ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Mar 2007, 12:16 ص]ـ
شكر الله لأخي الكريم الدكتور محمد الخضيري هذا البيان عن الصلة العلمية بين تفسير البسيط للواحدي وتفسير شيخه الثعلبي.
وقد أشار إشارة لطيفة إلى موقف كل منهما من تفسير (حقائق التفسير) للسلمي. وليته يزيدنا علماً في جانب موقف الواحدي من تفسير السلمي، فإنني أحسب أنَّ من أثنى على تفسير السلمي قد صنع ذلك مصانعة للسلمي لمكانته في عهده، وقربه من الوزير المشهور نظام الملك وأخيه أبي القاسم.
والواحدي كذلك كان مقرباً معظما لدى نظام الملك إلا أن الواحدي كان شجاعاً في نقده للسلمي مع معرفته بمكانته لدى الوزير نظام الملك الذي كان يقرب الصوفية كالسلمي، بل كان للسلمي حظوة بالغة عند الوزير، وكان في غاية الظهور والتقريب، إلا أن الواحدي تجاسر على نقده بتلك العبارات الصريحة دون مجاملة لمكانته، إخلاصاً للعلم، ونصرة للحق.
قال الواحدي: صنف أبو عبدالرحمن السلمي كتاب (حقائق التفسير)، ولو قال: إن ذلك تفسير للقرآن لكفر به)
وإلى هذا يشير عبدالغافر الفارسي في كتاب السياق في انتقاده للواحدي بقوله: كان حقيقاً بالاحترام لولا ما كان فيه من إزرائه على الأئمة المتقدمين وبسط اللسان فيهم بما لا يليق).
ويقصد بالأئمة الصوفية.
وقد كانت عبارة الواحدي تلك مفتاحاً لعدد من العلماء لنقد كتاب السلمي، فنقده ابن الجوزي في تليس إبليس، وابن تيمية في مواضع من كتبه، والذهبي وغيرهم.
فرحم الله الإمام الواحدي وأجزل ثوابه، وكتاب حقائق التفسير للسلمي فيه تفصيل ليس هذا محله، ولعل فيما يعقب به الدكتور محمد الخضيري ما يفتح باباً للحديث حول تفسير السلمي (حقائق التفسير).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 04:17 م]ـ
يسر الله لي قراءة معظم تفسير البسيط للواحدي في نسخته المحققة، وهو على وشك الصدور بإذن الله عن جامعة الإمام، وقد ظهر لي صحة ما تفضل به الدكتور محمد الخضيري هنا من كيفية الإشارة للثعلبي في تفسير الواحدي، وندرة النص على اسمه أو تفسيره.
وأحد محققي تفسير الثعلبي الذين شاركوا في تحقيقه في جامعة أم القرى يقوم الآن بالتنسيق لنشر تحقيقه الذي تم في جامعة أم القرى في ما يقارب العشرين رسالة علمية. أسأل الله أن ييسر له تمام هذا العمل. فنكون قد كسبنا خروج تفسيرين مهمين هما تفسير البسيط للواحدي والكشف والبيان للثعلبي.
في 15/ 10/1428هـ