان للزرقاني - دراسة وتقويم) وقد طبع الكتاب في مجلدين. طبعته دار ابن عفان سنة 1418هـ
فهو قد درسه دراسة متوسعة. وسأنقل لك ما ذكره في الخاتمة بتصرف قليل.
يقول وفقه الله في الخاتمة 2/ 927: (كان كتاب مناهل العرفان من أهم واشمل ما كتب في هذا الموضوع - أي علوم القرآن - حيث إن مؤلفه تعرض فيه لأهم مباحث هذا العلم وأكثرها فائدة، كما قام بدمج الموضوعات، والأنواع المتشابهة في مبحث واحد، ولم يفرقها كما فعل غيره، مع صياغته لعبارة هذا الكتاب بأسلوب رفيع، ودملجة - أي تسوية - محكمة، في الوقت الذي جمع فيه مادته العلمية من مؤلفات كثيرة ومتنوعة، تزيد على المائة - حسب عزو المؤلف إليها، مع أنه تبين أن المؤلف كان يعزو إليها عن طريق كتاب آخر - ولم يكن نقل المؤلف واستفادته منها مقتصراً على بعض دون بعض.
ومع استفادة المؤلف من كلام غيره من أهل العلم إلا أن ذلك لم يحوله إلى مجرد ناقل لما يكتبون، بل له أسلوبه الخاص، ومنهجه المستقل في البحث والنظر، مع كون بعض مباحث هذا الكتاب تعد إعادة صياغة لما كتبه السيوطي في الإتقان.
لكن ذلك ليس بغالب على الكتاب ولله الحمد، فإن فيه مباحث ومسائل هامة، بل مباحث كاملة زائدة على البرهان للزركشي، والإتقان للسيوطي؛ الأمر الذي جعل من الكتاب مرجعاً مهماًيستقي منه من جاء بعد مؤلفه، ممن أراد التأليف في هذا الفن.
والمؤلف رحمه الله وإن لم يكن قد استوعب جميع أنواع هذا الفن إلا أنه أحاط بالضروري منها تقريباً.
ومع محاسن ومزايا الكتاب هذه إلا أن الكتاب لا يخلو من بعض الملحوظات والمآخذ المهمة، كتقرير مؤلفه لعقيدة الأشاعرة في عامة المواضع ذات التعلق بموضوع الاعتقاد، مع تلقيب الأشاعرة - دائماً - بـ أهل السنة، إضافة إلى النيل من أهل السنة والتشنيع عليهم في بعض المواضع!
كما وقع للمؤلف رحمه الله نوع من المجاراة لأصحاب التصوف في بعض عباراتهم ولحونهم.
هذا مع تأثر ظاهر بالعصر الذي عاش فيه المؤلف، حيث أصبح المسلك الدفاعي - عن الإسلام - سمة بارزة في ذلك الكتاب.
لذلك نجد المؤلف يكثر من إيراد الشبه بعد كل مبحث ثم يحاول الجواب عنها.
ومن الجدير بالذكر هنا أن بعض الشبه تعتبر من صنع المؤلف وتركيبه (انظر على سبيل المثال مناهل العرفان 1/ 80، 2/ 137) والبعض الآخر نطق به أعداء الإسلام، وثالث الأنواع هو عبارة عن أقوال لبعض الأئمة في مسائل متنوعة من أمور العلم التي يختلفون فيها ...
وقد كان لمدرسة الأفغاني وتلميذه محمد عبده أثر بين في منهج الزرقاني.
ومما يلاحظ على الكتاب غير ما سبق كثرة الاستطرادات مع شيء من الإسهاب إضافة إلى حاجته إلى توثيق في كثير من مادته، سواء في النقولات التي يوردها المؤلف، أو في كثير من مسائل العلم التي يقررها.
كما أنه بحاجة إلى صياغة متينة محكمة للتعاريف التي يوردها مؤلفه حيث إنه يصوغ كثيراً منها بطريقة إنشائية.
انتهى كلام الشيخ خالد السبت.
أحال الشيخ خالد السبت على طبعة مناهل العرفان التي طبعت في دار إحياء الكتب العربية (البابي الحلبي) الطبعة الثالثة.
أرجو أن يكون في هذا كفاية في معرفة تقويم الكتاب، وإن أردت تفصيلاً أكثر فالكتاب متوفر ولله الحمد.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 Apr 2003, 11:10 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن، وأسأل الله تعالى أن يطيل عمرك في الخير ... أمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2003, 03:05 م]ـ
بسم الله
أولاً - أحيي أخي الكريم محمد بن يوسف ضيفاً عزيزأ على هذا الملتقى
ثانياً - إضافة إلى ما ذكره أخي عبدالرحمن وفقه الله؛ أنبه على أن الزرقاني عفا الله عنه قد تخبط كثيراً في المسائل العقدية التي ذكرها في كتابه هذا، وقد رد عليه كل من:
الشيخ سليمان العلوان في كتابه: القول الرشيد في حقيقة التوحيد.
الدكتور توفيق العلوان في كتابه: نقض عقائد الأشاعرة في كتاب مناهل العرفان.
ومع ذلك فكتابه هذا يعد من الكتب المتميزة في هذا الفن.
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[16 Apr 2003, 12:17 ص]ـ
ولا يعني تعقيب شيخنا الفاضل أبي مجاهد أن دراسة شيخنا المحقق الشيخ خالد السبت لم تتعرض لمناقشة الزرقاني في كثير من مسائل الاعتقاد التي خالف فيها منهج السلف بل قد أجمل شيخنا منهج الرجل في العقيدة في أول الرسالة ص (45، وما بعدها) ثم ناقشه في كثير من هذه المسائل في ثنايا دراسته؛وقد بلغت عدد المسائل العقدية التي جاءت في فهرس المسائل العلمية في آخر الرسالة ما يقرب من ست وستين مسألة أحال عليها شيخنا في مواضعها المتفرقة من رسالته المباركة، نسأل الله أن يبارك في جهود الجميع وأن يجعلنا من أنصار دينه .. آمين
¥