تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ابن عادل وتفسيره اللباب من علوم الكتاب (1)]

ـ[مرهف]ــــــــ[18 May 2003, 01:07 م]ـ

التعريف بابن عادل

ـ اسمه ونسبه ولقبه وكنيته (1):

هو أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني.

وقد تفرد صاحب السحب الوابلة وكناه بأبي الحسن،ولم يذكر غيرها؛ وهي خلاف ما تعارف عليه الناس في من اسمه عمر؛ خاصة في عصر المماليك؛ فعلى فرض صحة هذه الكنية يمكننا القول: ربما كانت له كنيتان: الأولى هي أبو حفص،والثانية: أبو الحسن، ولكن ابن عادل يشتهر بالأولى أكثر.

والمشهور في لقبه:سراج الدين،غيرأنه ورد بلقب زين الدين في معجم الدراسات القرآنية وعند محقق نفحة الريحانة،ونسب ذلك إلى معجم المؤلفين، ولكن الذي في معجم المؤلفين أنه سراج الدين، ولقبه بزين الدين خلاف المشهور،والله أعلم.

وأما نسبه النعماني، فهي نسبة إلى (نعمان)،وتضبط: إما بضم النون وسكون العين، أو بفتح النون وسكون العين، فعلى الاحتمال الأول ـ وهو بضم النون وسكون العين ـ فإنها اسم مشترك لثلاث مدن وهي (2):

ـ النُّعمانية: وهي بلدة عل شط دجلة بين بغداد وواسط في نصف الطريق، وأهلها شيعة غالية.

ـ النُّعمانية: وهي قرية بمصر.

ـ نُعمان،وهي معرّة النعمان، وهي مدينة كبيرة من بلاد الشام بين حلب وحماة، ولكن المشهور والمعروف في النسبة إليها بـ (المعري)،ولم أجد من نسب إليها بالنعماني.

أقول: وقد تكون نسبة النُّعماني ـ بضم النون ـ إلى النعمان بن بشير الصحابي الجليل ـ وستأتي ترجمته ـ،فتكون من قبيل بيان نسبه الذي يرجع إليه، كما تقول:عمري وبكري، لا إلى بلدٍ ولد فيه، أو رحل إليه والله أعلم

أو بفتح النون وسكون العين،فنسبة أيضاً إلى عدة مدن ومواضع في الحجاز وبلاد الشام (3):

ـ نَعمان، بلد في بلاد الحجاز.

ـ نعمان:واد يسمى نعمان الأراك، وهو بين مكة والطائف.

ـ واد لهذيل على ليلتين من عرفات.

ـ واد يسكنه بنو عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل،بين أدناه ومكة نصف ليلة.

ـ واد قرب الكوفة من ناحية البادية.

ـ واد قريب من الفرات على أرض الشام قريب من الرحبة.

وكذلك إلى عدة مواضع كثيرة في اليمن (4)، ولا أرى داعياً لذكرها لاستبعاد كونه منها.

فذهب محققو اللباب المطبوع إلى أنه منسوب إلى النعمانية ـ بضم النون ـ وهي البلدة بين بغداد وواسط وأنه دخل إليها واستوطن فيها فنسب إليها (5).

و استبعد هذا الكلام؛ لكون هذه البلدة قد عرف أهلها بأنهم شيعة غالية؛ولايظهر التشيع هذا في ابن عادل من خلال تفسيره، ثم إن ابن عادل مذهبه حنبلي،ويقرر المسائل العقدية والأصولية على مذهب أهل السنة والجماعة، والله أعلم.

وذهب الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع إلى أنها نسبة إلى نعمان ـ دون أن يضبطها ـ البلدة الشامية وجعل نسبة الدمشقي قرينة على ذلك، وظاهر كلامه أن البلدة هي معرة النعمان؛ إذ لم يشر إلى موضع البلدة الشامية التي ابن عادل منها،ولايشتهر في بلاد الشام بلدة بهذا الاسم سواها.

والذي أراه ـ إن كانت نسبة النعماني لبلدة ـ أن يكون ضبطها بفتح النون وسكون العين،نسبة إلى واد قريب من الفرات على أرض الشام قريب من الرحبة (6)،وأن ابن عادل ينسب إليها أصالة، وأستبعد أن يكون من مصر لأن شيوخه من بلاد الشام كما سيأتي، هذا مع العلم أن عصره كان فيه فحول العلماء والمحدثين في مصر؛فلو كان من مصر لقدمت نسبة النعماني على الدمشقي كما هي عادة المؤرخين في تقديم النسب الأصلي ثم نسب البلد التي نزل بها، ولو رحل إلى مصر لذُكر لنا شيخ من شيوخه على الأقل، فيتعين أن يكون من بلاد الشام؛ولا ينسب بالنعماني في بلاد الشام إلا لموضعين:معرة النعمان،ونعمان الواد القريب من الفرات، ثم إن النسبة إلى معرة النعمان هي المعري،ولم نر من نسب إليها بالنعماني، وعلى فرض ترجيح كون نعمان الشامية؛فهو من الوادي المذكور،ثم إن نسبة (الدمشقي) قرينة قوية في ذلك، ترجح ما قلته والله أعلم.

هذا كله إذا قلنا بأنه منسوب إلى بلدة، استنادا لما نقل أنه ورد في آخر الجزء الأول من تفسيره الموجود في المكتبة الأحمدية بحلب: (جمعه وعلقه لنفسه عمر بن علي بن عادل النعماني منشأً، الحنبلي مذهباً) (7).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير