[أنواع بيان القرآن للقرآن التي ذكرها الشنقيطي في مقدمة الأضواء]
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[24 Jun 2003, 04:55 ص]ـ
هذا ترتيب واختصار لأنواع بيان القرآن بالقرآن التي دبجتها يراعة الإمام الشنقيطي في مقدمة الأضواء أحببت إتحافكم به يا أهل الملتقى فدونكموها لكم غنمها وعلي غرمها والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
أنواع بيان القرآن للقرآن:
ألوان بيان القرآن للقرآن كثيرة من أهمها مايلي:
1 - بيان الإجمال الواقع بسبب اشتراك في اسم أو فعل أو حرف.
المشترك: هو اللفظ الدال على أكثر من معنى.
فمثال الأول: (الاشتراك في اسم) قوله تعالى:"وليطوفوا بالبيت العتيق". فالعتيق يطلق بالاشتراك على: القديم، وعلى المعتق من الجبارة، وعلى الكريم. ويدل للأول قوله تعالى:" إِنَّ أوَّلَ بيتٍ وُضِعَ للنّاسِ لَلذِي بِبَكّةَ مُبارَكاً".
ومثال الثاني: (الاشتراك في فعل) قوله تعالى:" ثمَّ الذِينَ كفَرُوا بِرَبهِم يَعدِلُون" فعدل تأتي بمعنى (سوّى) وتأتي بمعنى: (مال وصدّ) ويدل للأول قوله تعالى:"تاللهِ إن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ- إِذ نُسَويكُم بِرَبّ العَالمَين "،وقوله تعالى:"وَمِن النّاسِ مَن يتّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أندَاداً يحِبَّونَهُم كَحُبّ الله".
ومثال الثالث: (الاشتراك في حرف) قوله تعالى:"خَتمَ اللهُ عَلَى قلُوبِهِم وَعلَى سَمعِهم وَعلَى أبْصَارِهِم غِشَاوَة" فإن الواو في قوله: (وَعلَى أبْصَارهِم) محتملة للاستئناف وللعطف وقد بينت آية الجاثية أنها للاستئناف وهي قوله تعالى:"أفَرأيتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأضَلَّهُ الله عَلَى عِلمٍ وَخَتمَ عَلَى سَمعِهِ وَقَلبِهِ وَجَعَل عَلَى بَصرِه غِشَاوَة".
وكقوله:" فَامْسَحُوا بوجُوهِكُم وَأيدِيكُم مِنْه". فقيل (من) للتبعيض، ولذا اشترطوا صعيدا له غبار يعلق باليد، وقيل: هي لابتداء الغاية ولذا لم يشترطوا ماله غبار بل يجوز التيمم على الرمل والحجارة، وهذا أنسب لما بعده وهو قوله"مَا يُرِيدُ الله لِيَجعَلَ عَليكُم مِن حَرَج". أي: أيّ حرج. والتكليف بما له غبار فيه نوع من الحرج، لأن كثيرا من بلاد الله لايوجد فيها إلا الجبال والرمال.
2 - بيان الإجمال الواقع بسبب إبهام في اسم جنس جمعا كان أو مفردا أو اسم جمع أو صلة موصول أو معنى حرف:
مثال الأول: (اسم الجنس الجمعي-وهو الذي يفرق بينه وبين مفرده بالتاء-) قوله تعالى:"فَتلقَّى آدمُ مِن رَبهِ كَلِمَاتٍ فَتابَ عَلَيه "فأبهم الكلمات وذكرها في قوله"قَالا رَبنَا ظَلمنَا أنفُسَنَا وَإِن َلم تغفِر لَنَا وَترحَمنا لَنكُو نَنّ مِن الخَاسِرِين".
ومثال الثاني: (اسم الجنس المفرد) قوله تعالى:"وَتمّت كَلِمةُ رَبكَ الحُسنَى عَلَى بَني إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا"فأبهم الكلمة هنا وبينها بقوله"وَنرِيدُ أن نمُنَّ عَلَى الذِينَ استُضْعِفُوا في الأرضِ وَنجعَلَهُم أئِمّةً وَنجَعلَهُم الوَارثِين- وَُنمكّنَ لَهُم في الأرض .. ".
ومثال الثالث: (اسم الجمع-وهو ماليس له واحد في لفظه-) قوله تعالى:"وَنعَمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِين -كَذَلِك وَأوْرَثنَاهَا قَوماً آخرِين" فالقوم: اسم جمع وقد بينه في الشعراء بقوله"كَذَلِكَ وَأورَثنَاهَا بَني إِسْرَائِيل".
ومثال الرابع: (صلة الموصول) قوله تعالى:"صِرَاطَ الذينَ أنعَمتَ عَليهِم" بينه بقوله"أولَئِكَ الذِينَ أنعَمَ الله عَليهِم مِن النَّبيّينَ والصّدِيقِين…".
ومثال الخامس: (معنى حرف) قوله تعالى:"وَأنفَقُوا ممّا رَزَقنَاكُم" فإن لفظة (من) للتبعيض والبعض مبهم هنا مبين بقوله"وَيَسألُونَكَ مَاذا يُنفِقُون قُلِ العَفْو" والعفو الزائد عن الحاجة الضرورية.
ومثال السادس: (اللفظ الذي يطلق على المذكر والمؤنث) قوله تعالى:"وَإِذ قَتلتمُ نفساً" فإن النفس تُطلق على الذكر والأنثى وقد أشار تعالى هنا على أنها هنا "ذكر" حيث ذكر الضمير العائد إليها في قوله:"فَقُلنا اضْرِبُوهُ ببَعضِها".
3 - بيان الإجمال الواقع بسبب احتمال في مُفسر الضمير:
¥