تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مجالس فى شرح (القواعد الأربعة).]

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[18 - 09 - 03, 07:55 م]ـ

إن الحمد لله، نحمده , و نستعينه , و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادى له.

و أشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.

أما بعد:

فإن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – غنى عن التعريف فلن نذكر عن سيرته و فضائله مؤلفاته المباركة التى عم النفع بها، نسأل الله أن يجعله فى ميزان حسناته , و كتاب التوحيد كان أكثر هذه المؤلفات حظا من انتفاع الناس به، مما جعلنى أخرج أحاديثه، ثم وجدت أن كتاب القواعد الأربعة هذا لم يصنف أحد فى شرحه، فاستعنت بالله على أن أكتب فيه شرحا متوسطا من غير إفراط و لا تفريط، و أضعه فى الملتقى و يكون عبارة عن سلاسل اسبوعية

- أحيانا أذكر فى الحاشية أشياء مهمة و تكون علاقتها بالموضوع بعيدة , و لكن أذكرها للأهمية.

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[18 - 09 - 03, 07:57 م]ـ

القواعد الأربعة

بسم الله الرحمن الرحيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله (بسم الله) متعلقة بمحذوف، فتقدر جملة أسمية، أى تقديرها: بسم الله أبدأ.

و ابتدأ بها المصنف – رحمه الله – أقتداءا بكتاب الله – تعالى – , و لأن النبى – صلى الله عليه و سلم – كان يفعل ذلك فى مراسلاته، كما فى رسالته لهرقل عظيم الروم (1).

قوله (الله) اسم، والاسم على الراجح من وسم و هو العلامة لأن كل ما سمى فقد نوه باسمه , و وسم.

و (الله) أصله الإله حذفت الهمزة تسهيلا، و أدغمت اللام فى اللام فصارتا لاما واحدة مشددة مفخمة.

و (الله) مشتق من الإلاهه أى: العبادة (2) , فيكون معنى الله: المعبود (3).

و الألوهية فى اللغة هى العبادة ,

كما قال رؤبة العجاج:

لله در الغانيات المده.:. سبحن و استرجعن من تألهى

أى: تعبدى.

.................................

حاشية.

(1) أخرجه البخارى [7] , و مسلم [1773 (74)]، و فيه (ثم دعا بكتاب رسول الله

– صلى الله عليه وسلم – فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم).

(2) العبادة: هى اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة. [أو كما قال شيخ الإسلام – رحمه الله –].

(3) قولى (معنى الله هو المعبود) أقصد فى اللغة , و لا تخلط هذه بتفسير (لا إله إلا الله) بأنه لا معبود بحق إلا الله , و اشتراط بحق هنا.

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[18 - 09 - 03, 08:06 م]ـ

.................................................. .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله (الرحمن) اسم لله – عز و جل –، مشتق من الرحمة، و يدل على الرحمة العامة، فهو يدل على صفة ذاتية من حيث اتصافه – عز و جل – بها، كما قال – سبحانه – {الرحمن على العرش استوى} (1).

قوله (الرحيم) اسم لله – عز و جل –، مشتق من الرحمة أيضا , ولكنه يدل على الرحمة الخاصة بالمؤمنين، فهو يدل على صفة فعلية من حيث إيصالها إلى المرحوم، كما قال – تعالى – {وكان بالمؤمنين رحيما} (2).

.........................

حاشية.

(1) سورة طه: 5

, و معنى استوى: علا و ارتفع.

(2) سورة الأحزاب: 43

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[18 - 09 - 03, 08:09 م]ـ

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك فى الدنيا

و الآخرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله (أسأل الله الكريم ...... ) هذا دعاء من المصنف للقارئ , و هو دائما يفعل ذلك فى مؤلفاته , مما يجذب قلب القارئ.

و أتى باسم (الكريم) لأنه فى موطن دعاء , فيدعوا الله بالاسم و الصفة التى تناسب هذا الموطن (1).

قوله (رب العرش)، رب أى: مالك (2).

(العرش) فى اللغة: عبارة عن السرير الذى للملك، كما قال

– تعالى – عن بلقيس {و لها عرش عظيم} (3) (4).

و فى الشرع: هو ذلك السقف المحيط بالمخلوقات، و لا نعلم مادة هذا العرش؛ لأنه لم يرد عن النبى - صلى الله عليه و سلم - يبين من أين خلق هذا العرش، لكننا نعلم أنه أكبر مخلوقاته التى نعرفها (5).

...................................

حاشية.

(1) و هذا من ثمرات الإيمان بالأسماء و الصفات , فالمسلم يتعبد لله بمقتضى أسمائه و صفاته.

(2) هذا معنى من معانى الربوبية، و إلا فإن لها معانى أخرى يترتب عليها أشياء كثيرة، فسأذكره هنا كى لا يحدث خلط.

فتوحيد الربوبية يعنى انفراد الرب – عز و جل – بثلاث معانى:

أ- الخلق , و الرزق , و التدبير , و القيام بكل شئون الخلق.

قال – تعالى – {قل من يرزقكم من السماء و الأرض أمن يملك السمع و الأبصار و من يخرج الحي من الميت و من يخرج الميت من الحي و من يدبر الأمر فسيقولن الله قل أفلا تتقون} [سورة البقرة: 21].

ب- الملك , والملك – بضم الميم – لكل ما فى هذا الكون.

قال الله – تعالى – {قل لمن الأرض و من فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل أفلا تذكرون. قل من رب السموات و ربع العرش العظيم. سيقولون لله قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شئ و هو يجير إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فأنى تسحرون} [سورة المؤمنون: 84 - 89].

جـ- السيادة , و الأمر , و النهى , و حق الطاعة على جميع الخلق.

ورد فى لسان العرب: (رببت الناس: سستهم إذا كنت فوقهم)

ومنه قوله – تعالى – عن يوسف – عليه السلام – {اذركني عند ربك} [سورة يوسف: 42]، أى: سيدك المطاع.

وقال تعالى: {ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين} [سورة الأعراف: 54].

[نقلا بتصرف من كتاب (فضل الغنى الحميد) لشيخنا ياسر برهامى].

(3) سورة النمل: 23.

(4) ((شرح الطحاوية)) لابن أبى العز [ص366].

(5) ((شرح الواسطية)) لابن عثيمين [1 / ص336].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير