ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jun 2003, 12:37 ص]ـ
(وكان الكافر على ربه ظهيراً)
قال تعالى في سورة الفرقان: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا) 55
[ COLOR=red] فما المراد بقوله جل وعلا: (وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا)؟
أولاً - كلمة "ظهيراً" تعني: المعين والناصر، قال تعالى: (وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) [التحريم: 4]. وقال سبحانه: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الإسراء: 88].
ثانياً- معنى هذه الآية؟:
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (يخبر تعالى عن جهل المشركين في عبادتهم غير الله من الأصنام التي لا تملك لهم نفعاً ولا ضراً، بلا دليل قادهم إلى ذلك، ولا حجة أدتهم إليه؛ بل بمجرد الآراء والتشهي والأهواء،فهم يوالونهم ويقاتلون في سبيلهم ويعادون الله ورسوله والمؤمنين فيهم ولهذا قال تعالى: " وكان الكافر على ربه ظهيرا " أي:عونا في سبيل الشيطان على حزب الله؛وحزب الله هم الغالبون كما قال تعالى " واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون" أي آلهتهم التي اتخذوها من دون الله لا تملك لهم نصرا،وهؤلاء الجهلة للأصنام جند محضرون يقاتلون عنهم ويذبون عن حوزتهم،ولكن العاقبة والنصرة لله ولرسوله وللمؤمنين في الدنيا والآخرة.
قال مجاهد " وكان الكافر على ربه ظهيرا" قال: يظاهر الشيطان على معصية الله ويعينه.
وقال سعيد بن جبير: " وكان الكافر على ربه ظهيرا " يقول عونا للشيطان على ربه بالعداوة والشرك) انتهى.
ولابن القيم رحمه الله كلام قيّم حول هذه الآية في كتاب الفوائد؛ حيث قال: (قوله تعالى: (وكان الكافر على ربه ظهيرا) هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه وان المؤمن دائما مع الله علي نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه؛ وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه، فهو مع الله علي عدوه الداخل فيه والخارج عنه، يحاربهم ويعاديهم ويغضبهم له سبحانه كما يكون خواص الملك معه علي حرب اعدائه والبعيدون منه فارغون من ذلك غير مهتمين به؛ والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه علي ربه.
وعبارات السلف علي هذا تدور
ذكر بن أبي حاتم عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير قال: عونا للشيطان علي ربه بالعداوة والشرك
وقال ليث عن مجاهد قال: يظاهر الشيطان علي معصية الله يعينه عليها
وقال زيد بن أسلم ظهيرا أي مواليا
والمعني أنه يوالي عدوه علي معصيته والشرك به فيكون مع عدوه معينا له علي مساخط ربه.
فالمعية الخاصة لتي للمؤمن مع ربه وإلهه قد صارت لهذا الكافر والفاجر مع الشيطان ومع نفسه وهواه وقربانه.
ولهذا صدر الآية بقوله: (ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم) وهذه العبادة هي الموالاة والمحبة والرضا بمعبوديهم المتضمنة لمعيتهم الخاصة فظاهروا أعداء الله على معاداته ومخالفته ومساخطه بخلاف وليه سبحانه فانه معه علي نفسه وشيطانه وهواه وهذا المعنى من كنوز القرآن لمن فهمه وعقله وبالله التوفيق) انتهى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jun 2003, 12:42 ص]ـ
ما التفسير الصحيح لقوله تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) النجم:39؟
يظن الكثير أن معنى هذه الآية: أن الإنسان ليس له من ثواب الأعمال إلا ما عمله بنفسه وهو سعيه؛ ثم يجعلونها دليلاً على أن الميت لا ينتفع بسعي الأحياء.
وفي هذا الفهم نظر؛ ولا يصح لهم الإستدلال بهذه الآية على ما ذكروا.
ولبيان معنى الآية الصحيح أنقل هنا كلاماً قيماً للشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره.
¥