[سلسلة دروس التفسير [مع ابن جرير في تفسيره]]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Apr 2003, 03:20 م]ـ
بسم الله، عليه توكلت، وبه أستعين.
[وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ] هود:88
هذه سلسلة دروس في التفسير، نتدارس فيها ما أورده شيخ المفسرين وإمامهم ابن جرير الطبري في تفسيره العجاب: جامع البيان في تأويل آي القرآن.
وسوف تكون الطريقة في هذه السلسلة كالتالي:
أولاً- أذكر ما كتبه ابن جرير في تفسيره - مبتدئاً بالمقدمة -.
ثانياً- نتدارس ما اشتمل عليه هذا الكلام من مسائل تفسيرية
ثالثاً- مناقشة بعض ترجيحات ابن جرير الواردة في كل درس.
وأخيراً أسأل الله أن يعيننا على الإستمرار في كتابة هذه السلسلة، وأرجو من القراء أن يشاركوا بجدية في هذه السلسلة لما لها من الأهمية.
وفي انتظار آرائكم ومشاركاتكم قبل البداية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2003, 04:07 م]ـ
فكرة موفقة، مع الحرص على العمق والتحرير والاستمرار وأرجو من جميع المشاركين الحرص على هذه الأمور حتى يثمر العمل بإذن الله، وعدم طرح مشاركات مبتسرة تدل على الاستعجال والفهم الناقص لمراد ابن جرير الطبري فكثيراً ما ينتقد الطبري وإنما أتي المنتقد من سوء فهمه على حد قول المتنبي:
وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم
وفقك الله يا أبا مجاهد، وأعدك بالمشاركة إن شاء الله، ولكن ابدأ أنت أولاً حتى يتبين لنا المنهج الذي يسار عليه ويتضح.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2003, 11:02 ص]ـ
بسم الله
أرى أنه من المناسب قبل البداية في كتابة دروس هذه السلسلة أن نتعرف باختصار على طريقة الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره.
وقد كتب الشيخ مساعد الطيار ملخصاً جيداً لطريقة ابن جرير في تفسيره، في هذا الملتقى تحت هذا الرابط:
ملخص في منهج الطبري في تفسيره ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=95)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2003, 11:30 ص]ـ
بسم الله نبدأ:
قال الإمام ابن جرير رحمه الله في مقدمة تفسيره بعد حمد الله والثناء عليه بما هو أهله:
(أما بعد، فان من جسيم ما خصّ اللّه به أمة نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم من الفضيلة، وشرّفهم به على سائر الأمم من المنازل الرفيعة، وحباهم به من الكرامة السنية، حفظَه ما حفظ - جلّ ذكره وتقدّست أسماؤه - عليهم من وحيه وتنزيله، الذي جعله على حقيقة نبوّة نبيهم صلى اللّه عليه وسلم دلالة، وعلى ما خصَّه به من الكرامة علامة واضحة، وحجة بالغة، أبانه به من كل كاذب ومفترٍ، وفصل به بينهم وبين كل جاحد وملحد، وفرق به بينهم وبين كل كافر ومشرك الذي لو اجتمع جميع مَنْ بين أقطارها، من جنها وانسها، وصغيرها وكبيرها، على أن يأتوا بسورة من مثله، لم يأتوا بمثله، ولَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهيراً. فجعله لهم في دجى الظلم نورا ساطعا، وفي سَدَف الشبه شهابا لامعاً، وفي مضلة المسالك دليلا هاديا، وإلى سبل النجاة والحق حاديا. يهدي به اللّه من اتبع رضوانه سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه، ويهديهم إلى صراط مستقيم، حرسه بعين منه لا تنام، وحاطه بركن منه لا يضام، لاتهى على الأيام دعائمه، ولا تبيد على طول الأزمان معالمه، ولا يجوز عن قصد المحجة تابعه، ولا يضلّعن سبل الهدى مصاحبه، من اتبعه فاز وهدى، ومن حاد عنه ضلّ وغوى. فهو موئلهم الذي إليه عند الاختلاف يئلون، ومعقلهم الذي إليه في النوازل يعتقلون، وحصنهم الذي به من وساوس الشيطان يتحصنون، وحكمة ربهم التي إليها يحتكمون، وفصل قضائه بينهم الذي إليه ينتهون، وعن الرضا به يصدرون، وحبله الذي بالتمسك به من الهلكة يعتصمون.
اللّهم فوفقنا لإصابة صواب القول، في محكمه ومتشابهه، وحلاله وحرامه، وعامه وخاصه، ومجمله ومفسره وناسخه ومنسوخه، وظاهره وباطنه، وتأويل آيه، وتفسير مشكله، وألهمنا التمسك به، والاعتصام بمحكمه، والثبات على التسليم لمتشابهه، وأوْزِعنْا الشكر على ما أنعمت به علينا، من حفظه والعلم بحدوده، انك سميع الدعاء، قريب الإجابة، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله، وسلم تسليماً كثيراً.
¥