[صبيغ الذي ضربه عمر بن الخطاب بالدرة، هل قصته صحيحة؟]
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 11 - 03, 04:46 ص]ـ
أخرج الدرامي طرفاً منها صحيح يشير إلى أصل القصة. لكن ما هي تفاصيل القصة؟ وما هي الشبهات التي جاء بها صبيغ حتى ضربه عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كل هذا الضرب؟
ـ[الرميح]ــــــــ[12 - 11 - 03, 11:27 ص]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
الشبهات التي أتى بها ذكرها الدارمي في نفس الرواية وهي أنه كان يسأل عن متشابه القرآن ولم يضربه عمر بالدرة وإنما بعراجين النخل
واعتقد والله اعلم أن ضرب عمر له مأخوذ من شدة عمر في الحق وسد الباب حتى لايتسع فتتولد الأعذار
والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 11 - 03, 04:56 م]ـ
قد قرأت ما ذكره الدارمي لكن ليس فيه ذكر هذه الأسئلة
والذي نريد معرفته هو الفرق بين الأسئلة التي تحمل في صيغتها إثارة الشبهات والبدع، وبين التي تكون للاستفسار والفهم كأسئلة مجاهد لابن عباس
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[13 - 11 - 03, 02:47 ص]ـ
القصة قرأتها في تاريخ دمشق لابن عساكر وفيها تفصيل أكثر .. وما أدري عن صحتها .. لعلّي أوردها فيما بعد.
ـ[الطالب النجيب]ــــــــ[13 - 11 - 03, 06:54 ص]ـ
****
تكلم عن هذه المسألة شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الفتاوى، في معرض السؤال عن المتشابه، وأن اتباع المشابه الذي حرمه الله تعالى لا يختص بباب الأسماء والصفات.
****
ثم أورد -رحمه الله تعالى- قصة صبيغ بن عسل مع عمر رضي الله عنه، وأنه سأله عن متشابه القرآن، وذلك في قوله تعالى " والذاريات ذرواً * ... " الآيات، فصبيغ سأل عن هذا من باب ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد، فأدبه عمر رضي الله عنه وعزره ونفاه إلى البصرة كما ذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى، والسؤال عن هذا من جنس السؤال عن الأغلوطات التي يُغالَط بها العلماء والتي ورد النهي عنها، وإن كان الحديث فيه ضعف إلا أن معناه صحيح وواضح إن شاء الله تعالى.
*****
ومما يزيد الأمر وضوحاً ويرفع اللبس فيه أن ما سأل عنه صبيغ ليس عن المعنى فحسب بل أراد كيفية الأمر المسؤول عنه وهذا الذي فهمه عمر رضي الله عنه من سؤال صبيغ،وهذا متعذر لأنه يعد من المتشابه الذي لا يعلم كيفيته إلا الله تعالى فالذاريات و الحاملات و الجاريات و المقسمات فيها اشتباه لأن اللفظ يحتمل الرياح والسحاب والنجوم والملائكة ويحتمل غير ذلك اذ ليس فى اللفظ ذكر الموصوف والتأويل الذى لا يعلمه الا الله هو أعيان الرياح ومقاديرها وصفاتها ومتى تهب وأعيان السحاب وما تحمله من الأمطار ومتى ينزل المطر وكذلك فى الجاريات و المقسمات فهذا لا يعلمه الا الله.
*******
وحتى يتضح الأمر أنقل لك قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى من الفتاوى فقال رحمه الله:" ثم السلف متفقون على تفسيره بما هو مذهب أهل السنة قال بعضهم ارتفع على العرش علا على العرش وقال بعضهم عبارات أخرى، وهذه ثابتة عن السلف قد ذكر البخاري فى صحيحه بعضها فى آخر كتاب الرد على الجهمية، وأما التأويلات المحرفة مثل استوى وغير ذلك فهى من التأويلات المبتدعة لما ظهرت الجهمية، وأيضا قد ثبت أن اتباع المتشابه ليس فى خصوص الصفات بل فى صحيح البخارى أن النبى قال لعائشة يا عائشة اذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذريهم وهذا عام،
وقصة صبيغ بن عسل مع عمر بن الخطاب من أشهر القضايا فانه بلغه أنه يسأل عن متشابه القرآن حتى رآه عمر فسأل عمر عن الذاريات ذروا فقال ما اسمك قال عبدالله صبيغ فقال وأنا عبدالله عمر وضربه الضرب الشديد وكان ابن عباس اذا ألح عليه رجل فى مسألة من هذا الجنس يقول ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ وهذا لأنهم رأوا أن غرض السائل ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد والاستفهام كما قال النبى عليه الصلاة والسلام اذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه وكما قال تعالى فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة فعاقبوهم على هذا القصد الفاسد كالذى يعارض بين آيات القرآن وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فان ذلك يوقع الشك فى قلوبهم ومع ابتغاء الفتنة ابتغاء تأويله الذى لا يعلمه الا الله فكان مقصودهم مذموما ومطلوبهم متعذرا مثل أغلوطات المسائل التى نهى رسول الله عنها ومما يبين الفرق بين المعنى و التأويل أن صبيغا سأل عمر عن الذاريات وليست من الصفات وقد تكلم الصحابة فى تفسيرها مثل على بن أبى طالب مع ابن الكواء لما سأله عنها كره سؤاله لما رآه من قصده لكن على كانت رعيته ملتوية عليه لم يكن مطاعا فيهم طاعة عمر حتى يؤدبه و الذاريات و الحاملات و الجاريات و المقسمات فيها اشتباه لأن اللفظ يحتمل الرياح والسحاب والنجوم والملائكة ويحتمل غير ذلك اذ ليس فى اللفظ ذكر الموصوف والتأويل الذى لا يعلمه الا الله هو أعيان الرياح ومقاديرها وصفاتها ومتى تهب وأعيان السحاب وما تحمله من الأمطار ومتى ينزل المطر وكذلك فى الجاريات و المقسمات فهذا لا يعلمه الا الله ... "
راجع مجموع الفتاوى (13/ 311) و (28/ 109)
وأرجو أن لا أكون قد قصرت في هذا، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب ..
¥