تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الرابع: في الأحرف السبعة)]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 May 2003, 07:20 م]ـ

بسم الله:

لابد قبل الخوض في تفصيلات هذا الموضوع المهم من موضوعات علوم القرآن من التعريف بمفردات عنوانه، وهي: نزول، وقرآن، وسبعة، وأحرف.

وقد سبق التعريف بكلمتي نزول، وقرآن، وذكر معنى كل كلمة في اللغة وفي الشرع، وأمَّا ما يتعلق بتعريف كلمتي: سبعة، وأحرف، فهذا ما أريد توضيحه - إن شاء الله - في السطور التالية:

فسبعة وسبع: العدد المعروف بين الستة والثمانية، تقول: سبع نسوة، وسبعة رجال، وقد تكرر ذكر السبعة والسبع والسبعين والسبعمائة في القرآن، وفي الحديث.

والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير، كقوله تعالى: {إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] فهذا من باب التكثير والتضعيف، لا من باب حصر العدد، ولم يرد الله جل ثناؤه أنه عليه الصلاة والسلام إن زاد على السبعين غفر لهم، ولكن المعنى إن استكثرت من الدعاء والاستغفار لم يغفر الله لهم. [انظر: تهذيب اللغة للأزهري 2/ 115 - 119، ولسان العرب لابن منظور 6/ 156، وانظر: عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي 2/ 192.]

وأمَّا المراد بسبعة في حديث {أنزل القرآن على سبعة أحرف} فهو حقيقة العدد على الصحيح الذي لاينبغي التعويل على خلافه كما سيتضح ذلك - إن شاء الله - عند سياق الأحاديث في هذا الباب.

وأمَّا أحرف: فهي جمع حرف، وهو في الأصل: الطرف والجانب والحدّ، فحرف الشيء طرفه، ومنه حرف الجبل، والسيف والسفينة لأطرافها، وحروف الهجاء: أطراف الكلمة، والحروف العوامل في النحو: أطراف الكلمات الرابطة لبعضها ببعض. [انظر: تهذيب اللغة للأزهري 5/ 12، 13، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/ 42، ولسان العرب لابن منظور 3/ 127، 128، وانظر كذلك: مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص 228، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي 1/ 453.]

وأمَّا كلمة حرف في الاصطلاح فلها عدة إطلاقات:

فهي تطلق على حرف الهجاء في اصطلاح الكاتبين والقارئين، وتطلق على الكلمة غير المستقلة بالمعنى التي تربط بين الاسم والفعل أو بين الاسم والاسم في اصطلاح النحويين، مثل على وعن ونحوهما، وتطلق على كل كلمة تقرأ على وجوه متعددة من القرآن في اصطلاح علماء القراءات، تقول: هذا في حرف ابن مسعود أي في قراءة ابن مسعود. [انظر: تهذيب اللغة ولسان العرب في المواضع السابقة، وانظر: كتاب الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها للدكتور حسن ضياء الدين عتر ص 120.]

وأمَّا معنى الحرف في اصطلاح الشارع فهو الكلمة لا حرف الهجاء، ولذلك فإن لفظة {حرف} من الألفاظ التي شاع لها معنى غير المعنى المراد بها شرعاً. [انظر: كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية لمحمد عمر بازمول ص 78.]

فالمشهور الشائع عند أكثر الناس عندما يسمعون - مثلاً - حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: {من قرأ القرآن، فله بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (الم) حرف، لكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف} [أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب: ماجاء فيمن قرأ حرفاً من القرآن ماله من الأجر رقم [2910] 5/ 161 من حديث عبدالله بن مسعود، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم [2327] 3/ 9: صحيح. وفي الحديث خلاف طويل في صحته وفي رفعه ووقفه]. أن معنى الحرف هنا حرف الهجاء، ويبنون على هذا الفهم أن قراءة كلمة (الحمد) مثلاً يحصل القارئ لها على خمسين حسنة لأن له بكل حرف عشر حسنات، وهذا فهم خاطيء وإن كان هو المشهور عند أكثر الناس.

والصحيح أن معنى {الحرف} في هذا الحديث هو {الكلمة}.

قال ابن الجزري - رحمه الله -: (وقد سألت شيخنا شيخ الإسلام ابن كثير - رحمه الله تعالى -: ما المراد بالحرف في الحديث؟ فقال: الكلمة، لحديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: {من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف}.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير