تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم قال: ((فتحصل من هذا أن فرض الكفاية باعتبار أصل التفسير قد ارتفع قبل أن يقع بقيام البعض به، وفرض الكفاية باعتبار نقل التفسير لم يزل باقيًا)). تفسير ابن عرفة برواية الأبي (1: 62).

ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[22 Jun 2003, 06:21 م]ـ

لدي حول هذا الموضوع مشاركتان:

الأولى: تتعلق بالسؤال، والثانية: بما كتبه فضيلة الدكتور مساعد حفظه الله، وأرجو أن يكون فيهما فائدة.

فأما مايتعلق بالسؤال فأنقل نصا للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- يتعلق مباشرة بما سأل عنه الأخ كما يظهر من صيغة السؤال.

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- "تَعَلُّمُ التفسير واجب لقوله تعالى:] كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ [(ص: 29)، ولقوله تعالى:] أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [(محمد: 24).

وجه الدلالة من الآية الأولى أن الله تعالى بين أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك؛ أن يتدبر الناس آياته، ويتعظوا بما فيها.

والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها.

ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.

ووجه الدلالة من الآية الثانية أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن، وأشار إلى أن ذلك من الإقفال على قلوبهم، وعدم وصول الخير إليها.

وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن.

وقال أبو عبدالرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يُقرِؤوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما، أنهم إذا تعلموا من النبي r عشر آيات، لم يجاوزوها، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم."

انظر: تفسير ابن عثيمين 1/ 28

ويظهر أن مراد الشيخ معرفة المعنى العام للخطاب الذي يتأتى به الامتثال من العلم بالأوامر والنواهي ونحو ذلك، ولايعني وجوب معرفة أصول المفردات وعلوم القرآن المتصلة بالتفسير وتفاصيل الأحكام والأخبار وماإلى ذلك، والله أعلم.

ـ[ابو حيان]ــــــــ[22 Jun 2003, 09:22 م]ـ

ما نقله الشيخ الباتلي-جزاه الله خيرا- عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله واضح

وجزى الله الشيخ مساعد على هذا البيان و أرجو ان يتقبل مني هذا الاستفسار:

هل يفهم من كلامك أنه لا اشكال على انسان يقرأ آية من القرآن لا يعرف معناها العام إذا كانت هذه الآية لا تتضمن أمرا يجب على مثله العمل به وامتثاله؟

مثلا لو قرأ انسان قوله تعالى: (والعاديات ضبحا فالموريات قدحا ... ) الآيات وهو لا يعرف ماذا يقسم الله به ثم قرأ (إن الانسان لربه لكنود) وهو لا يعرف معنى (كنود) وقس على هذا ما هو مثله، فهل يجب عليه أن يسأل أهل العلم عنها أو يبحث في كتب أهل التفسير أم انه لا عتب عليه حين يتجاوزها وهو لا يعرف معناها؟

و أشكر الشيخ ابي مجاهد على احيائه هذا الموضوع بمشاركته فقد كنت كتبت هذا السؤال منذ اسبوع تقريبا ولكني أعلم أن الاخوة مشغولين بغيره مما هو أولى منه.

وأجدد الشكر مرة أخرى لمن أفادنا في هذا الشؤال وللقائمين على هذا المنتدى ولكل من أسهم في تفعيله ونشر الفائدة فيه

وجزاكم الله خيرا

ابو حيان القضاعي

ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[22 Jun 2003, 09:29 م]ـ

المشاركة الثانية: حول تعليق فضيلة الدكتور مساعد، ولامزيد على ماذكره حفظه الله، ولكني أطرح بين يديه ماجال في خاطري، وأنا في انتظار تصحيح الخطأ، وإزاحة المشكل، بحسن بيانكم، وجودة تحقيقكم كما عهدناه.

1 - ذكرت – حفظك الله - هذين القسمين للناس حسب معرفتهم لما في كتاب الله، وكأن القسمين لتفسير القرآن أو معاني آيات الكتاب العزيز.

وأما الناس حسب معرفتهم لما في كتاب الله فعلى قسمين:

أ-من يعرف معاني كلام الله تعالى بالفعل أو بالقوة القريبة من الفعل.

ب-من يجهل ذلك أو بعضه.

2 - ذكرت القسم الأول: ما لا يقوم الإسلام إلا به، وهذا لابدَّ لكل مسلم من تعلُّمه، ومثلت له بقوله تعالى: (وأحل الله البيع وحرَّم الربا) (البقرة: 275)، وأنه لا بدَّ لكل مسلم أن يعرف صور الربا.

ولايخفى على فضيلتكم أن صور الربا من أدق وأعوص أبواب الفقه، حتى قال ابن قاسم رحمه الله في حاشية الروض:"باب الربا من أشكل الأبواب على كثير من أهل العلم "، فهل يطالب كل مسلم ومسلمة بمعرفة صور الربا على تنوعها وإشكالها؟

أرجو من فضيلتكم تجلية الأمر.

3 - ذكرت – وفقك الله – القسم الثاني: الأحكام العامة .. ، ويبدو أن الأحكام العامة داخلة في القسم الأول، فما لايقوم الإسلام إلا به ولابد لكل مسلم من تعلمه؛ أحكام عامة وليست خاصة ببعض المكلفين دون بعض، فلم يظهر لي التمايز بين القسمين.

أرجو من فضيلتكم التوضيح في هذه المسألة الهامة.

شاكرين لكم ماتتحفونا به من الفوائد والتحريرات، زادكم الله وإيانا من فضله.

والسلام عليكم،،،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير