[هل يصح الاستدلال بهذه الآية]
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[23 May 2003, 10:02 م]ـ
هنك من يقول إ ن جزاءفعل السيئة فعل سيئة بعدها ويستدل بقوله تعالى: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) فهل هذا الاستدلال صحيح؟ وهل قال به احد من السلف؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 May 2003, 11:39 م]ـ
أخي عبد العزيز وفقك الله
سؤالك غير واضح.
ويبدو أنك لم تطلع على تفسير السيئة هنا!
فلعلك تقرأ أقوال المفسرين التالية،وأنا على يقين بأن الإشكال الذي أوردته سيزول.
قال ابن جرير في تفسيره لهذه الآية: (وقوله: {وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها} وقد بيَّنا فيما مضى معنى ذلك، وأن معناه: وجزاء سيئة المسيء عقوبته بما أوجبه الله عليه، فهي وإن كانت عقوبة من الله أوجبها عليه، فهي مَساءة له. والسيئة: إنما هي الفعلة من السوء، وذلك نظير قول الله عزّ وجلّ {وَمَنْ جاءَ بالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إلاَّ مِثْلَها}
وقد قيل: إن معنى ذلك: أن يجاب القائل الكلمة القزعة بمثلها. ذكر من قال ذلك: حدثني يعقوب، قال: قال لي أبو بشر: سمعت ابن أبي نجيح يقول في قوله: {وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها} قال: يقول أخزاه الله، فيقول: أخزاه الله. حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها} قال: إذا شتمك بشتيمة فاشتمه مثلها من غير أن تعتدي.)
وفي زاد المسير لابن الجوزي: (قوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} قال مجاهد، والسدي: هو جواب القبيح إذا قال له كلمة أجابه بمثلها من غير أن يعتدي. وقال مقاتل: هذا في القصاص في الجراحات والدماء.)
وقال القرطبي: (قوله تعالى: {وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} قال العلماء: جعل الله المؤمنين صِنفين؛ صنف يعفون عن الظالم فبدأ بذكرهم في قوله: {وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ}. وصنف ينتصرون من ظالمهم. ثم بين حدّ الانتصار بقوله: {وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} فينتصر ممن ظلمه من غير أن يعتدي. قال مقاتل وهشام بن حُجَير: هذا في المجروح ينتقم من الجارح بالقصاص دون غيره من سب أو شتم. وقاله الشافعي وأبو حنيفة وسفيان. قال سفيان: وكان ابن شُبْرُمَة يقول: ليس بمكة مثل هشام. وتأوّل الشافعي في هذه الآية أن للإنسان أن يأخذ من مال من خانه مثل ما خانه من غير علمه؛ واستشهد في ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم لهند زوج أبي سفيان: "خذي من ماله ما يكفيك وولدك" فأجاز لها أخذ ذلك بغير إذنه .... وقال ?بن أبي نجيح: إنه محمول على المقابلة في الجراح. وإذا قال: أخزاه الله أو لعنه الله أن يقول مثله. ولا يقابل القذف بقذف ولا الكذب بكذب. وقال السُّدِّي: إنما مدح الله من انتصر ممن بغى عليه من غير اعتداء بالزيادة على مقدار ما فعل به؛ يعني كما كانت العرب تفعله. وسُمي الجزاء سيئةً لأنه في مقابلتها؛ فالأوّل ساء هذا في مال أو بدن، وهذا الاقتصاص يسوءه بمثل ذلك أيضاً.)
وجاء في تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور: ( .. أي أن المُجازيء يجازيء من فَعَل معه فَعلةً تسوءه بفعلة سيئة مثل فعلتِه في السوء، وليس المراد بالسيئة هنا المعصية التي لا يرضاها الله، فلا إشكال في إطلاق السيئة على الأذَى الذي يُلحق بالظالم.
ومعنى {مثلها} أنها تكون بمقدارها في متعارف الناس، فقد تكون المماثلة في الغرض والصورة وهي المماثلة التامة وتلك حقيقةُ المماثلة مثل القصاص من القاتل ظلماً بمثل ما قَتَل به، ومن المعتدي بجراح عمد، وقد تتعذر المماثلة التامة فيصار إلى المشابهة في الغرض، أي مقدار الضرّ وتلك هي المقاربة مثل تعذر المشابهة التامة في جزاء الحروب مع عدوّ الدين إذ قد يلحق الضر بأشخاص لم يصيبوا أحداً بضرّ ويَسْلَمُ أشخاص أصابوا الناس بضرّ، فالمماثلة في الحَرب هي انتقام جماعة من جماعة بمقدار ما يُشفي نفوس الغالبين حسبما اصطلح عليه الناس.).
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[24 May 2003, 12:00 ص]ـ
أخي أبو مجاهد وفقه الله
جزاك الله خيرا صحيح أني لم أبين السؤال حق البيان ولكني أردت أن أقول هل هذه الاية تصلح للاستدلال على تتابع السيئات لدى المرء أي إذا فعل سيئة فإن الله يجازيه بأن يفعل هو سيئة بعدها.
كما قال بعض السلف إن علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها
لعل سؤالي الآن أصبح واضحا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 May 2003, 12:39 ص]ـ
بسم الله
أقول أخي الكريم بعد أن بينت سؤالك:
الآية بعد معرفة تفسيرها لا تدل على أن فعل معصية يجر إلى فعل معصية أخرى؛ إذ هي خارج محل السؤال.
وما ذكره السلف في هذا المعنى يمكن أن يستدل له بأدلة أخرى:
منها قول الله تعالى: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) وقوله تعالى: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة).ونحو ذلك من الآيات في هذا المعنى.
¥