تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مُلاحظات على تتمة "أضواء البيان" التي كتبها الشيخ عطية سَالِم

ـ[المتفقه]ــــــــ[27 May 2003, 05:32 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

مُلاحظات على تتمة "أضواء البيان" التي كتبها الشيخ عطية سَالِم كتبها العلامة عبدالرزاق عفيفي رحمه الله

1 - كان المتوقع أن تكون تتمة "أضواء البيان" من مُذكرات فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي التي أملاها على طلابه و هو يدرس لهم التفسير بمعهد الرياض العلمي، و أن تُصاغ على منهجه في الأجزاء السبعة الأولى التي كتبها و رتبها بنفسه أيَّام حياته، و لكن لم يتم ذلك، بل جاءت التتمة على خلاف المطلول، و يتبين ذلك لِمن قرأ الصفحات التي تبدأ من 572 و تنتهي بـ591 من الجزء الثامن مثلاً.

2 - الخطأ في جعل حديث " من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته صلاة؛ كتب له براءة و نجاة من العذاب ... " إلخ، و حديث " من صلى أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى؛ كتب به براءتان ... " إلخ حديثا واحدا مرويًّا بروايتين، مع أنها حديثان، بالإضافة إلى قلق في العبارة و ضعف في الأسلوب. انظر (ص 572 من ج8).

3 - اعتماده على غيره من المعاصرين في الحكم بقبول حديث " من صلى في مسجدي أربعين صلاة ... " إلخ، و العمل به دون مناقشة إلى المسجد عن زيارة النبي صلى الله عليه و سلم، و لا لزيارته عن المسجد؛ فلا موجب للنزاع (ص583).

4 - تكلف الحكمة في الحث على الأربعين صلاة في المسجد النبوي في ثمانية أيام (ص574).

5 - حكمه بأن الزيارة تتركب من تحية المسجد النبوي، و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحبيْه رضي الله عنهما، و الدعاء لنفسه و للمسلمين بالخير (ص575).

6 - إقحامه زيارة القبر و الدعاء عنده لنفسه و للمسلمين في تفسير آية {و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا}، دون أن يتكلم بكلمة عن واقع النَّاس عند القبر و ما فيه من بدع شركية، مع أن مقصود الآية بيان التوحيد و ألا يدعى إلا الله، و القضاء على الشرك، رحم الله الشيخ الشنقيطي! لقد مرت به مناسبات في سورة الحج و النور و الحجرات و لم يتكلم فيها بما يثير البدع في المساجد أو غيرها أو يؤيد خرافة من الخرافات، بل تكلم في تفسير سورة الحجرات بما يحفظ للأمة عَقيدتها؛ فبيَّن فيها حق الله و حق العباد، و بيَّن فيها حدود الأدب مع الله و مع رسوله صلى الله عليه و سلم حتى لا يصرف الإنسان حق أحدهما للآخر.

7 - إقحامه الكلام على حديث الرحال في تفسير آية {و أن المساجد لله .. } الآية [الجن:18]، و اعتماده في ذلك على النقل عن الشيخ السبكي و الشيخ ابن حجر كل الاعتماد، دون أن يعطي للطرف المقابل حقه في النقل عنه و الانتصار له بالنقل المماثل التفصيلي عن شيخ الإسلام ابن تيمية و عن الشيخ ابن عبد الهادي من كتابه " الصارم المنكي"، و ذلك مما يشعر بعصبية ممقوتة في المسائل الخلافية و اتجاه مريب.

8 - زعمه أن النِّزاع بين شيخ الإسلام ابن تيمية و مخالفيه في مسألة الرحال شكلي لا حقيقي، و أنه لا وجود له علميًّا (ص582 - 583).

9 - زعمه أن المسجد النبوي ما هو إلا بيته صلى الله عليه و سلم، و أن الزيارة السنية لا تكون إلا من داخل المسجد بعد التحية، و أنه لا انفكاك لشد الرحال إلى المسجد عن زيارة النبي صلى الله عليه و سلم و لا لزيارته عن المسجد؛ فلا موجب للنزاع (ص583).

10 - زعمه أن الخلاف جَاء من تقوُّل النَّاس على ابن تيمية ما لم يقله صراحة؛ فافتروا بذلك خلافًا في موضوع حديثه شد الرحَال، و لو فهموا كلامه على وجهه؛ لم يكن خلاف. (ص586 - 591).

ملاحظات شكلية على ما كتبه الشيخ عبد العزيز الربيعان في نقده لما كتبه الشيخ عطية سالم

1 - ينقصه التنسيق و بسط القول أكثر في رسالة " البحث الأمين في حديث الأربيعين".

2 - فيه الإكثار من ذكر فضيلته و الشيخ حفظه الله و نحو ذلك، و المطلوب التقليل من ذلك.

3 - غلوه في مدح فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في مدح كتابه بأنه في اعتقاده لا يماثله كتاب في هذا الفن مما سبقه من كتب التفسير، و قد يكون معذورا لعدم معرفته مراجعه و أصوله التي يعتمد عليها في كتابه "أضواء البيان".انظر صفحة الخطبة.

ينبغي أن تطبع الرسالتان مع الجزء التاسع؛ استدراكا لما فات التنبيه عليه في الجزء الثامن، و ألا يُجلَّد الجزء التاسع و لا يُغلَّف حتى تُرسل منه نسخة و تُقرأ، حتى إذا كان هناك مآخذ؛ تدرك، و ينبه عليها قبل التجليد و التوزيع في نفس الجزء.

كتبه الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي ـ رحمه الله تعالى ـ

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2003, 06:00 م]ـ

جزاك الله خيراً أخي المتفقه على هذه المشاركة.

وأرجو التنبه والاستفادة من أدب النقد العلمي، عند مثل هؤلاء العلماء. والذي قد يقسو أحياناً، ولكنه لم يكن يصل إلى حد التجريح، ولا الاتهامات، بل كل منهم يعرف لصاحبه قدره ومكانته.

وقد ذكرني هذا النقد بما كتبه المحقق الكبير السيد أحمد صقر في نقد تحقيق أحمد محمد شاكر رحمه الله لكتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة، وبما كتبه كذلك في نقد العلامة محمود شاكر في تحقيقه لطبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي.

رحمهم الله جميعاً، ونسأل الله التوفيق للسير على منهاجهم في العلم والأدب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير