[سلسلة: مشكل التفسير (1)]
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[15 Apr 2003, 12:48 ص]ـ
هذه سلسلة بعنوان: مشكل التفسير وسأتناول فيها ان شاء الله ما أشكل من هذا العلم سواء فيما يتعلق بمسائله ومتعلقاته أومشكل الأيات مع الأنتباه غلى ان الإشكالُ والاختلافُ فيما يتعلق في الآيات إنّما هو في نظرِ المجتهد وليس في الواقعِ، ويجبُ على المُفسِّر أنْ يُطيلَ النظر في الآيات، ويتعرّف على المواضع التي أشْكل فهْمُها على الناس، وعلى ما قد يُظنّ أنّ فيها إشْكالاً أو تعارضاً ويجيبَ عليها.
وأطلب من الأخوة المشاركة واثراء الموضوع لننتفع به جميعا.
فأقول مستعينا بالله:
المرادُ بِالمُشْكل ما غَمُضَ معناه وأشْكَلَ فهْمُه، وسُمِّيَ بذلك لأنّهُ دَخَلَ شَكْلَ غيرِه فأشْبَهَهُ وشَاكَلَه، فهو أعمُّ من مُوهِمِ التعارُضِ،فإذا أُطْلِقَ المُشْكل دَخَلَ فيه مُوهِمِ التعارُضِ، ولا عكْسَ فالتعارُضُ أَخَصُّ ولِذا فكُلُّ مُتعارضٍ مُشْكِلٌ وليس كلُّ مُشْكِلٍ مُتعارِض.
الحلقة الأولى:
ورد عن ابن عباس رضي الله عنه في البخاري قوله "كيف تسألون أهلَ الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أُنزلَ على رسول الله أحدث " وورد عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله "لا تسألوا أهلَ الكتاب عن شيء، فإنّهم لن يهدوكم وقد ضلّوا "رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم
هذه اقوالهم إإلا أنه قد ذكر شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنّ ابن عباس رضي الله عنهما مِمّنْ نقلَ عن أهل الكتاب وكذا ابن مسعود نص على ذلك في المقدمة
والواقع أنّه لا يُمكن إنكارُ أنّ ابن عباس رضي الله عنهما مِمّنْ روى الإسرائيليات إذْ يوجد له ما يزيد على (352) رواية وابن مسعود روى ايضا عنهما ولذا فلا بُدَّ من توجيه كلام ابن عبّاس وابن مسعود رضي الله عنهما إذْ لا يُمكن أنْ يخالفَ فِعْلُهما قولَهُما، ولذا فلعلّهما كانا يُحذِّرُان، لئلا يُسأل من ليس بأهل فيقع في شكٍّ أو حيرةٍ، في حين أنّ العالِم المتمكِّنَ الذي لا يُخشى عليه منْ ذلك له أنْ يسأل مستفيداً منَ الرخصة.
أو نقول: يُحمَلُ فِعْلُهُ على أنّها من باب القسم الذي أباحه رسول الله، حيث قال: [بلّغوا عني ولو آية، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج، ويُحْمَلُ النهيُ عن سؤالهم فيما جاء في القرآن والسنّة ما يُكَذِّبُه. ولذا عندما قال سعيد بن جبير لابن عباس رضي الله عنهما: إنّ نوفاً البكالي يَزْعُمُ أنّ موسى صاحب بني إسرائيل، ليسَ هو موسى صاحب الخَضِر، فقال: كذَبَ عدوّ الله، سَمِعْتُ أبيّ بن كعبٍ يقول:
سَمِعْتُ رسول الله e يقولُ: [قامَ موسى u خَطِيباً في بني إسرائيل ... الحديث
هذا ما ظهر لي وأرجو من الأخوة المشاركة لمن عنده مزيد علم.
ـ[المنصور]ــــــــ[16 Apr 2003, 01:57 ص]ـ
لعل المراد من النهي أن تستخدم الإسرائيليات في بيان كتاب الله تعالى
أما روايتهما للإسرائيليات فهي في غير التفسير، بل لبيان بعض المبهمات أو ذكر بعض القصص أو تدعيم التفسير الصحيح برواية عن بني اسرائيل
تأمل ماذكرته فلعلك تجد فيه الجواب
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Apr 2003, 06:04 م]ـ
بعد التأمل تبين لي وجه ثالث بل لعله أقواهما:
وهو ان نهيهما وارد في السؤال لأهل الكتاب ابتداء اما الرواية فلم يتعرضا لهما وفرق بين السؤال والرواية ولذا فليس هناك مخالفة بين القول والفعل والله اعلم.
اما ما ذكره اخي المنصور فان لا يمكن الجزم بما تقول الا بعد الاستقراء لمروياتهما حتى نعلم انهما لم يبينا كتاب الله بالاسرائيليات فما رايك.
ـ[الإداوة]ــــــــ[04 May 2003, 02:53 ص]ـ
جزيت خير الجزاء ..
وإن كنت رايت التوجيه الثالث أقواها وهوحمل النهي على السؤال، فقد روي أن ابن عباس سال أبالجلد .. فهل الرواية ضعيفة؟ أم أن التوجيه غير متأت هنا؟
ـ[المشارك7]ــــــــ[08 May 2003, 12:35 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن عبد الله الخضيري بعد ان ذكر حديث البخاري المذكور هنا:
(ومع هذا فقد كان ابن عباس يكثر من سؤال كعب الاحبار فعن عبد الرحمن بن الاعرج قال:كان ابن عباس يقرأ"في عين حمئة "ثم فسرها ذات حمأة قال لنافع: واسال عنها كعب الاحبار ..... ) تفسيرالتابعين2/ 885
وبناء عليه رجح الشيخ الراي الاول الذي ذكرتموه.وهو راي قوي لااشكال فيه بخلاف الاقوال الاخرى.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 Jul 2003, 09:05 ص]ـ
الشيخ الفاضل البريدي،
* أولا:
هل لي بمثال صحيح عن رواية ابن مسعود للإسرائيليات؟؟
فإنني لم أقف له، مع قلة اطلاعي وعلمي، على رواية ينقل بها عن أهل الكتاب ..
* ثانيا:
بالنسبة للوجهين الأول والثاني الذين ذكرتهما، يبدو أنهما وجهين ضعيفين، فلقد روي عن ابن عباس آثار منكرة لا يمكن كونها من القسم الذي أبيح لنا روايته عن أهل الكتاب، كالأثر الذي فيه تمثل الشيطان بصورة سليمان وإتيانه أزواجه أثناء فترة حيضهن .. وغيره من الآثار، ولم يثبت عنه أنه كان يرويها من باب التحذير ..
بقي لنا الوجه الثالث، وإن كان هو تبرير أكثر منه تعليل ..
بانتظار مشاركات الأخوة ..
¥