تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3316 - تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس على الله، وتعرض على الأنبياء وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا، فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم

وقد يكون كلام ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها: إذا أعجبك حسن عمل امرئ مسلم فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون واضح الدلالة على عرض الأعمال على الانبياء والاموات.

وقد استحسن العلماء هذا الحديث كما نقلنا عن القرطبي

وقال ابن كثير في تفسيره ج: 1 ص: 500

حيث قال باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته قال ابن المبارك أخبرنا رجل من الأنصار عن المنهال بن عمرو أنه سمع سعيد بن المسيب يقول ليس من يوم إلا يعرض فيه على النبي صلى الله عليه وسلم أمته غدوة وعشية فيعرفهم بأسمائهم وأعمالهم فلذلك يشهد عليهم يقول الله تعالى فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فإنه أثر وفيه إنقطاع فإن فيه رجلا مبهما لم يسم وهو من كلام سعيد بن المسيب لم يرفعه وقد قبله القرطبي فقال بعد إيراده قد تقدم أن الأعمال تعرض على الله كل يوم أثنين وخميس وعلى الأنبياء والآباء والأمهات يوم الجمعة قال ولا تعارض فإنه يحتمل أن يخص نبينا بما يعرض عليه كل يوم ويوم الجمعة مع الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام

وقال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير - ج 3 ص 330:

3316 (تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس على الله وتعرض على الأنبياء) أي الرسل أي يعرض عمل كل أمة على نبيها (وعلى الآباء والأمهات) أي يعرض عمل كل فرع على أصله والكلام في أصل مسلم (يوم الجمعة) أي يوم كل جمعة (فيفرحون) يعني الآباء والأمهات ويمكن رجوعه إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أيضا (بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا) والمراد وجود أرواحهم أي ذواتها أي ويحزنون بسيئاتهم كما يدل عليه قوله (فاتقوا الله) خافوه (ولا تؤذوا موتاكم) الذين يقع العرض عليهم بارتكاب المعاصي وفائدة العر ض عليهم إظهار الله للأموات عذره فيما يعامل به أحياءهم من عاجل العقوبات وأنوا البليات في الدنيا فلو بلغهم ذلك من غير عرض أعمالهم عليهم لكان وجدهم أشد، قال القرطبي: يجوز أن يكون الميت يبلغ من أفعال الأحياء وأقوالهم ما يؤذيه أو يسره بلطيفة يحدثها الله لهم من ملك يبلغ أو علامة أو دليل أو ما شاء الله * (وهو القاهر فوق عباده) * وعلى ما يشاء، وفيه زجر عن سوء القول في الأموات وفعل ما كان يسرهم في حياتهم وزجر عن عقوق الأصول والفروع بعد موتهم بما يسوءهم من فعل أو قول، قال: وإذا كان الفعل صلة وبرا كان ضده قطيعة وعقوقا. (الحكيم) الترمذي (عن والد عبد العزيز).

اما بالنسبة للحديث المرسل فالاحتجاج به هو مذهب مالك، و أبي حنيفة وأصحابهما في طائفته وهو محكي عن أحمد بن حنبل في رواية بن كثير، قال: هو محكي عن الإمام أحمد

فنحن هنا امام مرسل صحيح (بكر بن عبد الله يكاد لا يروي الا عن الثقاة) وطريق اخر اسناده ايضا صحيح كما صرح بهذا جمع من العلماء وعبد المجيد ثقة قال عنه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (9/ 434): (وكان من المرجئة، ومع هذا فوثقه أحمد، ويحيى بن معين) اه‍. (623) ثم ذكر الحافظ الذهبي عن ابن عدي أنه قال: (عامة ما أنكر عليه الارجاء). ثم دافع عنه فذكر أن الارجاء الذي عيب به كان عليه عدد كثير من علماء الامة وأنه ليس من الارجاء المذموم، وإنما هو، قولة خفيفة وهو قولهم: أنا مؤمن حقا عند الله الساعة، مع اعترافهم بأنهم لا يدرون بما يموت عليه المسلم من كفر أو إيمان. هكذا قال الذهبي.

وأخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي. و قال عنه أبو داوود السجستاني ثقة داعية للارجاء، وقال عنه الدار قطنى ثبت فى حديث ابن جريج.

فالحديث حسن يحتج به.

والله تعالى أعلم.

السلام عليكم

ـ[الشافعي]ــــــــ[17 - 10 - 03, 06:48 م]ـ

الأخ الأمين أضف إلى ذلك قول الإمام مسلم في مقدمة كتابه الصحيح:

((والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس

بحجة))

ولا شك أنه أعرف بمذاهب ((القدماء)) ممن تأخر عن عصره وحفظه.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 03, 11:09 م]ـ

الخلاصة حول هذا الحديث

أن الرواية المسندة لاتثبت من ناحية تفرد عبدالعزيز بن ابي رواد بها دون سائر الرواة وهذا الحديث من مناكيره حيث أسنده وبقية الرواة يرسلون

فهذه الرواية خطأ لا تصلح للتقوي

وأما الرواية المرسلة عن بكر المزني فإسنادها صحيح إليه

وهذا المرسل لايقبل لنكارة متنة ومخالفته للأحاديث الأقوى منه التي في الصحيحين من عدم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بما عمل الناس بعده

فتأمل لفظ الحديث (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم)!

فظاهر الحديث يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر لأمته

ولو استغفر لهم بأبي هو وأمي على ما يراه من ذنوبهم لما عذب أحد منهم

وهذا خلاف النصوص المتكاثرة التي فيها تعذيب أصحاب الكبائر من هذه الأمة وغيرهم

فالمتن منكر ومخالف للأحاديث المتصلة القوية

والله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير