2 - وقبل وفاته جاءه أحد طلاب العلم وذكر له بأنه رأى أنه يغسل نبياً وليس بنبي ومعنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال الشيخ وما يدريك أنه نبي؟ قال: رأيت وجهه وعرفته فأعاد عليه السؤال أكثر من مرة وكان إذا انتهى قال: خير إن شاء الله وتغير وجهه وما بقي بعدها إلا قليلاً وتوفي.
3 - كان الشيخ يكره تبادل الذهب بالورَق وكان عنده خادم من جماعته فأعطاه ذهباً عند بداية حلول الشتاء عند فتح المدارس وأمره بشراء بعض الحاجات وقال ما بقي اتركه عند البائع فجاء الخادم وقد أخذ الباقي ووضعه في مكان عند مدخل الباب، فرأى الشيخ فيما يرى النائم أن النار تشتعل في ذلك المكان فلما استيقظ سال الخادم عما أعطاه من النقود فأخبره بالحقيقة فأمره برد المال والبضاعة لصاحبها ولا يأتي منها بشيء.
وسألته عن الشيخ عطية سالم؟
فقال قصة الشيخ عطية سالم شيء عجيب: أصله مصري وجاء هنا طفل صغير لا علاقة له بأحد ثم التحق بطبيبة يخدمها ويتعلم منها وفي يوم من الأيام حدث أن لم يرتح معها فضاقت به الحال فذهب للحرم فوجد الشيخ يدرس فتركه حتى انتهى فجاءه فقال يا شيخ أنا أريد انقطع عندك في البيت أقرأ عليك وقص عليه خبره فرضي الشيخ ذلك فأصبح معه في البيت يخدمه خدمة الولد ويطعم معه ويقرأ عليه وبعد ذلك لما ذهب للرياض دخل المعهد ثم الكلية ثم أصبح مدرساً في القصيم ثم بعد ذلك لما فتحت الجامعة كان من المجموعة التي فتحت بها الجامعة فعين مدير إدارة أول ما فتحت الجامعة .. ورب ضارة نافعة.
وفاة الشيخ:
قال هو معه تضايق في الصدر وربو وعند الطواف في الحج تعب ولم يكن معه نقود ولم يرد أن يتأخر عن الطواف فأكمل الطواف محمولاً وأرسل أحدهم لبيته في مكة ليأتيه وتعب تعباً شديداً فأرسل إلى رابطة العالم الإسلامي ليرسلوا له طبيباً وأنبوبة أكسجين فجاءه الطبيب فقال له الشيخ: البنسلين وما يعمل عمله وما يكون فيها نسبة لا تضعوها لي لما عنده من الحساسية فأخطأ الطبيب فجاء طبيب آخر فوجد الحساسية منتشرة في الكبد وغيرها ثم بعدها توفي ودفن بالمعلاة في مكة. وكان ذلك بعد أن حج عام 1393 هـ.
رحمه الله رحمة واسعة.
انتهى مختصراً
تمت كتابته وقرأ على الشيخ وصححه بعد صلاة العشاء في يوم الأربعاء 20/ 1 / 1423هـ
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2003, 06:44 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم فهد الوهبي على مشاركاتك الثمينة، والتي تنادي على ما وراءها من العلم والأدب. وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 May 2003, 09:29 م]ـ
حدثني الشيخ أ. د محمد ولد سيدي الحبيب الشنقيطي - حفظه الله ورعاه وهو من أبرز وأكبر طلبة الشيخ الأمين رحمه الله - مشافهةً , قال عن شيخه:
- ظهر نبوغه من صغره.
- لم يطلب العلم في بلده على غير علماء قبيلته - الجكني -.
- الفرنسيون كانوا إذا استعصت عليهم قضية أحالوها إلى الشيخ رحمه الله.
- كان الشيخ رحمه الله ورعاً زاهداً , وأكثر ما أعجبني فيه عفته رحمه الله؛ فلم يأخذ من أحد شيئاً.
- وليس بصحيح أنه لا يُفرق بين العملات الورقية.
- وقربه الملك عبد العزيز ثم الملك فيصل رحمهما الله , وكان الأمير عبد الله بن عبد العزيز صديقه , ويأتي إلى الشيخ دائماً ويدعوه إليه , وكان يطلب من الشيخ رحمه الله تعالى زيارة الملك فيصل , فيقول الشيخ:
(لقد أعطاني الله تعالى أعظم شيء يُعطاه إنسان: القرآن في صدري , وأموت وأنا لم تحملني رجلي إلى ملك أو رئيس , ومن كان القرآن في صدره فقد أغناه الله) - ودمعت عينا الشيخ الحبيب -.
وكان الأمير عبد الله حفظه الله يقول: ما يلفت النظر في المدينة - أي المنورة - إلا درس الشنقيطي , وهذا الطريق في الجبل - الذي عملته شركة بن لادن في المدينة قديماً -.
- ولا أظنه يصح عن الشيخ رحمه الله أنه كان يُجيب الطلاب في الاختبارات حذراً من كتم العلم.
- كتبت عنه أضواء البيان إملاءً , وكان الشيخ يرجع ويكتب بنفسه فيما يتعلق بالحديث.
- الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى حاول أن يقرأ المنطق على الشيخ الأمين رحمه الله لكنه عَسُرَ عليه ولم يستطعه , فتركه بإذن الشيخ , رحمة الله عليهما , ولم يتركه زهداً فيه ولا رغبةً عنه.
- الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله ما كان يفوته شيء من دروس الشيخ في رمضان.أ. هـ.
* وبعد:
فكل موقف من هذه المواقف ينطق بما فيه من عبر وهداية لأهل العلم والإيمان , ورحمة الله على شيخنا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 May 2003, 09:40 م]ـ
شكر الله للأخوين الكريمين فهد الوهبي، وأبي بيان هذه المعلومات، وقد صححت بعض المعلومات القديمة عندي وكانت غير موثقة.
وأرجو بهذه المناسبة ممن كان عنده معلومات ذات بال عن أئمتنا المفسرين وغيرهم أن يتحفونا بها، وخاصة عندما تكون موثقة.
نسأل الله أن يلحقنا بالصالحين، وأن يرزقنا حسن الإقتداء بهم.
¥