تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تفسير القرآن بالقرآن (2)]

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 May 2003, 06:27 م]ـ

تقدمت الحلقة الأولى على هذا الرابط:

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=235

وإليك بقية البحث:

(6) ما يطلب من المفسر في تفسير القرآن بالقرآن:

من أراد أن يتعرض لتفسير القرآن الكريم فإن لذلك شروطه العامة لكن هناك شروط خاصة فيمن يفسر القرآن بالقرآن ذكر د. علي العبيد (1) أهمها أجملها هنا.

1 - أن يكون المفسر ملماً بالقرآن كله في نظرة شاملة حتى يتسنى له مايلي:

أ-جمع ما تكرر منه في موضوع واحد ومحور واحد لمقابلة الآيات بعضها ببعض حتى يتكون لديه التفسير الصحيح.

ب- استنباط مصطلحات القرآن وعاداته من كلمه ونظمه ويسمى ذلك عند بعض العلماء بـ كليات القرآن , وعند بعضهم بـ عادات القرآن.

2 - أن يكون عارفاً بالوجوه والنظائر في القرآن وفائدة ذلك حتى لا يخطئ المفسر بالتعميم أو التنظير.

3 - أن يكون عارفاً بالقراءات المتواترة إذ ربما يكون تفسيرها وإيضاحها هو في القراءة الأخرى إذ كل قراءة بمثابة آية مستقلة وبه يستطيع أن يحيط بمعاني الآيات وأحكامها.

(7) معتمد الربط بين الآيات:

هذا المبحث هو كالتوطئة لمبحث أوجه تفسير القرآن بالقرآن إذ من خلال التأمل فيما نقل عن المفسرين من السلف وغيرهم نجد أن معتمدهم في جعل هذه الآية مفسرة ومبينتة للآية الأخرى إما أن يكون:

1 - تشابه في المعنى.

2 - أو تشابه في اللفظ.

3 - أو تشابه في الموضوع.

4 - أو تشابه في الحكم.

5 - أو أن المعتمد وجه نحوي أوبلاغي أوغير ذلك.

وسيأتي مزيد بيان عند الحديث عن أوجه تفسير القرآن بالقرآن.

(8) أقسام القرآن من جهة البيان:

ينقسم القرآن من جهة البيان إلى قسمين:

الأول: ما هو بين في نفسه بلفظ لا يحتاج إلى بيان منه ولا من غيره.

الثاني: ما ليس ببين في نفسه فيحتاج إلى بيان وبيانه إما: في آية أخرى – وهو موضوع البحث – أو في السنة لأنها موضوعة للبيان.

وبيان القرآن للقرآن إما أن يكون:

1 - مضمراً فيه: كقوله تعالى " حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها " فهذا يحتاج إلى بيان لأن " حتى " لا بد لها من تمام وتأويله حتى إذا جاءوها جاءوها وفتحت أبوابها.

2 - وقد يومئ إلى محذوف وهو إما:

أ – متأخر: كقوله تعالى " أ فمن شرح الله صدره للإسلام " فإنه لم يجئ له جواب في اللفظ لكن أومأ إليه قوله:" فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله " تقديره: أ فمن شرح الله صدره للإسلام " كمن قسى قلبه

ب- وإما متقدم: كقوله تعالى " أمن هو قانت آ ناء الليل " فإنه أومأ إلى ما قبله " وإذا مس الأنسان ضر دعا ربه منيباً إليه " كأنه قال أهذا الذي هو هكذا خير أم من هو قانت؟ فأضمر المبتدأ

3 - وقد يكون بيانه واضحاً وهو أقسام:

أ-أن يكون عقبه: كقوله تعالى " الله الصمد " قال محمد بن كعب القرظي: تفسيره: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد "

وكقوله " وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب "

وكقوله " إن الإنسان خلق هلوعاً " قال أبو العالية تفسيره: إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً ".

ب- أن يكون بيانه منفصلاً عنه في السورة معه أو في غيره (1)

وانظر أمثلته في البرهان للزركشي (2/ 205) وسيأتي ذكر لشئ

منها في أوجه تفسير القرآن بالقرآن.

(9) أوجه تفسير القرآن بالقرآن:

توطئة: ليس من السهل بيان معتمد الربط بين الآيات بل يحتاج إلى دقة وطول نظر خاصة فيما يروى عن السلف إذ قد يتجاذب ذلك أكثر من وجه لكن ينبغي التأمل كثيراً فكم من وجه من هذه الأوجه يبدو عند أول وهلة وعند التأمل يتبين لك معنى آخر هو ألصق وأ وضح وأبين للمراد والله أعلم.

الوجه لأول: تفسير ما جاء موجزاً في موضع بما جاء مبسوطاً في موضع آخر:

أكثر ما ينطبق ذلك على قصص القرآن كقصة موسى وفرعون وقصة

آدم وإبليس وقصة بني إسرائيل ومن أمثلة ما ورد عن السلف ما رواه ابن

جرير بإسناده إلى السدي رحمه الله في قصة الذين اعتدوا في السبت 1/ 331

وقد تركته لطوله.

الوجه الثاني: حمل العام على الخاص

مثاله:تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (2). ومن الأمثلة مايلي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير