تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوجه الأول/ أن الحديث لاتقوم عليه حجة في العمل لضعفه فقد أخرجه بن السني في عمل اليوم والليلة ص 144 - 145 (دار البيان) من عدة والطبراني في الدعاء (2/ 1266 - 1002) وكذلك بن عساكر من عدة طرق كلهم عن القاسم بن عبدالله بن عمر بن حفص بن عاصم العمري فأخرجه بن السني عنه عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه قلت وهذا سند فيه كذاب وهو القاسم بن عبدالله فقال الإمام أحمد القاسم بن عبدالله العمري كذاب كان يضع الحديث (الجرح والتعديل للرازي (ج7 - ص111) 0

وله شواهد مثلها لرفع هذا الحديث للحسن كمثل الرجل المريض مهما اجتمع عليه من الرجال ليرفعوه لايزال ساقط القوى فمن ذلك مأخرجه الطبراني في الأوسط من طر يق عثمان بن طالوت قال نا أيوب بن نوح المطوعي قال نا أبي قال حدثنا محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا أطفئوا الحريق بالتكبير ففي سنده عثمان بن طالوت مجهول وأيوب بن نوح المطوعي يحتاج الكشف عن حاله فلم أعرفه.

وأخرجه بن عدي في الكامل (4 - 151) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري وهو متروك كما قال مسلم بن الحجاج وقال بن حبان عنه كان ممن ينفرد بالمناكير عن المجاهيل ويأتي عن الثقات بما لم يتابع عليه فاستحق الترك وكان يحيى بن معين يرميه بالكذب 0

وكذلك أخرجه بن عدي في الكامل (5 - 112) من طريق عمرو بن جميع وقال عنه ماذكرت عن من روى ليس بمحفوظة وعامتها مناكير وكان يتهم بوضعها قال يحيى عمرو بن جميع صاحب الأعمش وليث بن أبي سليم كان يحدث بالمسجد وكان كذابا خبيثا.

وأخرجه الدولابي (2/ 137) من طريق أبي النضر يحيى بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه وبين هذا الطريق العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة ووذكر ضف أبو النضر هذا وكذلك ذكر مأخرجه السهمي في تاريخ جرجان (373) من طريق أبي الحريش وفي السند عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر وقد قال عنه الذهبي هالك.

وقال أحمد كان كذابا0وراجع السلسة الضعيفة لمحدث العصر ناصر الدين الألباني (2603) فقد حكم عليه بالضعف رحمه الله0 وقيل له شاهد عند البيهقي ولم أجده0

الوجه الثاني / ماذكره شيخ الإسلام في فتاويه من أن الحديث الضعيف لاتبنى عليه أحكام شرعية قلت: لأن أحسن أحواله الشك والشك ليس بعلم كما قرر ابن عبدالبر0 رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله0

الوجه الثالث/ أن دين الله لايثبت بالتجربه بل بالسند الصحيح أو الحسن إلا على من شابه المعتزلة الذين يجعلون العقل حجة في التشريع وما أكثرهم اليوم حتى تسمع بعضهم يحتج على صحة منهج جماعة التبليغ ومحدثات بعض الدعاة كعمرو خالد بالتجربة وأنهم إهتدى على أيديهم كذا وكذا من الناس غافلين أو متغافلين عن حقيقتين:

الأولى: أن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بين حال مثل هؤلاء بما يغني عن إعادته ويكفي أن يتصدر مثل هؤلاء وهم جهال بدين الله وفاقد الشيء لايعطيه0

الثانية: أن مثل هؤلاء يهدون العصاة إلى طريق البدع وهو أشر من طريق المعاصي0 كما قال الفضيل بن عياض البدعة أحب إلى أبليس من المعصية للأن العاصي يتوب والمبتدع لايتوب قلت ويكفي المبتدع جرما أنه يتقرب إلى الله بما هو حرام في الشريعة وهي البدعة فهي شر الأمور كما أخبر الصادق المصدوق.

الوجه الرابع/ لايحتاج عند التحذير من البدع إلى تنصيص إمام على بدعية العمل من الدين الذي تركه الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم والصحابة المهديين فكفا بهم أئمة هدى يقتدى بتركهم لأن البدع كما ذكر العلامة الألباني تتجدد ولذلك ذكر شيخ الإسلام في شرح العمدة بدعية سكتة الإمام بعد قراءة ولاالضالين ليقرء المأموم لضعف حديث الحسن عن سمرة وعدم المعرفة بغلبة الظن بوجود من كان يسكت من السلف ولم يذكر إمام له في النص على البدعية إلا ترك السلف رضي الله عنهم 0

الوجه الخامس/ أن أصحاب المصنفات التي نقلت لنا مثل هذا الحديث لم تشترط الصحة فلا بد من إجراء قلم البحث عن صحة مثل هذه الأحاديث حتى لايدخل في الإسلام مالم يثبت عن سيد الكرام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام0

الوجه السادس / أن إنتشار العمل المحدث بين الناس لايعني أن له أصل في الشريعة حتى ينظر إلى ثبوت العمل في عصور الإحتجاج فإننا نرى مئات الحجاج والمعتمرين يضطبعون بين الصفا والمروة ويرفعوا أيديهم مكبرين تجاه البيت ثلاثا وهذه بدعتان قد انتشرتا مع أنه ليس لها أصل في شريعة الإسلام وإن قال بمشروعية الإضطباع الشافعي في المسعى قياسا على الطواف ولكن الأمر كما قال الإمام أحمد هي عبادة محضة غير معقولة المعنى فلا يدخلها القياس0

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[14 - 03 - 04, 06:42 ص]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة العبودية:

ولهذا كان شعار الصلوات والأذان والأعياد هو التكبير، وكان مستحباً فى الأمكنة العالية كالصفا والمروة، واذا علا الإنسان شرفاً أو ركب دابة ونحو ذلك، {وبه يطفأ الحريق وإن عظم} وعند الأذان يهرب الشيطان. اهـ.

وقال الشيخ عبدالعزيز الراجحي (حفظه الله) عن التكبير لإطفاء الحريق: وهذا مجرّب. اهـ. (شرح العبودية شريط 3 دقيقة 31).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير