تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يظهر من هذا النص أن الخازن (ت: 741) قد اختصر تفسير البغوي (ت:516)، وأنه قد انتخب من غيره من التفاسير، وأنه ليس له فيها سوى النقل والانتخاب. وتراهم قد عدَّوا تفسير البغوي (ت: 516) من كتب التفسير بالمأثور ()، فلِمَ لم يجعلوا المختصر الخازنيَّ من كتب التفسير بالمأثورِ تبعًا لأصله البغويِّ؟!

تصحيح المسار في مصطلح التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي

ليكن قد خرج من ذهنك المقابلة المفتعلة بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي، فإذا كان، فإني سأرشدك إلى نظرٍ آخر يبين لك ما يقع فيه الرأي وما لا يقع فيه بناءً على ما ورد في كتب التفسير من المصادر التي اعتمدوها من تفسير للقرآن بالقرآن، وتفسير له بالسنة أو بتفسيرات النبي ?، أو تفسير بسبب نزول، أو تفسير لصحابي، أو التابعي أو لتابع تابعي، أو لمن جاء بعدهم إلى أن تقوم الساعة، فما حركة التفسير التي نشأت ولا زالت حتى هذا اليوم؟

أولاً: التفسير الذي لا يدخله الرأي:

يشمل التفسير الذي لا يدخله رأي نوعين:

الأول: ما لا يحتمل إلا معنى واحدًا من التفسير، لأنه لو احتمل أكثر من معنى لكان اختيار أحد المعاني دون غيرها يعتمد على الرأي والاجتهاد.

الثاني: جملة من التفسير المنقول الذي ليس للمفسر فيه إلاَّ النقل، كائنًا من كان هذا المفسر، ويشمل هذا القسم:

1 ـ التفسير النبوي الصريح.

2 ـ أسباب النُّزول.

3 ـ الأخبار الغيبية الواردة في الآيات من قصص وأوصاف للأشياء، وأسماء للمبهمات وغيرها.

والمقام هنا مقام وصفٍ لا مقام ترجيح، فلو ورد سبب نزول صريح ضعيف، فإنَّ الحكم من حيث الوصف عليه أنه مما لا يمكن أخذه إلا من طريق الرواية، لكن لا يلزم كونه كذلك أن يكون تفسيرًا للآية، وهكذا غيره من المنقولات؛ لأنه يشترط فيها الصحة.

ثانيًا: التفسير الذي يدخله الرأي:

يشمل هذا القسم كل التفسيرات التي فيها أكثر من احتمال في المراد من الآية؛ لأن الاحتمال عرضة للاختلاف والاجتهاد في معرفة أيها المراد.

وهذا يشترك فيه كل المفسرين من عهد الصحابة إلى يوم الدين، ولهم مصادر معروفة، وهي: التفسير المنقول الذي سبق ذكره، والقرآن، والسنة، واللغة، وهم يجتهدون على حسب ما عندهم من العلم.

والتابعون يزيد عندهم مصدر، وهو تفسير الصحابة، وكذا أتباع التابعين يزيد عندهم مصدر، وهو تفسير التابعين، وكذا من جاء بعدهم يكون تفسير السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم مصدرًا لهم.

وبعد هذا، فإن كل ما يُنقل عن النبي ?، أو عن السلف من تفسير القرآن، فإنه يصحُّ أن يُطلق عليه» تفسير مأثور «()، وهذا يعني كيفية الوصول إليه، فأنت لا تدرك هذه المنقولات عنهم بعقلك، بل لابدَّ من أن تأخذها عن طريق الأثر؛ لذا تذهب إلى من اعتنى بالمنقول عنهم؛ كعبد الرزاق (ت: 211)، والطبري (ت: 310)، وابن أبي حاتم (ت: 327)، وغيرهم، ثمَّ تقرأ ما رَوَوه عن السلف، وتعتبر ما جاء عنهم ـ من حيث الجملة ـ من أهم مصادر التفسير.

والحديث هنا ـ كما قلت لك ـ وصف للتفسير باعتبار مصادره، وليس حديثًا عما يقبل وما لا يقبل من التفسير، فهذا له مجال آخر من الحديث.

ـ[طالبة دراسات عليا]ــــــــ[17 Apr 2003, 12:33 م]ـ

شكرا لكم إخوتي الكرام على الرد المفصل الدي تفضلتم بإفادتي به , والدي أزال الغموض الدي كان في دهني حول هدا الموضوع, فقد توصلت من خلال اطلاعي للعديد من كتب التفسيرأن هدا التقسيم فيه خلل لأن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم قد فسروا القرآن باجتهاداتاهم, واستعمالهم التأويل , فتساءلت أيعتبر تفسيرهم هدا من قبيل التفسير بالمأثور أو التفسير بالرأي , كما اندهشت لصنيع بعض المؤلفين من تصنيفهم كتاب الجامع للطبري بأنه تفسير بالمأثور مع أنه ويكفي تصفحه لندرك أنه ليس تفسيرا بالمأثور بالمصطلح المتداول لأنه استعمل التأويل واجتهاده خاصة في الاتجاه اللغوي , وهدا ما يؤكد أن التقسيم الوارد غير منضبط ويحتاج إلى تصحيح, لكن شككت في الأمرو أن يصل فهمي - مع قلة باعي - إلى استنتاج أن هناك خللا في التقسيم , لكنكم أساتدتي الكرام قد أزلتم مشكورين هدا الاتباس عن دهني , وأوضحتم لي ما كان غامضا, و أكدتم لي ما توصلت إليه, فشكرا لكم وبارك والله فيكم وجازاكم عني وعن طلبة العلم خير الجزاء.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Mar 2005, 04:06 ص]ـ

موضوع جدير بالرفع للقراءة والإفادة، مع الشكر لمن شارك وأفاد

ـ[سلسبيل]ــــــــ[26 Mar 2006, 04:03 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ما هي طريقه اهل التصوف في التفسير؟؟

وما هي أبرز مؤلفاتهم؟؟

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 Mar 2007, 05:02 م]ـ

للرفع وتجديد الإفادة

والعجيب حقا أن هذه القضية (نقد مفهوم المأثور والرأي في التفسير) لم تجد ما تستحقه من النشر والتنويه خصوصا ممن يتصدى لتدريس علوم القرآن

مع أنها من أولى ما ينبغي أن يشغل الطلاب وقبلهم المعلمين!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير