[نظرات ... في موقف المعاصرين من الإسرائيليات (2)]
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 May 2003, 03:32 ص]ـ
سبق الجزء الأول من هذا الموضوع على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=209
موقف المراغي رحمه الله من الإسرائيليات من خلال تفسيره:
1) قال في مقدمة تفسيره: (أشار الكتاب الكريم إلي كثير من تاريخ الأمم الغابرة ... ولم يكن لدى العرب من المعرفة ما يستطيعون به شرح هذه المجملات التي أشار إليها الكتاب ... فألجأتهم الحاجة إلى الاستفسار من أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا سيما مسلمتهم كعبد الله بن سلام وكعب الأحبار ووهب بن منبه فقصوا عليهم من القصص ما ظنوه تفسيراً لما خفي عليهم فهمه من كتابهم، ولكنهم كانوا في ذلك كحاطب ليل يجمع بين الشذرة والبعرة ... فساقوا إلى المسلمين من الآراء في تفسير كتابهم ما ينبذه العقل وينافيه الدين وتكذبه المشاهدة ويبعده كل البعد ما أثبت العلم في العصور اللاحقة)
ويظهر من هذا الكلام عدم رضاه عن دخول الإسرائيليات في التفسير.
2) وقد ذم المراغي كعب الأحبار ووهب بن منبه في كلام قريب مما سبق عن الشيخ رشيد رضا.
3) وهو مع ذلك وقع في رواية الإسرائيليات كما قال: (وللعلماء في الطعام الذي نزل في المائدة آراء) ثم ساقها ثم قال: (كما رواه ابن جرير عن ابن عباس) ولم يعلق.
ونقل في قوله {ألم يروا إلي الطير مسخرات في جو السماء .... } [النحل: 79] قال: (وقد كان العلماء قديماً يعلمون تخلخل الهواء في الطبقات العالية في الجو وهي نظرية لم تدرس في العلوم الطبيعية إلا حديثاً فقد أثر عن كعب الأحبار أنه قال إن الطير يرتفع في الجو اثني عشر ميلاً ولا يرتفع فوق ذلك).
وقال في قوله {فلما توفيتني كنت ... }: (وجاء في إنجيل يوحنا .... ) وقال في تفسير {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ... ): وقد جاء في الفصل السادس من سفر الخروج من التوراة ... ).
موقف الشيخ محمود شلتوت كما في كتابه (تفسير القرآن الكريم):
قال: (فإنه لما حدثت بدعة الفرق والتطاحن المذهبي والتشاحن الطائفي ... وظهرت في أثناء ذلك ظاهرة خطيرة هي تفسير القرآن بالروايات الغريبة والإسرائيليات الموضوعة التي تلقفها الرواة من أهل الكتاب وجعلوها بياناً لمجمل القرآن وتفصيلاً لآياته) ثم قال: (قيّد هذا التراث العقول والأفكار بقيود جنت على الفكر الإسلامي فيما يختص بفهم القرآن والانتفاع بهداية القرآن).
موقف الشيخ عبدالقادر المغربي من خلال كتابه (تفسير جزء تبارك):
1) أثبت الشيخ الإسرائيليات في كتابه:
حيث قال: (وجاء في كتب الأوائل أنه في زمن أنوش بن شيث بن آدم ابتدأ في عبادة الأوثان وجعل الناس يسمون المخلوقات آلهة ... )
وقد روى بعض الإسرائيليات من غير رد عليها أو إبطال لها قال: (وذكر في الأسفار القديمة أن نوحاً ولد سنة 128من عمر أبيه لامك ... )
وقد علقت مراقبة الثقافة بالأزهر على هذا النقل وردته.
وقال في قوله {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ... }: (ويكفي في الاستشهاد على ذلك ما جاء في (رؤى دانيال) من أسفار العهد القديم و (رؤيا يوحنا) من أسفار العهد الجديد ... )
وقال في قوله {وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة) [الحاقة: 9]: (ولا حاجة إلى ذكر ما جاء به قوم فرعون وقوم لوط من الخطايا والآثام ... غير أنا نذكر موجزاً من تاريخ حياة لوط حسبما ورد في الأسفار القديمة ... ).
2) قال الشيخ بعد إيراده لرواية تخالف القرآن وهي ما ردته مراقبة الثقافة في الأزهر من أن عمر نوح لما حصل الطوفان كان (600 سنة) قال بعد إيراده لها: (هذا منخول ما جاء في الكتب القديمة عن خبر نوح عليه السلام ونحن معشر المسلمين لا نصدقها ولا نكذبها بل نكل أمرها إلى العلم الحديث فهو الذي يمحصها ويميز غثها من سمينها).
قال الدكتور فهد الرومي: (أقول ليس هذا منهج المسلمين بل منهجهم تكذيب ما خالف النص القرآني لا التوقف أو تفويض أمره إلى العلم الحديث).
موقف الشيخ عبد العزيز الشاويش:
قال عن الإسرائيليات في كتاب أسرار القرآن: (هذا وليحذر المسلمون قراءة ما جاء في تفاسير القرآن في هذا الموضوع من الإسرائيليات وما ابتدعه أصحابها من التأويلات وغريب الروايات فإنها مضلة للعقول مبعدة لها عما قصده كتاب الله الحكيم).
¥