[من أجوبة الدكتور مساعد الطيار على أسئلة ملتقى أهل الحديث: الأحرف السبعة]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jun 2003, 03:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أجرى الإخوة الفضلاء في ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8238) لقاء مع الدكتور مساعد الطيار وفقه الله وبارك فيه، وملتقى أهل الحديث له فضل الريادة، وهو من أفضل المواقع العلمية على الانترنت، وأرجو أن يحرص القائمون عليه على الرقي بما يطرح فيه، والسير به إلى مدى أرفع وفقهم الله.
وقد وضع الأخ الكريم خالد بن عمر وفقه الله، هذه اللقاء بكامله في مشاركة سابقة في ملتقى أهل التفسير. وظني أن بعضاً من المتصفحين لا يصبر لقراءة مثل هذه اللقاءات الطويلة، واللقاء ماتع نافع، فيه نفائس وفرائد كعادة الشيخ مساعد.
فأحببت أن أفرد المسائل، في مشاركات مستقلة، حتى لا يمل القارئ، ويتركز الحديث، وتتاح الفرصة للنقاش.
وهذه مسألة من المسائل التي فصل أبو عبدالملك وفقه الله في الإجابة عنها.
قال السائل: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟ وما القول الراجح فيها؟
الجواب:
إن موضوع الأحرف السبعة من الموضوعات التي لا زالت تشغل الكثيرين، ولا يرون فيها جوابًا شافيًا، لما في هذا الموضوع من الغموض.
ولقد تصدَّى للكتابة فيه أعلام كثيرون، وأنفس ما كتب فيه كتاب الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري حفظه الله، وهو بعنوان (حديث الأحرف السبعة / دراسة لإسناده ومتنه واختلاف العلماء في معناه وصلته بالقراءات القرآنية).
ولقد قرأت هذا الكتاب كثيرًا واستفدت منه ومن غيره ممن كتب في هذا الموضوع، ورأيت بعد فترة من قراءة هذا الموضوع أن أفصله على مباحث متتالية يتجلى فيها صلة الأحرف السبع بالرسم والقراءات والعرضة الأخيرة ... الخ، وإليك ملخص ما كتبته في هذا.
أولاً: معنى الحرف في الحديث: الوجه من وجوه القراءة.
أنواع الوجوه الواردة في اختلاف القراءات:
1 ـ اختلاف الحركات؛ أي: الإعراب: فتلقى آدم من ربه كلمات.
2 ـ اختلاف الكلمة باعد باعَدَ، وننشرها نُنشزها بظنين بضنين.
3 ـ اختلاف نطق الكلمة: جِبريل جَبريل جَبرئيل جبرئل.
4 ـ اختلاف راجع إلى الزيادة والنقص: تجري تحتها تجري من تحتها. سارعوا وسارعوا.
5 ـ اختلاف عائد إلى اللهجة الصوتية، وهذا مما يعود إليه جملة من الاختلاف المتعلق بالأداء، كالفتح والإمالة والتقليل في الضحى.
نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان على حرف واحدٍ مدة بقائه في الفترة المكية، وزمنًا كثيرًا من الفترة المدنية، ثمَّ أذن الله بالتخفيف على هذه الأمة، فأنزل الأحرف التي يجوز القراءة بها، وكان عددها سبعة أحرف في الكلمة القرآنية.
روى البخاري (ت: 256) وغيره عن ابن عباس (ت: 68)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أقرأني جبريل عليه السلام على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف).
وقد ورد في روايات أخرى: (كلها كاف شاف ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، وآية عذاب بآية رحمة).
وورد كذلك سبب استزادة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (لقيت جبريل عند أحجار المرا، فقلت: يا جبريل. إني أرسلت إلى أمة أمية: الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاني الذي لم يقرأ كتابًا قط، فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف).
وقد وقع اختلاف كبير في المراد بهذه الأحرف السبعة، وسأعرض لك ما يتعلق بهذا الموضوع في نقاط:
1 ـ أنَّ التخفيف في نزول الأحرف السبعة كان متأخرًا عن نزوله الأول، فلم يرد التخفيف إلا بعد نزول جملة كبيرة منه.
2 ـ أنَّ هذه الأحرف نزلت من عند الله، وهذا يعني أنه لا يجوز القراءة بغير ما نزل به القرآن.
3 ـ أنَّ هذه الأحرف السبعة كلام الله، وهي قرآن يقرأ به المسلمون، ومعلوم أنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يحذف حرفًا واحدًا من القرآن، ولا أن ينسخ شيئًا منها فلا يُقرأ به.
4 ـ أن القارئ إذا قرأ بأي منها فهو مصيب.
5 ـ أن القراءة بأي منها كاف شاف.
¥