[فوائد قرآنية (الحلقة الثانية)]
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[04 May 2003, 03:21 ص]ـ
[فوائد قرآنية (الحلقة الثانية)]
الفائدة الأولى:
كل سؤال في القرآن جاء الجواب عنه بـ (قل) إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا} [طه: 105] حيث جاء الجواب بفاء (فقل)، والسبب في ذلك:
أن هذا السؤال – أعني في سورة طه – هو عبارة عن سؤال لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عنه بعد، لذلك جاء الجواب بـ (فقل)، وكأن المعنى والله أعلم: إن سألوك عن الجبال (فقل).
وأما بقية الأسئلة في القرآن الكريم فهي عبارة عن أسئلة تقدمت، أي سأل عنها النبي صلى الله عليه وسلم فنزل القرآن جواباً عليها.
[انظر: تفسير القرطبي في آية، طه: 105].
الفائدة الثانية:
عند تأمل صفتي (العظيم) و (الكبير) لله تعالى في القرآن الكريم، وهما صفتان متقاربتان في المعنى، نجد أنه يقرن معهما صفة العلو (العلي) وهذا في القرآن كله، ولم يتبين لي السر في ذلك حتى الآن، فسبحان من أودع كتابه من الأسرار التي لا يعلمها إلا هو.
ومن الأمثلة على ذلك:
قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}.
الفائدة الثالثة:
عند تأمل آيات القرآن الكريم فيما يتعلق بأسلوب النداء، نلاحظ ما يلي:
1 - إذا كان النداء من الله تعالى للعباد، جاء بحرف النداء المقتضي للبعد، كقوله تعالى: {يا عبادي الذين آمنوا}.
2 - وإذا كان النداء من العباد لله تعالى، جاء من غير حرف النداء، وذلك لأن حرف النداء للتنبيه، والله منزه عن ذلك، وأيضاً فإن أكثر حروف النداء للبعيد، وهذا ينافي ما أخبر الله به تعالى من أنه قريب من الداعي خصوصا، ومن الخلق عموما.
وهذا في القرآن كله – أعني إذا كان النداء من العباد – ومن الأمثلة على ذلك:
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ} وقوله تعالى: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}.
ولم يأت بحرف النداء إلا في موضعين، وهما قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30] وقوله تعالى: {وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ} [الزخرف: 88]
والسبب في ذلك: أن النداء في هاتين الآيتين نداء شكاية، بخلاف سائر الآيات فإنه نداء طلب، والله تعالى أعلم.
[انظر: الموافقات للشاطبي (2/ 163 - 164) تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان].
ـ[الغزالي]ــــــــ[04 May 2003, 02:47 م]ـ
أحسن الله إليك، شيخ أحمد وبارك فيك.
نتطلع إلى المزيد!
ـ[مداد]ــــــــ[05 May 2003, 11:41 م]ـ
الحقيقة أنه منذ عام كامل، لم أجد ما يستحق القراءة في النت، مثل هذا الموضوع المميز، فجزى الله كاتبه خيرًا، وبارك له في وقته، وعلمه، وعمله.
لدي تعقيبٌ بخصوص اقتران صفة (العلي) بصفة (الكبير) تارة، وبصفة (العظيم) تارة أخرى.
معروفٌ أن القرآن نزل بلغة العرب، وخاطب عقولهم، وكانت العرب تستصغر الشيء العالي: كلما علا شيءٌ، زاد في صغره.
فأتوقع - والله تعالى أعلم - أن (من) حِكم اقتران الصفتين بهذه الصورة (لغويًا على الأقل) أن ينفي ما قد يخطر في أذهان العرب (الذين كانوا حسيين ماديين) من أن علوه قد يُشعر ببعد أو صغر - جلا وعلا -.
وربما تكون (من) الحِكم - أيضًا - أن صفتيْ (الكبير والعظيم) قد تطلقان على أي مخلوق، فهما ليستا خاصتين بالله وحده - تعالى -. فنحن نقول: هذا عملٌ عظيم، وذاك كتابٌ حجمه كبير. فلما كانت الصفتان غير خاصتين بالرب -جلا وعلا - بل قد تطلقان على البشر، قدَّم عليهما (صفة العلو) الخاصة بجلاله؛ أي المتعالي عن الأشباه والنظائر،أو المتعالي عن أن يكون له مماثلٌ أو مشابه في صفاته أو ذاته.
والله - تعالى- أعلم.
ـ[سوسن]ــــــــ[18 Sep 2005, 10:12 م]ـ
السلام عليكم
¥