تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج حديث: " اللهم لك صمت .. "]

ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[06 - 11 - 03, 08:01 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

@@حديث الدعاء عند الإفطار@@

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ".

وفي رواية: " الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت ".

اعلم - بارك الله فيك - أن هذا الدعاء جاء بعدة ألفاظ كلها ضعيفة لا تقوم بها حجة، ولا تصلح في باب العبادات، ولا يجوز التعبد بها لضعف أسانيدها.

واللفظ الأول منها هو هذا الذي ذكرته مُصَدِّراً به هذا التخريج، وسيأتي ذكر بقية الألفاظ عند التعرض لشواهد الحديث أثناء تخريجه.

أما اللفظ الأول فقد أخرجه أبو داود في سننة (2/ 316) (358) وقال: حدثنا مسدد، حدثنا هشيم عن حصين، عن معاذ بن زهرة أنه بلغه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ".

وبهذا اللفظ ومن طريق معاذ بن زهرة، أخرجه أيضاً: أبو داود في المراسيل (ص124) (99) والبغوي في شرح السنة (6/ 265) (1741)، والبيهقي في الكبرى (4/ 239) وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 511)، وعلقه ابن المبارك في الزهد له (2/ 828) (1098) عن حصين عن معاذ مرسلاً. ولم يذكر أحدٌ منهم عن معاذ قوله: أنه بلغه، سوى أبي داود، فإنه ذكر ذلك.

ومعاذ هذا، لم يوثقه أحد غير أن ابن حبان ذكره في الثقات وفي التابعين من الرواة كما قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (8/ 224).

وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 248) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال عنه الحافظ في التقريب (ص951): "مقبول"، ومقبول عند الحافظ أي حيث يُتابَع كما قال الحافظ نفسه في مقدمة التقريب (ص81) حيث قال عن المرتبة السادسة:

" من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ مقبول، حيث يتابع، وإلا فليّن الحديث ".

وحيث لم يتابعه أحد فروايته هذه إذن ليَّنة لا حجة فيها.

ومعاذ بن زهرة، ويقال له: أبو زهرة، هو تابعي إذن، وهذا يعني أن الحديث السابق معلول بالإرسال، والمرسل من القسم الضعيف؛ لأنه لا يعرف الساقط من هو؟

قال الحافظ المزي - رحمه الله - في ترجمة معاذ بن زهرة: " روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً في القول عند الإفطار ".

وقال الإمام البخاري - رحمه الله -: " معاذ أبو زهرة: قال حصين مرسل، قاله يحيى بن معين ".

وقال ابن أبي حاتم: " معاذ بن زهرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً روى عن الحصين بن عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك ".

وقال ابن حبان - رحمه الله -: " يروى المراسيل، روى عن حصين بن عبد الرحمن ".

قال الحافظ بن حجر - رحمه الله -: " مقبول أرسل حديثاً فوهم من ذكره في الصحابة " (1).

وقال ابن الملقن - رحمه الله - عن هذا السند الذي فيه معاذ قال في خلاصة البدر المنير (1/ 327): " رواه أبو داود بإسناد حسن لكنه مرسل ".

وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 802) بعد أن ذكر أن أبا داود أخرجه من حديث معاذ قال: " وهو مرسل ".

وأورد الحديث المتقي الهندي في كنز العمال (7/ 81) (18056) وعزاه لأبي داود فقال: " عن معاذ بن زهرة مرسلاً ".

وأورد الحديث النووي في الأذكار (ص275) وعزاه لأبي داود أيضاً عن معاذ بن زهرة ثم ذكر الحديث وقال بعده: " هكذا رواه مرسلاً ".

وأخرج ابن السني الحديث في عمل اليوم واللية (ص169) (479) بلفظ آخر من طريق حصين بن عبد الرحمن عن رجل عن معاذ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: " الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت ".

وفيه راوٍ مبهم كما هو واضح في السند، وهو هكذا عند ابن السني (2) عن معاذ رضي الله عنه يوهم أنه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وليس كذلك وهو تصحيف لا أدري ممن هو؟ فالحديث لا يعرف أنه من مسند معاذ بن جبل بل هو من مراسيل معاذ بن زهرة، كما نص على ذلك الحفاظ من هذا الفن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير