تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل استخراج الفوائد من الآيات هو من قبيل التفسير؟]

ـ[السلطان]ــــــــ[11 May 2003, 12:15 ص]ـ

يمر كثيراً في كتب التفسير فوائد: هل هذه الفوائد من التفسير وكيف يجمع بين ذلك إن كانت تفسيراً وبين ما يعرف به التفسير أنه البيان.

ـ[مرهف]ــــــــ[11 May 2003, 07:41 ص]ـ

لا تخرج هذه الفوائد عن كونها من التفسير، لأنها تدخل في بيان المراد من كلام الله تعالى بقدر الطاقة البشرية، وتعتبر في هذه الحالة ـ هذه الفوائد ـ ملخصاً لعملية التفسير، وكذلك فإن المقصود من التفسير هو استخراج أحكام القرآن وحكمه وهذه الفوائد لا تخرج عن كونها إما حكماً أو حكمة ينبغي الاسترشاد والاستهداء بها والله أعلم.

ـ[السلطان]ــــــــ[11 May 2003, 05:07 م]ـ

أخي مرهف أشكرك على الجواب ولعله اشتمل على نقطتين:

1 - أن الفوائد تلخيص للتفسير.

2 - تعريف التفسير باستخراج الأحكام والحكم بقدر الطاقة البشرية.

أما النقطة الأولى فلا أوافق عليها لأن التفسير شيء والفوائد شيء آخر ومثال ذلك أنك تفسر قوله تعالى: (والله على كل شيء قدير) ثم تقول مما يستفاد الخوف من الله تعالى فهل هذه الفائدة تسمى تفسيراً.

الثانية: فأظن أن هذا التعريف يحتاج إلى نطر وكثير ممن عرف بهذا التعريف نوقش ولعل أسلم التعاريف للتفسير:" بيان القرآن العظيم "

وعليه فهل هذه الفوائد بيان للقرآن. وهل استخراج الأحكام يعتبر بياناً. أرجو النظر في هذه المسألة. والله يرعاكم

ـ[مرهف]ــــــــ[12 May 2003, 01:47 ص]ـ

بسم الله:

أما قولك أننا نستفيد من الآية الخوف من الله تعالى، وهذه فائدة، إنما كانت فائدة عندما تبين لك من دلالة الآية أن قدرة الله تعالى يدخل فيها العظيم الكبير والصغير الذليل، ولا يعدوا الإنسان عن أن يكون من جملة ما يدخل في قدرة الله تعالى، إذ التنوين في الأية (شيء ٍ) أفاد ذلك ـ فسر أو بين ـ فأنت عبرة عن هذا التفسير بخلاصة هي أني أخاف الله تعالى مستفيداً من هذه الآية والله أعلم

أما عدم ارتضائك لدخول الحكم والحكمة في التعريف فهذا أمر يحتاج منكم لبيان حتى يحسن الاستفادة منه وتحريره فأرجو بيان ذلك، وأما اقتصارك على تعريف التفسير بما ذكرت، فمن المعلوم أن التعاريف يشترط فيها أن تكون جامعة مانعة فهل تعريفك كذلك؟ والله أعلم.

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[15 May 2003, 07:16 ص]ـ

للجواب على هذا السؤال نسأل ونقول:

متى تُذكر الفوائد في كتب التفسير؟

في الأعم الأغلب أنها تُذكر بعد التفسير , وخاصة في كتب التفسير المتأخرة. أو على الأقل أثناء التفسير بعد بيان المعنى , وهذا يعني أنها خارجة عن حد التفسير من الناحية العملية , بمعنى أنه لو لم تُذكر هذه الفوائد فإن التفسير قد حصل بالبيان الأول.

وفي تسميتها < فائدة > إشارة إلى أنها زيادة عن الأصل.

ومعرفة حد التفسير مفيد في الإجابة على هذا السؤال , كما أنه مفيد كذلك في التعامل مع كتب التفسير. وبيانه:

التفسير هو: بيان معاني كلام الله عز وجل.

وهذا القدر من التعريف يدل عليه الوضع اللغوي , والواقع الاصطلاحي , أما من حيث الوضع اللغوي فإن التفسير لغة: البيان , على كلا الإشتقاقين (الفسر أو السفر) , وأما من حيث الواقع الاصطلاحي: فإنك لو استعرضت كتب التفسير كلها وأقوال المفسرين من لدن الصحابة رضي الله عنهم وحتى عصرنا هذا؛ لوجدت أنها تشترك في هذا القدر من التعريف وهو بيان المعنى - سواء ببيان اللفظة أو الجملة أو المعنى الإجمالي - , ثم تتفاوت بعد ذلك في ناحيتين:

1 - ظهور الجانب العلمي الأبرز في المفسر على تفسيره , فيصطبغ تفسسيره به , كتمكنه من اللغة نحواً أو بلاغة , أو الفقه , أو غير ذلك.

2 - ظهور أثر الواقع على تفسيره , وتفاعل المفسر مع مظاهر وأحداث عصره وتساؤلاته , فيربط بين واقعه وبين مواضع من الآيات يستدل بها عليه بوجه من الوجوه.

ولو تأملت أكثر لوجدت أن الفوائد في كتب التفسير من هذين الجانبين.

وهذا مثال يوضح المقصود:

قال تعالى: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين} , لو أردت التفسير لهذه الآية فستقول:

أن رجلاً من المؤمنين جاء من أطراف المدينة مسرعاً إلى قومه , آمرأً لهم باتباع المرسلين , والإيمان بالله تعالى.

هذا الحد من البيان حصل به التفسير , فإذا قلت أن اسم هذا الرجل هو (سمعان) كما ذكره بعض المفسرين , فقد ذكرت فائدة خارجةً عن حد التفسير , ولا أثر لها في معنى الآية , بمعنى أنك لو لم تذكرها لما تأثر فهمك للآية في الأصل , والجهل بها لا يضر , ولو اقتصرت على ذكرها دون البيان الأول لمعنى الآية لما فسرت الآية , وهي تُذكر هنا لعلاقتها بالقرآن الكريم , وهذا يسمى علم المبهمات , وكذلك غيره من علوم القرآن التي تُذكر في كتب التفسير لعلاقتها بالقرآن الكريم , لا على أنها تفسيراً له , وإن كانت تتفاوت فوائدها في التفسير من علم إلى آخر.

هذا ما تيسر ذكره على عجل , والله الموفق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير