تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كنت قد اطلعت على السؤال، ولم أفهم المقصود منه حتى كلَّمني أحد الفضلاء يسأل عن اكتشاف حشرة تكون فوق جسم البعوضة، هي أصغر منها، وأن تكون هذه الحشرة هي المقصودة بأنها فوق البعوضة؛ أي فوقية مكانية.

فلما سألني تذكرت هذا السؤال الوارد في الملتقى، وقد كفاني الأخ أحمد القصير التفصيل في المراد بالفوقية، وما قاله هو التحقيق في المعنى المراد بالفوقية، والاختلاف إنما هو من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى، فلا يقال إنَّ بين المعنيين تضادًّا، فهذا يذهب إلى الصِّغر، وذاك يذهب إلى الكِبر، لانفكاك الجهة في المراد بالكبير والصغير، إذ ليس واحدًا بعينه فيقع التضاد.

لكن لو رجَّح مرجح أحد المعنيين بدلائله المذكور فإن في الأمر سَعَةً أيضًا، إذ اختلاف التنوع يدخله ترجيح الأولى، وليس فيه ردٌّ مطلق للقول الآخر.

ويبقى القول: هل يراد بالآية هذه الحشرة التي تكون فوق البعوضة، ويكون هذا مما يسمى بـ (الإعجاز العلمي)؟

والجواب عن هذا أن يقال:

إن كان المراد قصر المعنى على هذه الحشرة دةن غيرها ففيه نظر من جهتين:

الأول: أنَّ هذا لا يتوافق مع نظم الآية العربي؛ لأنه لو كان المراد الفوقية المكانية لقيل: ((وما فوقها))، ولو كان النظم هكذا لاحتمل الفوقية المكانية وغيرها. أما نص الآية على نظمها فلا يحتمل الفوقية المكانية، والله أعلم.

الثاني: أن قصر المراد بالفوقية على هذه الحشرة التي لم يظهر أمرها إلا في هذا العصر ـ لو صحَّ التفسير بها ـ فيه تجهيل للأمة بدأً بالصحابة وختمًا بعلماء هذا العصر، وهو يستلزم أن يكون في القرآن ما لم يُعلم معنها، ولا أُدرك المراد منه إلا في هذا العصر، وذلك أمر باطل بلا ريب.

وقصر الآية على ما ظهر من الاكتشافات الحديثة مزلق وقع فيه بعض من كتب فيما يسمى بـ (الإعجاز العلمي).

لكن لو قيل: إن هذه الحشرة تدخل في عموم قوله ((فما فوقها)) أي في الصِّغَرِ، لجاز، ومن ثَمَّ فليس لهذه الحشرة مزية على غيرها البتة، والله أعلم.

ـ[همس]ــــــــ[12 Jun 2003, 05:46 م]ـ

أنقل لك قول الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله -في تفسيره سورة البقرة الجزء الأول حيث قال رحمه الله "قوله تعالى "فما فوقها ":هل المراد بما فوق أي فما فوقها في الحقارة، فيكون المعنى أدنى من البعوضة أو فما فوقها في الأرتفاع فيكون المراد ما هو أعلى من البعوضة؟ فأيهما أعلى خلقه: الذباب أو البعوضة؟ الجواب: الذباب أكبر وأقوى لاشك لكن مع ذلك قد يكون معنى الأية فما فوقها أي فما دونها لأن الفوقية تكون للأدنى وللأعلى كما أن الوراء تكون للأمام وللخلف كما في قوله تعالى "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً " أي كان أمامهم " ا. ه

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير