تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Mar 2007, 08:51 م]ـ

التفسير الصوفي الإشاري:

أما الاتجاه الإشاري أو الفيضي، فللقوم فيه جولات وشطحات، وهو تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك، ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة.

والفرق بينه وبين التفسير الصوفي النظري؛ أن النظري ينبني على مقدمات علمية تنقدح في ذهن الصوفي أولاً ثم ينزل القرآن عليها بعد ذلك، أما الإشاري فلا يرتكز على مقدمات علمية، بل يرتكز على رياضة روحية يأخذ بها الصوفي نفسه حتى تنكشف له فيها من سجف العبارات هذه الإشارات القدسية. كما أن التفسير الصوفي النظري يرى صاحبه أنه كل ما تحتمله الآية من معان وليس وراءها معنى آخر، أما الإشاري فيرى أن هناك معنى آخر تحتمله الآية ويراد منها أولاً وقبل كل شيء وهو المعنى الظاهر.

ويقول الدكتور محمد حسين الصغير في:

المنهج الصوفي أو الباطني للتفسير:ولايراد به تفسير تلك الطبقة التي بلغت من النقاء والصفاء ما امتزجت به، بالحب الالهي المطلق أو الجمال الروحي المحض، وإنما المراد به تلك الآراء الغريبة التي تفسر القرآن تفسيراً باطنياً بعيداً عن ظواهر الكتاب، ودلالة السنة، وسيرة المتشرعة، ففسروا القرآن بأهوائهم حتى حملوا الشريعة - والقرآن مصدرها الأول - على أفكار اتسمت بالحلول تارة. وقالت بالتجسيد تارة أخرى معتمدين على فيوضات والهامات تخيلوها عين الصواب، وهي مجانبة للرشد ومنحرفة عن الصراط المستقيم.

ويعدل في أغلب هذا المنهج عن الظواهر العربية وينتقل به من الماديات الى المعنويات ويفسر الحسي بالعقلي، والملموس بالذهني.

وإمام هذا الفن هو الشيخ الاكبر محي الدين بن عربي (ت: 638 هجري) في تفسيره للقرآن، وبه يذهب الى التفسير تفسيراً عرفانياً تارة، وباطنياً صوفياً تارة أخرى، ويومي إلى الاشارات أحياناً، مما خالفه به كثير من الباحثين، ونحن لانحمل أقواله إلا على المحمل الحسن. ففي قوله تعالى: (ولاتأكُلُوا أمْوالَكُمْ بَيْنَكُم بِالباطِلِ وَتُدْلُوا بِها الى الْحُكّامِ) يقولون: لا تأكلوا معارفكم ومعلوماتكم بباطل شهوات النفس ولذاتها، بتحصيل مآربها، واكتساب مقاصدها الحسية والخيالية باستعمالها وترسلوا الى حكام النفوس الامارة بالسوء.

وللعلم فإن تفسير القرآن الكريم أي بيان معانيه هو تفسير إسلامي بغير صفة أخرى، معتمدا على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى معرفة اللغة العربية ومدلولاتها، وعلى أقوال الصحابة الموثوقين المعروفين بالتفسير والتأويل.

وأما ما استجد من صفات تُطلق على التفسير، كالتفسير الصوفي والتفسير الفلسفي وتفسير المتكلمين، فهذه أمور لا تُعتمد في تفسير القرآن الكريم، والإنسان الذي يرى في نفسه توجها لتفسير الآيات تفسيرا معينا يتعلق بالقلب وبالإحساس يبقي هذا لنفسه، ولا يترتب على هذا أية أحكام.

وأهم كتب التفسير الإشاري:

(تفسير القرآن العظيم) لأبي محمد سهل بن عبد الله التستري المتوفى سنة 273 هـ، وقد طعن بعض العلماء في هذا التفسير، فقد صنفه السيوطي ضمن مَن صنف في التفسير من المبتدعة، وقال:

"إنما أوردته في هذا القسم لأن تفسيره غير محمود" (انظر طبقات المفسرين ص 31)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

"وما ينقل في حقائق السلمي عن جعفر الصادق عامته كذب على جعفر كما

قد كذب عليه في غير ذلك" (منهاج السنة، ج 4، ص 155).

وتفسير (حقائق التفسير) لأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، المتوفى سن 412هـ،

وتفسير (عرائس البيان في حقائق القرآن)؛

لأبي محمد روزبهان بن أبي النصر الشيرازي الصوفي، المتوفى سنة 666هـ.

ولعل لطائف الإشارات لأبي القاسم عبد الكريم القشيري (ت. 465/ 1072) والذي يمكن اعتباره أول تفسير صوفي كامل وصلنا. طُبع هذا التفسير الإشاري في مصر سنة 1969 بتحقيق الدكتور إبراهيم بسيوني وطبع بعد ذلك عدة مرات. التفسير يتكون من ثلاثة مجلدات (أكثر من 2000 صفحة).

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[09 Mar 2007, 12:15 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.

الطالبة الفاضلة، الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أما بعد فقد سبق لي أن تطرقت لهذا الموضوع في هذا الموقع المبارك و غيره من المواقع المناظرة، وقد حاولت من خلال بحثي في المسألة أن أبين منهج أهل السنة و الجماعة في تصنيف مناهج التفسير، و قد و جدتهم لا يخرجون عن الأمرين التاليين:

1 - التفسير المأثور و هو الذي له أصل في الشرع.

2 - التفسير على المذهب و هو الذي لا أصل له في الشرع.

و ابتعدوا بذلك عن تقسيم التفاسير بناء على الأدوات المعرفية الموظفة فيه: العقل أو النقل، لما لذلك من خطورة على الشخصية المسلمة، حيث يعمل ذلك على تقسيمها إلى قسمين، إما أن تكون مع العقل أو مع النقل، في حين موقف الإسلام من القضية هو أن النقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح، و من ثم لا مجافاة بينهما.

ولمزيد بيان أحيلكم على الروابط التالية:

1 - تصنيف أهل السنة لمناهج التفسير: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6248

2- التفسير و التأويل لغة: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6152

3- التفسير و التأويل اصطلاحا: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6153

4- الفرق بين التفسير و التأويل عند أهل السنة و الجماعة: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6159

5- مرتكزات التفريق بين التفسير و التأويل عند أهل السنة و الجماعة: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6160

6- التأويل المقبول و التأويل المردود: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6162

7- حكم التأويل: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6163

و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير