[إشكال بالنسبة لجمع مصحف عثمان]
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 May 2003, 06:26 م]ـ
إشكال: قال الزرقاني ـ رحمه الله ـ ما معناه أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ حينما أراد جمع المصحف اضطر الى تتعدد المصاحف المكتوبة، لأنه رضي الله عنه أراد أن يجمع في المصحف الأوجه السبعة التي نزل عليها القران، و هذه الأوجه منها ما يمكن أي يندرج تحت رسم واحد، كاختلاف وجوه الاعراب و منها ما لا يمكن أن يندرج تحت رسم واحد كالتقديم و التأخير مثلا أو بعض صور الابدال.
ووجه الاشكال: أن ما ذكره الزرقاني واضح و مفهوم و يمكن أن يندرج على مصحف عثمان، و لكن ذكر الزرقاني رواية البخاري من أن عثمان أرسل الى حفصة أن ترسل اليه بالصحف التي عندها ـ و التي جمعت في عهد أبي بكر بعمل زيد بن ثابت ـ لينسخ منها المصحف ـ بأوجهه السبعة ـ فكيف كانت هذه الأوجه السبعة موجودة في مصحف واحد و هو الذي جمع على عهد أبي بكر و بعض هذه الوجوه لا تجتمع في رسم واحد مما اضطر عثمان الى أن يعدد المصاحف كما مر؟
لا أجد دفع لذلك الا القول باحد وجهين:
الوجه الأول: أن مصحف زيد بن ثابت لم يشتمل على الأوجه السبعة، و لكن هذا يرد عليه إشكالان:
الأول / أن الزرقاني ذكر أن المصحف الذي جمع في عهد زيد بن ثابت كان يشتمل على الأوجه السبعة.
الثاني / أن ذلك يلزم منه أن عثمان اعتمد على صحائف أخرى غير مصحف زيد بن ثابت حتى يستطيع أن يصل الى ما وصل اليه من
جمع كل الاختلافات، و هذا لم يرد بل ما ورد هو اعتماده على المصحف الذي جمع في عهد أبي بكر.
الوجه الثاني: أن نقول بتعدد المصحف المجموع على عهد أبي بكر، و لا يظهر ذلك من النقولات كما لا يخفى عليكم.
فأرجو التكرم بالافادة مع الترفق
و أرجو الانتباه الى موضوع الأوجه السبعة الذي أخشى أن يكون قد أهمل، لأنه بذلك قد تراكمت عليّ النقاط الغير مفهومة في كتاب (مناهل العرفان) و هذا يعطّلني عن المسير.
و بارك الله في جهودكم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 May 2003, 11:56 م]ـ
سيُحَل هذا الإشكال وجميع الإشكالات في موضوع الجمع - إن شاء الله تعالى - من خلال تصور ما يلي:
1 - أن أبا بكر رضي الله عنه جمع القرآن , وعثمان رضي الله عنه جمع الناس عليه.
2 - فعليه: جمع عثمان هو جمع أبي بكر رضي الله عنهم , ولم يغير فيه شيئاً.
3 - الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه هو ما عرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام في العرضة الأخيرة.
4 - العرضة الأخيرة اشتملت على ما لم يُنسَخ من الأحرف السبعة؛ بدليل وجود عدد من الصحابة تختلف قرائتهم عمَّا في المصحف الإمام.
هذا القدر من البيان تجتمع به الأدلة , وعليه قامت , وبه نطقت , وهو حلٌّ لكثير من المشكل في هذا الباب , وأكتفي بهذا القدر , لهذا الإشكال , ولعلنا نزيد الموضوع إيضاحاً , بإيرادات أخرى في هذا الباب. والله أعلم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 May 2003, 12:08 ص]ـ
نعم أخي أبي بيان ليتنا نزيد الموضوع
و على كلامكم السابق ـ أثابكم الله تعالى خير المثوبة ـ: لماذا تعدد المصحف العثماني ليشمل الأوجه كلها، و لم يتعدد المصحف الذي جمعه أبو بكر؟
فما زال السؤال قائم، و لاحظ أني لا أئتي بتصور من عندي، بل أسألتي تأتي بناءا على أول دراسة لي في علوم القران، وهي في كتاب (مناهل العرفان) لذلك فإنه ستكثر أسألتي ـ إن شاء الله ـ وسوف يتحملني أيضا الشيخ عبد الرحمن الشهري ـ هذا ظني به ـ
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 May 2003, 07:52 م]ـ
سؤالك أخي الحبيب هو:
لماذا تعدد المصحف العثماني ليشمل الأوجه كلها، و لم يتعدد المصحف الذي جمعه أبو بكر؟
والجواب:
الذي اختلف في الجمعين هو سبب الجمع , فسببه في زمن أبي بكر رضي الله عنه هو خشية فوات شيء من القرآن بفوات حملته؛ وذلك لما استحر القتل في القراء في وقعة اليمامة , في طلب عمر المشهور من أبي بكر بذلك.
¥