تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الاقتصار على هذا والتحرج والتحرز من مخاطبته بقارص الكلام، ووصفه بالأوصاف التي يستحقها، وإنذاره وتخويفه، وبيان سوء عاقبته، وعيب آلهته، وتسفيه عقله، كما ورد في الآيات التي قرأها r على عتبة. وكما في قوله تعالى:] قل يا أيها الكافرون [[الكافرون]] تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ما له وما كسب، سيصلى نارا ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد [وقوله:] مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار [[الجمعة/5] وقوله:] وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير [[الملك] وقوله:] فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ 8 وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ 9 وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ 10 هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ 11 مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ 12 عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ 13 أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ 14 إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ [[القلم] وقوله:] وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا، إن لدينا أنكالا وجحيما، وطعاما ذا غصة وعذابا أليما [[المزمل] وقوله:] سأصليه سقر، وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تذر [[المدثر] وقوله:] فما لهم عن التذ1كرة معرضين، كأنهم حمر مستنفرة، فرت من قسورة [[المدثر] وقوله:] لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم [[المائدة/17] وقوله:] لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة [[المائدة/73] وقوله:] يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون [[آل عمران] وقوله:] وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون [[البقرة] وقوله:] ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم [[البقرة] وقوله:] سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم [[البقرة] وقوله:] إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [[البقرة] وقوله:) إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ([الأنبياء] وغير هذه الآيات المصرحة بكفرهم وسوء عاقبتهم على اختلاف مللهم في الخطاب والغيبة. وروى ابن حبان في صحيحه عن عروة قال: "قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: ما أكثر ما رأيت قريشاً أصابت من رسول الله r فيما كانت تظهر من عداوته؟ قال: قد حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم في الحجر فذكروا رسول الله r فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفّه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم أو كما قالوا فبينا هم في ذلك إذ طلع رسول الله r فأقبل يمشي حتى استلم الركن فمر بهم طائفاً بالبيت فلما أن مر بهم غمزوه ببعض القول، قال وعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى r، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى r، فمر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها ثم قال: أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح، قال فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا لكأنما على رأسه طائر واقع، حتى إن أشدهم فيه وطأة قبل ذلك يترفؤه بأحسن ما يجيب من القول، حتى إنه ليقول: انصرف يا أبا القاسم انصرف راشداً فوالله ما كنت جهولاً فانصرف رسول الله r حتى إذا كان من الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا باداكم بما تكرهون تركتموه، وبينا هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله r فوثبوا إليه وثبة رجل واحد وأحاطوا به يقولون له: أنت الذي تقول كذا وكذا لِما كان يبلغهم منه من عيب آلهتهم ودينهم قال: نعم أنا الذي أقول ذلك، قال فلقد رأيت رجلاً منهم أخذ بمجمع ردائه، وقام أبوبكر الصديق رضي الله عنه دونه يقول وهو يبكي أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشاً بلغت منه قط" فكيف يقال للمسلمين بعد هذا اقتصروا في حديثكم مع الكفار وعنهم بعبارة «غير المسلمين». وأما استدلالهم بقوله تعالى:] فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ([الكهف/29] على أن الله سبحانه خيرهم بين الإيمان والكفر وهذا من لين الخطاب، فإن هذا استدلال فاسد ساقط، فالله سبحانه لا يمكن أن يخير بين الإيمان والكفر، إذ الكفر ليس بخيار، ولو كان كذلك لما عذبه الله عليه، وتتمة الآية] إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا بماء يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا (هذا وقد اتفق المفسرون على أن هذا الكلام وإن كان خارجاً مخرج التخيير فهو على وجه التهديد والوعيد وليس هو بترخيص بين الإيمان والكفر. وأما الاستدلال بقوله تعالى:] يا أيها الناس [فغير صحيح إذ إن الله سبحانه يكلف المؤمن والكافر فلا بد من لفظ يعم النوعين فكان هذا اللفظ العام محققاً الغرض، وكذلك الحال في إخبار النوعين، فهو ليس من اللين في القول.

ولو استدلوا على جواز تسمية الكفار «بغير المسلمين» أخذاً من قوله تعالى:] ومن يبتغ غير الإسلام دينا ([آل عمران/85] وقوله:] أفغير دين الله [لكان استدلالاً صحيحاً، لكن المسألة ليست جواز إطلاق هذه العبارة على الكفار، بل المسألة أن نعتبرها دليلاً على جواز الإقلاع عن لفظ الكفار، والمداومة على استعمال عبارة «غير المسلمين»، هذا ما هو مطلوب من المسلمين اليوم في حوارهم مع الكفار وفي أحاديثهم فيما بينهم وفي مناهجهم الدراسية وفي إعلامهم، ومن تتبع القنوات الفضائية والإذاعات فإنه لا يكاد يسمع كلمة «الكفار» إلا أن تكون فلتة على لسان أحدهم ربما يوبخ عليها أو لا يسمح له بالظهور ثانية في وسائل الإعلام. وهذه جزئية من الإسلام الذي يريده لنا الكفار والمنافقون. يريدوننا مدجنين خانعين حريصين على مشاعرهم، بعد أن نكتفي بالجهاد على الإنترنت) انتهى.

منقول من

هنا [مقال في مجلة الوعي] ( http://www.al-waie.org/home/issue/198/htm/198w08.htm)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير