الثالث: المختار فيه جواز الوقف عليه وهى العشرة الباقية:
[الضابط الرابع]
قال ابن الجزرى: كل ما أجازوا الوقف عليه أجازوا الابتداء بما بعده.
[الضابط الخامس]
كل ما فى القرآن من "الذى" و "الذين" يجوز فيه الوصل بما قبله نعتاً، ويجوز فيه القطع على أنه خبر إلا فى سبعة مواضع يلزم فيها القطع وهى قوله سبحانه:
(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه) ()، (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) ()، (الذين يأكلون الربا) ()، (الذين آمنوا وهاجروا) ()، (الذين يحشرون) ()، (الذين يحملون العرش) ()
[الضابط السادس]
كلمة "نعم" وردت فى القرآن فى أربعة مواضع، وضابط الوقف عليها وعدمه "أنه إن وقع بعدها واو لم يجز الوقف عليها وإن لم يقع بعدها واو فالمختار الوقف عليها؛ لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها، ومثال ذلك قوله تعالى:
((ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم فأذن ……)) () فالمختار هنا الوقف على "نعم" لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها، حيث إنها من قول الكفار، وما بعدها (فأذن) ليس من قولهم.
وأما المواضع الثلاثة الباقية التى وردت فيها كلمة "نعم" فإنه لا يوقف عليها لكونها مرتبطة ومتعلقة بما بعدها، وهى قوله تعالى:
1 - (وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين. قال نعم وإنكم لمن المقربين) ()
2 - و (قال نعم وإنكم إذاً لمن المقربين) ()
3 - و (قل نعم وأنتم داخرون) ()، ()
وننتهى من هذه الدراسة إلى أن مراعاة مواضع الوقف والابتداء أمر من الأهمية بمكان بحيث إنه يجب مراعاته حتى لا يخل القارئ بالمعنى الذى يقصده القرآن الكريم، وأن عدم مراعاة هذه المواضع يوقع كثيرا فى الحرج حيث يستحيل المعنى القرآنى عن مقصوده، بل إنه يصل بالقارئ أحيانا إلى ما هو أبعد من الحرج كما عرفنا ذلك فيما مضى وفقنا الله تعالى إلى ما يحبه ويرضاه كما نسأله سبحانه أن يجنبنا الزلل وأن يوفقنا إلى حسن القول والعمل وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا ونور أبصارنا وقائدنا إلى الجنة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم0
ـ[النجدية]ــــــــ[12 Apr 2009, 11:47 ص]ـ
بسم الله ...
بارك الله فيكم حضرة الأخ الفاضل!!
هذا كلام قيم جدا؛ فهل هناك رابط و كتاب أرجع إليه لأغراض التوثيق؟
هل نشر في مجلة محكمة؟
واله ن وراء القصد
ـ[الخطيب]ــــــــ[13 Apr 2009, 12:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختنا الكريمة ونفعك بما تقرئين
وأحيطك أختنا بأن هذا الموضوع هو أحد مباحث كتابي "المعنى القرآني في ضوء اختلاف القراءات "
والكتاب نشر دار طيبة - مصر
وتوجد منه نسخة على شبكة التفسير بصيغة وورد وموافقة للمطبوع
ـ[النجدية]ــــــــ[13 Apr 2009, 01:28 م]ـ
بسم الله ...
حضرة الأخ الفاضل بارك الله بجهودكم؛ وجعلها في ميزان حسناتكم!
بحثت عن رابط الكتاب؛ ولم أهتد إليه!!
فهلا تكرمتم بوضعه في هذه الصفحة؟
وأتساءل:
هل سترفعون الكتاب بصيغة مصورة؟
والله من وراء القصد ...