[ما رأيكم في الإجماع؟]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Jun 2003, 07:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو النصر الحدادي السمرقندي في كتابه المدخل لعلم تفسير كلام الله تعالى: (أجمع أهل التفسير على أنه للشمس [يقصد الضمير في «توارت»]، أي: غابت الشمس وراء الحجاب، وهو جبل دون المغرب.) ص408 بتحقيق صفوان داوودي.
ذكر هذا في باب الكناية عما لم يسبق ذكره.
وقد اطلعت على تعليق جيد لصفي الدين المباركفوري على تفسير الجلالين لسورة ص~
حيث ذكر أن الضمير هنا ليس للشمس؛ إذ لم تذكر من قريب ولا بعيد، ولا إشارة ولا صراحة. ومرجع الضمير هو الخيل: أي أنه أجرى الخيل حتى غابت عن الأنظار، ثم أمر بردها حتى رجعت ... ص931 طبعة دار السلام.
فما تعليق الإخوة على هذين النقلين؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Jun 2003, 03:11 م]ـ
الأخ أبو مجاهد حفظه الله
لقد اطلعت على ما ذكرت من الإجماع، وقد رجعت إلى بعض كتب التفسير، ولم أجد عن السلف غير هذا القول الذي اعترض عليه المحقق صفي الدين، وقد ورد عن ابن مسعود وقتادة والسدي كما عند الطبري.
ومن هنا جاء ذكر الإجماع فيما يبدو.
والنظر الذي يحسن هنا بعد ورود هذا القول عن السلف هو النظر في احتمال القول الذي ذكره المحقق صفي الدين، وليس الاعتراض على قول السلف.
وإذا صحَّ قوله في معنى الآية، فإنه يكون معنىً آخر غير ما ذكره السلف، والمتواري شيء واحد إما الشمس وإما الخيل، وإذا كان هذا هو النظر فالاختلاف اختلاف تضاد، ومن ثَمَّ، فما ذكره السلف أولى، والله أعلم.
أما قوله حفظه الله:أن الضمير لم يذكر للشمس لا من قريب ولا من بعيد، فقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله ردًّا على هذا، قال: ((وأهل اللغة يقولون: يعني الشمس، ولم يجر لها ذكر ولا أحسبهم أعطوا في هذا الفكرة حقه؛ لأن في الآية دليلا على الشمس، وهو قوله: ((بالعشي))، ومعناه عُرِض عليه بعد زوال الشمس حتى توارت الشمس بالحجاب، ولا يجوز الإضمار إلا أن يجري ذكر أو دليل ذِكْرٍ فيكون بمنزلة الذكر)).
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 Sep 2006, 11:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد، فإن من خواص الإسلام الثبات و التطور، فالعقيدة تمثل الثابت الذي لا يقبل التغيير، أما الجانب التشريعي فإنه ثابت من حيث الأصول و القواعد العامة، و متغير من حيث التفاصيل الإجرائية، ومن ثم يجوز لنا القول إن التفسير هو الآخر تحكمه هذه الخاصية، ففيه الإجماع، و فيه المختلف فيه، ذلك أن التفسير هو استنباط مراد الله تعالى من القرآن الكريم حسب القدرة البشرية، بغية تنزيله على الواقع، حتى نعبد الحياة كل الحياة لله رب العالمين. فالتفسير في اعتقادي هو مشروع حضاري. فالإنسان المسلم في كل زمان و مكان يرجع إلى القرآن الكريم ليعرف حكم الله في الواقع المعيش و ما تكتنفه من أحوال استجدت تحتاج منا إلى معرفة حكم الله تعالى فيها، و شيء طبيعي أن تكون بعض الأمور هي التي استجدت ومن ثم فهي التي تشكل الجانب المتطور أو المتغير من الحياة. ولعل عدم الانتباه إلى ربط التفسير بالواقع الذي أنتجه هو الذي يجعل كثير من المتعاملين مع التفاسير يخرجون بانطباع تشابه التفاسير، وأن بعضها يمكن أن يغني عن الباقي. أما إذا ربطنا التفسير بالواقع فسنكتشف الجانب الثابت و المتطور في التفسير. و لكن مثل هذا العمل يحتاج إلى تضافر الجهود و إلى الصبر و الدربة العلمية لاستخراج المجمع عليه في التفسير، و تمييزه عن المختلف فيه و درجة الاختلاف و نوعيته، و تمييز ما يعتد به منها لموافقته لقواعد التفسير و أصوله.
و قد بدأت في جامعتنا هذا العمل مع زمرة من طلبة الإجازة الذين كلفوا بإعداد فهرسة شاملة لأقوال المفسيرين من عصور مختلفة لمعرفة ماحصل حوله الإجماع و ما اختلف فيه. و العمل لا زال في بدايته، و هو مجهود نافع إن شاء الله تعالى، ذلك أنه يتوخى اقتصاد المجهود و توفيرالوقت للبحث في المختلف فيه، و تجريد تفاسيرنا من التكرار.
و الله الموفق.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[07 Sep 2006, 11:17 ص]ـ
فيسمح لي فضيلة المشرف:
الإجماع لما يحويه من مرتبة عالية في الاحتجاج دعوة تساهل فيها كثير من المتأخرين صراحة حتى صارت في محل نظر .. والأمر يدعو إلى استقراء وتمحيص
ولعل المسألة لائقة بما ذكره فضيلة الدكتور: أحمد بزوي الضاوي حيث ذكر الفكرة رشيدة جدا وتحتاج إلى جهد فائق.
يالتنا نراها في عدة مؤلفات خاصة تكون نواة لهذه الموسوعة ولتكن البداية (الإجماع في ءايات الأحكام)