[ركن الاستنباط، وذكر فوائد الآيات]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 May 2003, 06:21 م]ـ
بسم الله
يسرني أن أطرح على إخواني الكرام أعضاء هذا الملتقى هذه الفكرة حتى نتشاور في الطريقة المناسبة لعرضها، وهي فكرة استخراج الفوائد، واستنباط الأحكام من الآيات الكريمة؛ لأن الاستفادة من القرآن الكريم بهذه الطريقة يحصل بها علم كثير كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه: أحكام من القرآن الكريم.
ولا شك أن استنباط الفوائد من الآيات له شروط وضوابط، ولعل الشيخ الكريم مساعد الطيار يذكرها لنا في بداية هذا المشروع الذي نرجو من جميع الإخوة الأعضاء أن يتفاعلوا معه، ويشاركوا فيه بجدية، حتى تعم الفائدة، وتجتمع الاستنباطات والفوائد والأحكام في ركن واحد حتى يسهل الرجوع إليها ‘ والاستفادة منها.
ولنبدأ مستعينين بالله تعالى، بعد معرفة آرائكم حول هذه الفكرة، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[السلطان]ــــــــ[23 May 2003, 12:40 ص]ـ
أخي الكريم أبا مجاهد أشد عضدك وأساندك في هذه الفكرة الجميلة وهذا الاقتراح البديع ولعلي أضع تصوراً عما يمكن الكلام فيه في هذا الموضوع القيم:
يمكن جعل الكلام في موضوع الاستنباطات القرآنية فيما يلي:
1 - تعريف الاستنباطات القرآنية.
2 - تأصيل هذه الاستنباطات من حيث الشروط والطرق وغير ذلك.
3 - بيان عناية العلماء والمفسرين خاصة بهذه الاستنباطات وذكر أشهر الكتب في ذلك.
4 - ذكر الأمثلة مع التحليل والتدقيق.
والله يرعاكم ويوفقكم لكل خير ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 May 2003, 05:53 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو مجاهد العَبيدي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فاستجابة لطلبك المشاركة؛ أتقدم بهذه المشاركة، وهي جزء من أفكار كنت قد دوَّنتها في كتابي (مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر)، وإني لأرجو أن ينفع الله بها قائلها وقارئها وسامعها.
أقول:
إن موضوع الاستنباط من القرآن من الموضوعات المهمة التي يحسن بالمتخصصين العناية بها، وقد قُدِّمت في كلية أصول الدين رسالة في هذا الموضوع، قدمها الأخ الفاضل فهد الوهبي، وهي بإشراف الأستاذ الكبير الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع ـ حفظه الله ـ، وإني إذ أقدِّم هذا الموضوع، فإني سأقسم الحديث فيه إلى وحدات، فأبد أولاً بمفهوم التفسير؛ لأنه الأساس الذي يبنى عليه الاستنباط والفوائد المرتبة على الآيات، ثُمَّ أتابع ما بعده من الموضوعات.
أولاً: مفهوم التفسير:
التفسير: بيان معاني القرآن الكريم.
وما كان فيه بيان للمعنى، فهو من التفسير، وما لم يكن فيه بيان للمعنى فهو خارج عن حدِّ التفسير.
ويدخل في التفسير أي معلومة يكون فيها بيان للمعنى، سواءً أكانت سبب نزول، أو غريب لفظة، أو قصة لا يتبين معنى الآية إلا بها، أو أثر نبوي في تفسير آية، أو آية مفسرة لآية، أو غير ذلك مما لا يفهم المعنى إلا به.
أما إذا فُهِمَ المعنى وبان بأحد هذه الأمور أو ببعضها معنى، فإنا ما بعده من المعلومات لا يكون من صلب التفسير، وإن كان له علاقة بالآية من جهة أخرى، فهو يكون من علوم الآية، كما أن تفسير الآية من عومها.
والذي قد يُلبِسَ على هذا صنيع بعض العلماء المتأخرين الذين أدخلوا في كتبهم ما ليس من التفسير، وحشوها بكثير مما عرفوه من معارف ففي علومٍ شتَّى، فالفقيه ينحو بكتابه نحو علم الفقه ـ كالقرطبي ـ والبلاغي ينحو بكتابه نحو علم البلاغة ـ كالزمخشري ـ والنحوي ينحو بكتابه نحو علم النحو ـ كأبي حيان ـ والمتفنن في بعض العلوم يحشوا كتابه بما لديه من معلومات هذه العلوم ـ كالرازي ـ ... الخ.
وهؤلاء قد رسموا لأنفسهم هذا المنهج في كتبهم، ولا يعني هذا أن كل ما قالوه فإنه من علم التفسير، لذا لا يصحُّ الاحتجاج بمناهجهم في التأليف على تحرير المراد بالتفسير؛ لأنهم ـ بلا خلاف ـ قد توسعوا في عرض المعلومات، وزادوا عن حدِّ التفسير، واستدرك بعضهم على بعض في إدخال هذه المعلومات في كتبهم التي هي في التفسير، بل قد يقع بعضهم فيما استدركه على الآخرين، فيذكر ما يزيد عن حدَّ التفسير.
¥