تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويقول صاحب كتاب (سمير الطالبين) كتبت المصاحف العثمانية على الترتيب المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل عليه السلام للنبي – صلي الله عليه وسلم – على ذلك وإعلامه عند نزول كل أية بموضعها، مجردة من النقط والشكل، والذي عليه الجماهير من السلف والخلف أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة جامعة للعرضية الأخيرة التي عرضها الرسول صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه والسلام ولم تترك حرفاً منها. (6)

* مزايا المصحف العثماني:-

يقول الزرقاني – رحمه الله -: إن المصاحف العثمانية قد توافر فيها من المزايا مالم يتوافر في غيرها ومن هذه المزايا:

1 - الاقتصار على ما ثبت بالتواتر دون ما كانت روايته آحاداً.

2 - إهمال ما نسخت تلاوته ولم يستقرّ في العرضة الأخيرة.

3 - ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن.

4 - كتابتها – أي المصاحف العثمانية – كانت تجمع وجوه القراءات المختلفة والأحرف التي نزل عليها القرآن.

5 - تجريدها من كل ما ليس قرآناً كالذي كان يكتبه بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة شرحاً المعنى أو بياناً لناسخ أو منسوخ أو نحو ذلك. (7)

المبحث الثالث

تاريخه وأعضاء اللجنة التي كتبته وهل كتبه عثمان بيده؟

* تاريخ كتابة المصحف العثماني:-

كان ذلك في أو واخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25هـ، كما قال أبن حجر العسقلاني – رحمه الله – وقال أيضاً: "وغفل بعض من أدركناه فزعم أنه كان في حدود سنة ثلاثين ولم يذكر له مستنداً". (8)

وليس هناك من حدد المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابه المصحف، وهذا الكلام من خلال ما وقفتُ عليه من مراجع والله أعلم.

* أعضاء اللجنة التي كتبت المصحف العثماني:-

يقول الشيخ أبوزهرة: وجمع – أي عثمان – من الصحابة الحافظين الكرام بضعة على رأسهم زيد ابن ثابت الجامع الأول والثقة الثبت الذي كان له فضل التثبت في كل كلمة وآية وكان جملة من ضمهم إلى زيد ثلاثة هم: عبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث وقال لهذا الرهط من قريش: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد، فاكتبوه بلسان قريش فإنه نزل بلسانهم. (9)

ويقول أحمد إسماعيل في كتابه (مفتاح الراغبين) وقدوردت بعض الروايات أن الذين ندبوا لنسخ المصاحف كانوا أثني عشر رجلاً. (10)

ولا تعارض بين هذه الروايات وما هو ثابتٌ من أن أعضاء اللجنة هم الأربعة الذين سبق ذكرهم لأنه وكما يقول الشيخ أبوزهرة: ويظهر أن سيدنا عثمان لم يكتف بهولاء الأربعة بل كان يضم إلى معاونتهم من يكون عنده علم بالقرآن يعاونهم في كتابته.

* هل كتب عثمان – رضي الله عنه – المصحف بيده؟:-

كما هو معروف أن عثمان بن عفان لم يكتب المصحف بيده وهذا الذي عليه المحققون

تقول الدكتورة سحر السيد: فالخليفة عثمان كما سبق أن ذكرنا في الصفحات السابقة قد عهد إلى عدد من الصحابة بنسخ المصحف على قراءة واحدة بلسان قريش ولم يكتب بنفسه أي نسخة. (11)

وكذلك من الذين ينفون أن يكون عثمان – رضي الله عنه – قد كتب شيء من المصحف صاحب كتاب (تاريخ القرآن) الكردي حيث يقول: ولم ينقل أنه كتب بيده مصحفاً وإنما أمر بجمعه وكتابته. (12)

وكذلك الدكتور: محمد أمين فرشوخ في كتابه وصاحب كتاب (سمير الطالبين) علي محمد الضباع. وغيرهم ممن ينفون كتابة عثمان للمصحف بيده.

المبحث الرابع

عدد المصاحف العثمانية وكيفية إنتشارها

* عددها:-

قال الزركشي – رحمه الله – (قال أبو عمرو الداني في المقنع: أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية واحداً، الكوفة والبصرة والشام وترك واحداً عنده، وقد قيل: أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين، قال: والأول أصح وعليه الأئمة). (13)

ويقول الإمام السيوطي – رحمه الله – أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف، قال ابو داود: وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة، والشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدنية واحداً. (14)

وكانت كلها مكتوبة على الورق (الكاغد) إلا المصحف الذي خص به نفسه فقد قيل: إنه على رق الغزال. (15)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير