[هل يصح هذا الإجماع ... (في نزول الكتب السماوية) ...]
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jun 2003, 07:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ الزرقاني رحمه الله في تنزلات القرآن ودليل تنجيم نزول القرآن قوله تعالى (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة .... )
ثم قال:
"وهذا الرد يدل على أمرين:
أحدهما: أن القرآن نزل مفرقاً على النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أن الكتب السماوية من قبله نزلت جملة كما اشتهر ذلك بين جمهور العلماء حتى كاد يكون أجماعاً."
ثم قال:
" ووجه الدلالة على هذين الأمرين أن الله تعالى لم يكذبهم فيما ادعوه من نزول الكتب السماوية جملة، بل أجابهم ببيان الحكمة في نزول القرآن مفرقاً، ولو كان نزول الكتب السماوية مفرقاً كالقرآن لرد عليهم بالتكذيب وبإعلان أن التنجيم هو سنة الله فيما أنزل على الأنبياء من قبل ... ". (1/ 56).
وهنا أسئلة أرجو من الإخوة تحريرها والإفادة فيها:
1 - هل يصح الإجماع بأن الكتب السماوية قبل القرآن نزلت جملة واحدة.
2 - هل في الآية دليل على نزول الكتب السماوية جملة واحدة.
3 - إذا ثبت أن الكتب السماوية نزلت جملة واحدة فهل يتفق ذلك مع ما ذكره الشيخ في الحكم والأسرار في تنجيم القرآن بقوله:
"الحكمة الثالثة: مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها فكلما جد منهم جديد، نزل من القرآن ما يناسبه وفصّل الله لهم من أحكامه ما يوافقه ". (1/ 60).
فإذا صحت هذه الحكمة في نزول القرآن فكيف يقال عما كان يَجِدُّ في الأمم السابقة هل يكون جوابه بأقوال أنبيائهم وإذا صح هذا فلم اختص الجواب في هذه الأمة بكونه من القرآن مع علمنا بأنه ليس كل ما جد لهم كان جوابه من القرآن.
أرجو أن يكون وجه الإشكال واضحاً ..
ولعل الإخوة الأفاضل يفيدوننا في ذلك ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Nov 2003, 04:06 ص]ـ
جاء في كتاب إتقان البرهان في علوم القرآن للدكتور فضل حسن عباس 1/ 156 - 158 مناقشة لمسألة نزول الكتب المتقدمة، وشكك في القول بأنها نزلت دفعة واحدة، ثم قال في نهاية بحثه لها: (وخلاصة القول أننا لا نملك الدليل القاطع على ما اشتهر من أن الكتب المتقدمة نزلت جملة واحدة، وهي قضية لا تعنينا كثيراً أو قليلاً، والله أعلم بالصواب.)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[03 Dec 2003, 08:12 م]ـ
حياكم الله جميعا:
لي مع ما تقدم الوقفات التالية:
1 - لم يصرح الزرقاني بالإجماع في هذه المسألة وإنما نسبه إلى الجمهور كما يتضح هذا من عبارته.
2 - هل اية الفرقان تدل على أن الكتتب السابقة نزلت جملة:
فيه خلاف بين المفسرين منشأه: الوقف والوصل في كلمة " كذلك ": فمن وقف عليها وجعلها جواباً لسؤال من سأل كما يذكر في سبب النزول ففيها دلالة إن ثبت سبب النزول بالصيغة التي يذكرها المفسرون وهو الإشارة إلى الكتب المتقدمة أو التوراة والأنجيل.
ومن جعل " كذلك " جملة مستأنفة فلا دلالة على ذلك وكونها مستأنفة هو رأي ابن عطية في تفسيره وقال هو أولى.
ولذا فنحتاج لإثبات هذا الأمر إلى دليل آخر ولا دليل فيما أعلم , والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2005, 06:56 م]ـ
تعرض عدد من العلماء المتقدمين والمتأخرين لهذه المسألة، وذكرها السيوطي في الإتقان، وكلام الزرقاني الذي أشرتم إليه أعلاه مختصر من كلام السيوطي، غير أن السيوطي أورد أدلة رآها صريحةً ومؤكدةً لِنُزُولِ الكتب السماوية السابقة جُملةً واحدة، ولم يذكر الأدلة التي اعترض بها المخالف، وقد ذكر الدكتور فضل حسن عباس في الموضع الذي أشار إليه أخي الدكتور أبو مجاهد العبيدي ما يمكن الاعتراض به على تلك الأدلة التي ذكرها السيوطي. وإليك بيان كلام السيوطي وهو يؤيد القول بنزولها جملة واحدة. وأتبعه بكلام البقاعي الذي يخالف هذا القول، وهما من أبرز من ناقش هذه المسألة من المتقدمين، كما إن الدكتور فضل عباس من أبرز من ناقشها من المعاصرين.
ذكر السيوطيُّ (ت911هـ) القولين في المسألة في معرض حديثه عن الحِكْمةِ من نزول القرآن منجماً مفرقاً في آخر الحديث عن النوع السادس عشر: في كيفية إنزاله، فقال:
¥