تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(المصحف العثماني) توصيفه -تاريخه -هل كتبه عثمان بيده؟ -هل هو موجود الآن؟]

ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[29 Jun 2003, 03:08 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:

فهذا بحث مختصر حول (المصحف العثماني) أو (المصحف الإمام) الذي كتبه الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه – وهذا البحث مُقسم لعدة مباحث قصيرة أرجو أن يكون فيها النفع والفائدة وأن يكون العمل خالصاً متقبلاً عنده سبحانه.

المبحث الأول

تعريف المصحف العثماني والمنهج في كتابته

* التعريف:- يقول الكردي في (تاريخ القرآن): والمراد بالمصحف العثماني مصحف عثمان بن عفان – رضي الله عنه – الذي أمر بكتابته وجمعه وكانوا يسمونه "المصحف الإمام"، وسبب هذه التسمية "الإمام" هي مقولة عثمان ( ..... يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماماً). (1)

ولعل كلمة المصحف الإمام كانت تشمل جميع المصاحف التي كتبت بأمر عثمان – رضي الله عنه – في أي مصر من الأمصار، وليس مصحف المدينة أو المصحف الخاص بالخليفة فحسب. (2)

* الطريقة والمنهج الذي كتب به:-

وحدد عثمان – رضي الله عنه - مع الكُتّاب – رضي الله عنهم – الأسس والمنهج الذي يعتمدون عليه في نسخ المصاحف العثمانية وهي:-

1 - لا يكتب شيء إلا بعد التحقق من أنه قرآن.

2 - لا يكتب شيء إلا بعد العلم بأنه استقر في العرضة الأخيرة.

3 - لا يكتب شيء إلا بعد التأكد أنه لم ينسخ.

4 - لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة.

5 - إذا اختلفوا في شيء من القرآن كتبوه بلغة قريش.

6 - يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة.

7 - اللفظ الذي لا تختلف فيه وجوه القراءات يرسم بصورة واحدة.

8 - اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ويمكن رسمه في الخط محتملاً لها كلها يكتب برسم واحد مثل: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، فإنها تصح أن تقرأ بالقراءة الأخرى (فتثبتوا) لأن الكتابة كانت خالية من النقط والشكل.

9 - اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ولا يمكن رسمه في الخط محتملاً لها يكتب في نسخة برسم يوافق بعض الوجوه وفي نسخة أخرى برسم يوافق الوجه الآخر. مثل (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب)، فإنها تكتب في نسخة أخرى (وأوصى). (3)

وبهذا المنهج الدقيق والأسس السلمية كتب المصحف العثماني فكان في غاية الدقة والضبط والتحري. ولله الحمد والمنة.

المبحث الثاني

وصفه ومزاياه

* وصفه:- لا نستطيع فيما يتعلق بوصف المصحف الإمام العثماني أن نقف على وصف دقيق في الوقت الحاضر وذلك بسبب تعدد الروايات واختلافها حول مصير المصحف العثماني أو المصاحف العثمانية الأصلية وهل من المحتمل أن يكون قد بقي منها شيء؟!! وهذه مسألة تاريخية كبيرة سوف أشير لها في البحث الخاص بها.

ولكن سوف أكتفي بذكر بعض الروايات التي ذكرها المعاصرون عن الأقدمين الذين رأوا المصحف الإمام في تلك العصور وهذه قد تعتبر من أصّح ما يمكن أن نستقي منه وصف المصحف الإمام مع إحتمال أنه قد يوجد ورقات منه الآن.

تذكر الدكتورة / سحر السيد رواية عن السهودي أن القاسم بن سلاّم، ت 223هـ، رأي مصحف عثمان المنقوط بدمه وشاهد آثار الدماء بصفحات منه.

وتذكر رواية أخرى تُجلّي لنا صفة ذلك المصحف فيقول صاحب الرواية بعد أن ذكرت الكاتبة سند الرواية كاملاً ومصدرها يقول: (حدثني أبي: رأيت الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه في شهر ربيع الأول سنة 223هـ فشبرتُ طول المصحف فإذا في الورقة ثمانية وعشرون سطراً، ورأيت أثر دم فيه كثيراً في أوراق من المصحف كثيرة، بعض الورق قدر نصف الورقة وبعضه قدر الثلث وفي بعض الورق أقل وأكثر ورأيت عظم الدم نفسه في سورة النجم .... إلى آخر ما جاء في الرواية. (4)

وكذلك هذه المصاحف غير منقوطة ولا معجمه ولا مزينة وليست هناك علامات بين الآيات والخط طبعاً مدني بدائي غير كوفي أو ثلث أو ما أشبه. (5)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير