[قواعد في التفسير .... المراد والمعنى]
ـ[همس]ــــــــ[12 Jun 2003, 06:06 م]ـ
من أهم قواعد التفسير والتي يجب فهمها أن لكل آية مراد ومعنى فما الفرق بين المعنى والمراد؟
المراد:ما دل عليه السياق - سيلق الآية -
المعنى:ما دل عليه اللفظ في اللغة العربية
مثال قوله تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ) (البقرة:13)
ِ
فالسفهاء:المراد بقوله " كما أمن السفهاء " هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعمون وقوله تعالى:" هم السفهاء " الكفار كما يُفهم من السياق.
أما معنى السفهاء وهو ما دل عليه اللفظ في اللغة من السفه وهو من ليس له رشد وعقل ومن لا يحسن التصرف ... والله أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Jun 2003, 11:49 م]ـ
أخي الكريم همس
كلام جيد، فهل له من مرجع؟
وللتذكير؛ يعتبر ذكر المرجع أو المصدر للمعلومات المذكورة من الأمور المهمة عند طلبة العلم؛ فحبذا لو راعينا هذا الأمر في مشاركاتنا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Jun 2003, 02:45 م]ـ
الأخ الكريم همس
لقد ذكرت أن لكل آية مرادًا ومعنى، وهذا التعميم فيه نظر؛ لأنه غير لازمٍ في كل آية.
وقد فهمت من مرادك التفريق بين المعنى اللغوي والمعنى السياقي.
فالمعنى السياقي هو ما اصطلحتَ عليه بالمراد، بدلالة أنك فسَّرت السفهاء ـ على زعم المنافقين ـ بأنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
والمعنى اللغوي للسفهاء الذي هو من السَّفه: هو من ليس له رشد وعقل ومن لا يحسن التصرف.
وهذا التعميم الذي ذكرته لا ينطبق على بعض الآيات، فإنَّ المعنى اللغوي قد يكون هو المعنى السياقي، إذ لا يراد به غيره، ومن ذلك تفسير قوله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) (الضحى:3)، فالمعنى اللغوي لهذه الألفاظ هو المعنى السياقي، فلا يختلف التفسير بينهما، ويكون التفسير: ما تركك ربك وما أبغضك.
وهذا الموضوع الذي تطرحه فيه بعدٌ آخر في أصول التفسير أرجو أن ييسر الله لي طرحه في هذا الملتقى، والله الموفق.
ـ[همس]ــــــــ[13 Jun 2003, 05:38 م]ـ
أشكر الشيخين الفاضلين على ردهما. أما عن الاستفسار عن المصدر فهو من شرح الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله -في تفسير سورة البقرة
أما عن ذكر المصدر فقد كان هذا رأيي عندما أقترحت فكرة قواعد في التفسير وهذا ما طبقته في القاعدة الأولى حيث ذكرت المصدر ولكن أعتذر عن عدم ذكري للمصدر حيث إعتمدت على أنه نفس المصدر السابق - مع موافقتك بضرورة ذكر المصدر - شكر الله لك
أما قول الشيخ الدكتور مساعد فما أنا إلا ناقلة ولم أنقل إلا للفائدة الذاتية والفائدة المتعدية ولك جزيل الثواب على ما توضحه لنا مما يلتبس على أمثالى ممن ليس لديهم فقه ورجائي لك الرجوع للقاعدة الأولى -السابقة - فقد يكون لك تعليق عليها. وجزاك الله خير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Dec 2006, 12:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، إن ما ذكر من ضرورة التفريق بين المراد والمعنى أمر صحيح، ولكن معاجته تحتاج إلى ضبط المصطلحات، والاطلاع على العلوم اللغوية قديمها وحديثها، لنتمكن من ضبط آليات الفهم و التواصل. ولا يخفى على من له صلة بما ذكرناه أن الأمر يتعلق بمستويين لغويين:
المستوى الأول: الدلالة.
المستوى الثاني: التداول.
في المستوى الدلالي يحاول الباحث تحديد المعنى من خلال المكونات اللغوية للخطاب، وتحديد السياق اللغوي (المقال) وغير اللغوي (المقام). أما في المستوى التداولي فإننا نحاول استخلاص المعنى عن طريق المكونات غير اللغوية، وفيه يتم الحديث عن المراد أو المقصد، والمراد ليس مرادا واحدا بل هو مرادات: مراد صاحب الخطاب، ومراد الخطاب، ومراد متلقي الخطاب.
ومما سبق يتبين أن المسألة معقدة لأنها متصلة بالخطاب من حيث الإنتاج و التلقي ومن حيث هو خطاب.
كما أحب أن أشير إلى خطأ لغوي شائع، فلا نقول نفس المصدر، وإنما المصدر نفسه، فالمؤَكِد حقه التأخير، وهذا توكيد معنوي نحو كله و عينه.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.