تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حول التفسير الإشاري]

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 May 2003, 10:27 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، ما هو قولكم في التفسير الاشاري الذي تتبناه الصوفية؟ فقد ذكر الزرقاني ـ رحمه الله ـ أنه يختلف عن التفسير الباطني الذي تبناه الشيعة بأن أهل التصوف لا ينكرون ظاهر القرآن وأنه هو الذي يفسر به القرآن أولا و لابد من اعتقاده، و لكن هناك تفسير أيضا ـ على قولهم ـ مبني على هذا الظاهر ولكنه أكثر تعمقا و لا يناله إلا أصحاب الولاية والقرب من الله، أما الشيعة فمذهبهم الباطل أن للقرآن ظاهر وباطن وأن المراد منه هو باطنه لا ظاهره، ولا يعرف هذا الباطن الا خواصهم.

هذا الكلام أفهم من ظاهره إقرار الزرقاني للتفسير الاشاري أو دفاعه عنه، إلا أنه قال في موضع آخر ما نصه ((والأدهى من ذلك أنهم يتخيّلون ويخيلون الى الناس، أنهم هم أهل الحقيقة الذين أدركوا الغاية، واتصلوا بالله اتصالا أسقط عنهم التكاليف، وسمل بهم عن حضيض الأخذ بالأسباب))

فكيف الجمع بين الكلامين؟

ـ[أحمد القصير]ــــــــ[21 May 2003, 05:31 م]ـ

شروط قبول التفسير الإشاري

ذكر العلماء رحمهم الله تعالى عدة شروط لقبول التفسير الإشاري وهي:

1 - «أن يصح على مقتضى الظاهر المقرر في لسان العرب ويجري على المقاصد العربية، وهذا ظاهر من قاعدة كون القرآن عربيا؛ فإنه لو كان له فهم لا يقتضيه كلام العرب لم يوصف بكونه عربيا بإطلاق؛ ولأنه مفهوم يلصق بالقرآن ليس في ألفاظه ولا في معانيه ما يدل عليه وما كان كذلك فلا يصح أن ينسب إليه أصلا إذ ليست نسبته إليه على أن مدلوله أولى من نسبة ضده إليه ولا مرجح يدل على أحدهما فإثبات أحدهما تحكم وتقول على القرآن ظاهر وعند ذلك يدخل قائله تحت إثم من قال في كتاب الله بغير علم». [الموافقات (3/ 394).و انظر: التبيان في أقسام القرآن (1/ 50)]

2 - «أن يكون له شاهد نصا أو ظاهرا في محل آخر يشهد لصحته من غير معارض؛ لأنه إن لم يكن له شاهد في محل آخر أو كان له معارض صار من جملة الدعاوى التي تدعى على القرآن والدعوى المجردة غير مقبولة باتفاق العلماء». [الموافقات (3/ 394).و انظر: التبيان في أقسام القرآن (1/ 50). مناهل العرفان (1/ 549)]

3 - أن لا يكون تأويلاً سخيفاً بعيداً عن معنى الآية، كتفسير بعضهم قوله تعالى:} وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {[العنكبوت: 69] حيث فسر (لمع) على أنها فعلاً ماضياً بمعنى أضاء، وكلمة

(المحسنين) مفعولاً له. [انظر: مناهل العرفان (1/ 549)، ومباحث في علوم القرآن، للقطان (309)]

4 - أن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم. [التبيان في أقسام القرآن (1/ 50)]

5 - أن لا يدعى أنه المراد وحده دون الظاهر؛ لكي يتميز عن التفسير الباطني الملحد الذي يمنع إرادة المعنى الظاهر، ويتمسك بالمعنى الباطن وحده. [مناهل العرفان (1/ 549)]

تلك هي الشروط التي ذكرها العلماء لقبول التفسير الإشاري، وقد أجملها ابن القيم فقال:

«وتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول:

تفسير على اللفظ: وهو الذي ينحو إليه المتأخر ون.

وتفسير على المعنى: وهو الذي يذكره السلف.

وتفسير على الإشارة والقياس: وهو الذي ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم.

وهذا لا بأس به بأربعة شرائط:

1 - أن لا يناقض معنى الآية.

2 - وأن يكون معنى صحيحا في نفسه.

3 - وأن يكون في اللفظ إشعار به.

4 - وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم.

فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا». [التبيان في أقسام القرآن (1/ 50)]

(راجع: التفسير الإشاري، دراسة وتقويماً، لعمر سالم الخطيب، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية).

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[25 May 2003, 03:37 م]ـ

شيخنا (القصير)

أولا: بارك الله فيك على ما أفدتني به، مما يمكن أن يطلق عليه (بحث مختصر) ومفيد حول ما سألتك عنه.

ثانيا: ما هو موقف الزرقاني ـ الشخصي ـ من تفسير الصوفية، حيث نقلت لكم ما قد يوهم التعارض.

ثالثا: أين أجد دراسة / عمر سالم الخطيب، أي أين طبعت، وهل لها ـ أي الدار ـ فرعا في مصر؟

بارك الله في علمكم وحرصكم، وزادكم منهما

ـ[أحمد القصير]ــــــــ[27 May 2003, 02:36 م]ـ

أخي الكريم محمد يوسف:

أولا: كلام الزرقاني في هذه المسألة ليس فيه تعارض فهو يذكر أن التفسير الإشاري عند الصوفية فيه ما هو حق يجوز قبوله وهو ما تحققت فيه الشروط التي ذكرتها سابقا، وفيه ماهو باطل يجب رده وعدم قبوله.

ويجب التفريق بين تفسير الصوفية والباطنية، فالصوفية يعتقدون بالظاهر ويؤمنون به، بخلاف الباطنية فإنهم لا يؤمنون بالظاهر، ولذا أجمع العلماء على بطلان تفسير الباطنية وعدوه من الزندقة والتحريف لكلام الله تعالى بخلاف تفسير الصوفيه.

علماً بأن هذه المسألة أعني قبول التفسير الإشاري من عدمة للعلماء فيها أقوال ليس هذا موضع بسطه، لكن الذي عليه الجمهور أنه يقبل بالشروط السابق ذكرها.

ثانيا: دراسة عمر سالم الخطيب لم تنشر، وإنما هي عبارة عن رسالة مطبوعة في جامعة الإمام فقط ومحفوظة في مكتبة الملك فهد الوطنية ويمكن تصويرها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير