ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[08 Jan 2006, 05:48 م]ـ
مجرد خاطرة
وربما قوله تعالى " وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ. . . "
تدخل فيما ذكرتم
وكل زيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى
ـ[د. أنمار]ــــــــ[14 Jan 2006, 10:41 م]ـ
وهذه خاطرة أخرى:
أشار بعض أهل الفهم إلى أن الله سبحانه وتعالى ذكر آيتين متشابهتين ظاهرا لكن فيهما معنى آخر يظهر بالتأمل.
ففي سورة تبارك قال تعالى
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Search/290X800-1/67/19/0-0,4,.png
قال في الجلالين:
"أولم يروا" ينظروا "إلى الطير فوقهم" في الهواء "صافات" باسطات أجنحتهن "ويقبضن" أجنحتهن بعد البسط أي وقابضات "ما يمسكهن" عن الوقوع في حال البسط والقبض "إلا الرحمان" بقدرته "إنه بكل شيء بصير" المعنى: ألم يستدلوا بثبوت الطير في الهواء على قدرتنا أن نفعل بهم ما تقدم وغيره من العذاب
وهنا واضح أن الله سبحانه وتعالى أكد على أنها قضية تتعلق بالطيور المعروفة التي تعتمد على أجنحتها
كما في آيتنا التي تدور حولها الخواطر أقصد قوله سبحانه "ولا طائر يطير بجناحيه"
أما في سورة النحل فقد قال تعالى:
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Search/290X800-1/16/79/0-0,4,.png
وهنا في هذه الآية لم يحدد المولى الكريم كون الطير مما يطير بجناحيه مما يجعل عموم القول يدخل تحته ما يطير بغير جناحيه. ولو عدنا إلى ما أومأ له في أول السورة في قوله:
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Search/290X800-1/16/8/0-0,6,7,8,9,.png
لذا حين أكد سبحانه وتعالى في قوله:
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Search/290X800-1/6/38/0-10,11,12,.png
فإنما فيه انسجام المعنى المراد بأن ما يطير بجناحيه إنما هو الذي له صفة "أمم أمثالكم" بخلاف ما قد يطير مستغنيا عن الجناحين كالطائرات النفاثة والصواريخ والمروحيات مما خلق الله سبحانه وتعالى للإنسان في العصور الحديثة وهذه قطعا ليست أمم أمثالنا بل هي عالم جديد من مخلوقات الله
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 Jan 2006, 08:33 م]ـ
نعم، أخي أنمار:
وهناك قرائن أرى أنها مهمة:
1 - في قوله تعالى، في آية النحل (أولم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء) الآية، إشارة إلى شيئين: الأول: "التسخير" وغالبا ما يأتي التسخير في القرآن في معرض الحديث عن نعم الله تعالى التي جعلت في متناول الاستعمال الآدمي، كما في قوله تعالى (وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره)، وكذا قوله تعالى، في معرض الامتنان بركوب الأنعام (والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون. لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وإنا إلى ربنا لمنقلبون).
أما في آية سورة الملك، فإن التسخير لم يذكر، إذ يبعد أن يكون مجرد طيران الطيور "تسخيرا" يعود على الآدمي بفائدة، كما هو معلوم ومشاهد.
2 - القرينة الثانية: ذكر "الجو" في قوله تعالى (في جو السماء)، إذ ناسب "التسخير" ذكر الجو لأنه الظرف الذي يحصل به التسخير، أما في حال طيران الطيور فإنه صحيح انه يلزم ان يكون طيرانها في "الجو" كذلك، ولكن ليس بالضرورة في "جو السماء"، وفرق كبير بين مستوى الطيران في مجرد الجو والطيران في جو السماء فقط، وهو ما قيد به لفظ الجو في آية النحل.
وإذا أخذنا بالاعتبار أن "الطائرات" ما هي إلا نوع من انواع الفلك الذي "سُخر" لنا لكي "نستوي" على ظهوره، لكان في ذلك مما يؤيد هذا المأخذ ما يؤيده، ولذلك تفطن العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لهذا المعنى، عند تفسيره للآية الواقعة في سورة يس، في قوله تعالى (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وجعلنا لهم من مثله ما يركبون)، قال رحمه الله في تفسيرها:
"فلما وصلت في الكتابة إلى هذا الموضع، ظهر لي معنى ليس ببعيد من مراد اللّه تعالى، وذلك أن من عرف جلالة كتاب اللّه وبيانه التام من كل وجه، للأمور الحاضرة والماضية والمستقبلة، وأنه يذكر من كل معنى أعلاه وأكمل ما يكون من أحواله، وكانت الفلك من آياته تعالى ونعمه على عباده، من حين أنعم عليهم بتعلمها إلى يوم القيامة، ولم تزل موجودة في كل زمان، إلى زمان المواجهين بالقرآن.
فلما خاطبهم اللّه تعالى بالقرآن، وذكر حالة الفلك، وعلم تعالى أنه سيكون أعظم آيات الفلك في غير وقتهم، وفي غير زمانهم، حين يعلمهم [صنعة] الفلك [البحرية] الشراعية منها والنارية، والجوية السابحة في الجو، كالطيور ونحوها، [والمراكب البرية] مما كانت الآية العظمى فيه لم توجد إلا في الذرية، نبَّه في الكتاب على أعلى نوع من أنواع آياتها فقال: (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) أي: المملوء ركبانا وأمتعة" أ. هـ.
والله تعالى أعلم