تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يأهل الحديث:أفيدونا عن صحة هذين الحديثين جزاكم الله خيرا]

ـ[أبو عبد الله (ل]ــــــــ[19 - 10 - 03, 09:21 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الرحمة ونبي الملحمة نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأتقياء البَرَرَة ومن أحبهم وسار على هداهم إلى يوم الدين، وبعد:

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخواني في الله أود منكم إفادتي عما يأتي، وجزاكم الله خيرا، وفقهني الله وإياكم في الدين وثبتنا على صراطه المستقيم:

1) ماصحة الحديث الذي ورد فيه (إن كان الشؤم في شيء ففي الدابة والمرأة والدار)

أو كما جاء في الحديث؟ وماهي شروحات أهل العلم لهذا الحديث؟

2) روى الإمام البيهقي – رحمه الله – في السنن الكبرى، قال: قال الشافعي رضي الله عنه تخلَّف رجل من الأنصار عن أصحاب بئر معونة، فرأى الطير عكوفاً على مقتلة أصحابه، فقال لعمرو بن أمية، سأقدم على هؤلاء العدو، فيقتلوني، ولا أتخلف عن مشهد قُتل فيه أصحابنا ففعل، فقُتل، فرجع عمرو بن أمية، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولاً حسناً.

ما صحة هذه الحادثة؟

وجزاكم الله خيرا.

وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن أحبهم وسار على هداهم إلى يوم الدين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم: أبو عبد الله البرقاوي (من بلاد ليبيا التي تإنُّ تحت حكم الطاغوت الزنديق القذافي)

ـ[الحميدي]ــــــــ[19 - 10 - 03, 11:59 م]ـ

الحمد لله وحده وبعد ..

حديث (إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس والمرأة والدار) رواه البخاري في الجهاد والسير (2703)، ومسلم في السلام (2225) عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وفي لفظ لمسلم (إن كان الشؤم في شئ ففي الفرس والمسكن والمرأة).

واتفقا عليه أيضاً من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.

وعند مسلم (2227) من حديث جابر زيادة (الخادم).

وعند ابن ماجه (1995)، وعبد الرزاق في المصنف (10/ 411) من حديث أم سلمة زيادة (والسيف) قال الألباني: شاذة.

وقد سلك العلماء في الجمع بين هذا الحديث، وحديث أبي هريرة يرفعه (لاطيرة) البخاري (5422)، ومسلم (2223).سلكوا مسالك عدة فمنها مسلك الجمع بحمل أحاديث الشؤم على ظاهرها، وجعلها مخصصة لأحاديث نفي الطيرة، فيكون المعنى: لاطيرة إلا في هذه الثلاث، فالطيرة منفية ومحرمة إلا في هذه الثلاث فإنها موجودة مباحة.وهو مذهب مالك وبن قتيبة والشوكاني.

وجمع بعضهم بتأويل حديث الشؤم وحمله على غير ظاهره فقيل:

# إن حديث الشؤم سيق لبيان اعتقاد الناس في ذلك لاأنه إخبارٌ من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بثبوت ذلك.

# أن معناه الإخبار عن الأسباب المثيرة للطيرة الكامنة في الغرائز، يعني أن المثير للطيرة في غرائز الناس هي هذه الثلاثة فأخبرَنا لنأخذ الحذر منها ...

# أن المراد حسم المادة وسد الذريعة لئلا يوافق شئٌ من ذلك القدر فيعتقد مَن وقع له أن ذلك من العدوى أومن الطيرة فيقع في اعتقاد مانُهي عن اعتقاده. وهو قول ابن حجر وغيره.

# أن الشؤم في هذه الثلاثة إنما يلحق مَن تشاءم بها.

# أن المراد بشؤم الدار ضيقها وسوء جيرانها وأذاهم، وشؤم المرأة عدم ولادتها وسلاطة لسانها وتعرضها للريب، وشؤم الدابة أو الفرس أن لايُغزى عليها أو غلاء ثمنها (وحالياً كثرة أعطال السيارات!!)، وشؤم الخادم سوء خلقه وقلة ائتماره.

وقيل المراد بالشؤم هنا عدم الموافقة من هذه الثلاثة لصاحبها.

# أن المراد بالشؤم في هذه الأشياء أنها أعيان وظروف وأسباب محسوسة يقدر الله بها الضر والنفع، فمن ابتلي بشؤم شئٍ منها فوجد في نفسه الكراهة له أبيح له تركه.وإليه ذهب ابن القيم وابن رجب والخطابي.

المسلك الثاني/ النسخ ولادليل عليه.

المسلك الثالث/ الترجيح، وسلكه فريقان:

أ- فريق رد أحاديث الشؤم وأنكرها أصلاً وخطَّأ راويها ومنهم عائشة رضي الله عنها.

ب - وفريقٌ ردوا رواية الجزم (الشؤم في ثلاث) وغلطوا راويها، وقدموا عليها رواية التعليق (إن كان الشؤم في شئٍ ففي ... ) وذهب إليه الطبري والطحاوي وابن عبد البر، ورجحه الألباني.

الراجح في المسألة:

أن الشؤم نوعان:

أحدهما/ محرم وهو ماكان يعتقده أهل الجاهلية من أن المتطير منه مؤثِّرٌ بذاته وأنه سببٌ في جلب النفع أو دفع الضر.

والثاني/ المثبت في الحديث وهو مايجده الإنسان في نفسه من الكراهة لهذه الأشياء عند حصول الضرر منها أو فيها، ولايكون هذا إلا بعد وقوع الضرر وتكرره لاكما يعتقده أهل الجاهلية من الشؤم منه قبل وقوعه.

كما أن الأثر المترتب على التشاؤم من هذه الأشياء هو تركها مع اعتقاد أن الله هو الخالق الفعال لمايريد سبحانه ا. هـ باختصارٍ وتصرفٍ يسير من الكتاب الماتع الجميل لأخينا الشيخ سليمان الدبيخي (أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين 1/ 111).

أسأل الله أن يلهمكم الصبر على كيد الأعداء وأن لايجعل ذلك مثبطاً لكم عن تبليغ الدين والدعوة إليه.

ولمزيد الفائدة هذا موقع العلامة المحدث سليمان العلوان:

www.3lwan.org

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير