[الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية، الحلقة الأولى]
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[08 May 2003, 11:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد على النعم الجزيلة، والمنن الجليلة،
لك الحمد ما اقشعرت الأبدان لعظمتك، ولانت الجلود من خشيتك،
لك الحمد أنت تعطى الأخلاص من تشاء، فأعطنا إخلاصا يذهب عنا حب الرياء، ويجعلنا في الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء
اللهم طهر حروفنا من حب التكاثر، وطيب منا البواطن والمظاهر،
اللهم إن لم نبلغ مراتب المخلصين فأنت تعلم أنا نحب أن نكون منهم
اللهم بحبنا ذاك إلا أعطيتنا منه أوفر الحظ والنصيب،
اللهم أصلح السرائر، وطهر الضمائر،
اللهم صل وسلم على الرسول، واجعلنا من أتباعه في الغدو والقفول،
اللهم أجب الدعوة، واغفر الهفوة، وأنزع من قلوبنا إلى الحرام كل شهوة، يارب:
أما بعد
فلما كان الطريقا طويلا، والصبر على لأوائه عسير ثقيلا، والعمر وحي التقضي، سريع التمضي، والمشاركات المبددة، والمطارحات المشردة، تذهب هباء منثورا، كأن لم تكن شيئا مذكورا، أحببت أن إشارك في هذا الملتقى المبارك،بكتابات متسلسلة، وحلقات مرتبة، توفر تراكما علميا مفيدا،
فأخترت المشاركة بالوقوف عند كل آية والنظر هل كانت مما استدل به الفقهاء في أي مبحث من المباحث، أخذا بقول من قال وهو الراجح، أن آيات الاحكام كثيرة جدا، غير محصورة بعد،
وقد كان منهجي البحث بنفسي في كتب الفقه دون الرجوع لتفاسير آيات الأحكام،
بل آخذ ذلك مباشرة من كتب الفقه، وقد بدأت من الآية 134 من سورة آل عمران،
حيث هي الآية التي وقفنا عندها في درس التفسير، وحتى أوفر على نفسي التحضير مرتين، فلم أبدأ من أول القرآن، وعسى أن ييسر الله التمام،
ولعلي أعود لمزيد بيان المنهج في البحث في حلقة قادمة إن شاء الله، وبعد النظر لعل إخواننا يسهمون معنا بالنصحية، والتقويم
اللهم اجعل هذا العمل مباركا، ووفقنا فيه للقبول، واجعله من العمل المدخر يوم القيامة، يا رب العالمين،
قال تعالى:
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم من يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون،
1 - أخذ الفقهاء الحنفية منها جواز البناء على الصلاة التي أحدث فيها العبد بعد الوضوء:
من الآية
ففي (الحجة ج: 1 ص: 70) لمحمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى:
وقال ابو حنيفة اذا احدث في متعمد من ريح سبقه او بول او غائط فلينصرف وليغسل ما اصابه من ذلك ثم يتوضأ ثم يبنى على صلاته ان احب وقال ابو حنيفة رحمه الله واحب ان يتكلم ويعيد الصلاة ولا يبنى وان بنى اجزأه اخبرنا ابو حنيفة رضي الله عنه قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن معبد بن صبيح ان رجلا من اصحاب محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام صلى خلف عثمان بن عفان رضي الله عنه فأحدث الرجل فانصرف ولم يتكلم حتى توضأ ثم اقبل وهو يقول ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون فاحتسب بما مضى وصلى ما بقي ما فعلوا وهم يعلمون فاحتسب بما مضى وصلى ما بقي
2 - ومنها اخذ الحنابلة رحمهم الله مشروعية صلاة التوبة:
ففي كشاف القناع ج: 1 ص: 443
و تسن صلاة التوبة إذا أذنب ذنبا يتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله تعالى لحديث علي عن أبي بكر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له ثم قرأ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله الآية رواه أبو داود
3 - واستشهد بها الشافعية على قبول توبة القاذف ومن ثم شهادته
المهذب ج: 2 ص: 330
فصل
ومن ردت شهادته بمعصية فتاب قبلت شهادته لقوله تعالى والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا والتوبة نوبتان توبة في الباطن وتوبة في الظاهر فأما التوبة في الباطن فهي ما بينه وبين الله عز وجل فينظر في المعصية فإن لم يتعلق الفرج فالتوبة منها أن يقلع عنها ويندم على ما فعل ويعزم على ألا يعود إلى مثلها والدليل عليه قوله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة بها مظلمة لآدمي ولا حد لله تعالى كالاستمتاع بالأجنبية فيما دون أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون
¥