تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الله r عمر منها حلة، فقال أكسوتنيها وقلت في حلة عطارد ما قلت؟ فقال: إني لم أكسكها لتلبسها، فكساها عمر أخاً له بمكة مشركاً. وأخرج سعيد بن منصور وابن قدامة في المغني عن سعيد عن سفيان عن أيوب عن عكرمة أن صفية بنت حيي باعت حجرتها من معاوية بمئة ألف وكان لها أخ يهودي فعرضت عليه أن يسلم فيرث فأبى فأوصت له بثلث المئة. فالمقصود بقوله تعالى:] تبروهم [تصلوهم وليس من الصلة أن نمتنع عن إطلاق لفظ الكفار عليهم والاقتصار على عبارة «غير المسلمين». وكذلك قوله تعالى:] وتقسطوا إليهم [لا تفيد أن من الإقساط إليهم عدم نعتهم بالكفار ونعتهم «بغير المسلمين»، ذلك أن] وتقسطوا إليهم [لا تخرج عن أحد معان ثلاث: الأول: تعدلوا فيهم. الثاني: تعطوهم قسطاً من أموالكم. والثالث الإنفاق على من وجبت نفقته. فليس من معانيها تسميتهم «غير المسلمين» والامتناع عن تسميتهم كفاراً، بل ليس منها اللين في القول، مع أنه ثابت بدليل آخر. فلا حجة لهم في هذه الآية. ثم إن حكم الآية محصور في نوع من الكفار هم الذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا وهذا لا ينطبق لا على إسرائيل ولا أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا ولا إسبانيا ولا صربيا ولا اليونان ولا أرمينية ولا روسيا ولا الصين ولا استراليا ولا الفلبين ولا الهند ولا كندا ولا بولنده ولا أوغنده ولا الحبشه، فإن اشترطنا أن يكون بيننا وبينهم عهد بدليل ما ورد في حديث أسماء المتفق عليه حيث تقول "قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله r..." أي زمن عهد الحديبية، واعتبرنا وجود العهد قيداً للبر والإقساط فلا يوجد قوم على وجه الأرض بيننا وبينهم عهد أبرمه خليفة المسلمين أو من ينوب عنه، وإن لم نجعل العهد قيداً عملاً بعموم الآية فلا يتصور إلا الأسكيمو أو الزولو أو سكان حوض الأمازون وأمثالهم ممن ينطبق عليهم حكم هذه الآية.

وأما استدلالهم بقوله تعالى:] قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون [[سبأ] فإن فيه شبهة دليل لهم على جواز الإنصاف في الخطاب والتلطف واللين في وصفهم بالضلال لأنه لم يصرح بذلك وإنما أبْهَمَ إذ «أو» في الآية الأولى للإبهام ولا يمكن أن تكون للشك. ولا حاجة للخوض فيما قاله المفسرون، وكذلك القول في] تعملون [ولم يقل تجرمون فإنه يدخل في باب اللين في الخطاب، وهذا مما لا ينكر وليس تضليلاً، فقد قال سبحانه لموسى وهارون عليهما السلام) فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ([طه]، وفي حديث أبي سفيان المتفق عليه ذكر كتاب رسول الله r إلى هرقل وفيه: "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين. ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" فرسول الله r خاطبه بقوله «عظيم الروم». ولا حجة في حديث محمد بن كعب القرظي الذي ورد فيه أن رسول الله r كَنّى عتبة بن ربيعة فقال له: «يا أبا الوليد»، هذا الحديث رواه البيهقي في الاعتقاد وذكره ابن هشام في السيرة وفيه مجهول هو الذي حدث عنه محمد بن كعب ولفظه: عن محمد بن كعب القرظي قال: حُدثت أن عتبة بن ربيعة بالبناء للمجهول، وحديث جابر الذي أخرجه أبويعلى أصلح إسناداً من حديث محمد بن كعب فرجاله ثقات غير الأجلح فإنه مختلف فيه، وليس فيه أن رسول الله r كنى عتبة بل قال: أفرغت؟ وفيه أن رسول الله r قرأ عليه أوائل سورة فصلت وفيها قوله تعالى:] قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إيه واستغفروه وويل للمشركين، الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون [وقوله:] قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين [وقوله:] فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود [بل إن حديث جابر هذا أخرجه الحاكم في المستدرك وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وفيه أنه r قال لعتبة أفرغت؟ ولم يكنه. فلا يُنكر إنصاف الخصم ولا لين الكلام في خطابه، إنما ينكر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير