تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 Apr 2003, 08:16 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، وبعد فهذه بعض الخواطر التي طرأت على ذهني حول الخلاف السابق في كون الأحرف السبعة هل هي اللغات السبع أو الأوجه السبع التي ذكرها الزرقاني، أردت ان أدونها ليقيمها الشيخ الشهري ـ حفظه الله ـ فأقول:

كان الخلاف الذي وقع في طرق القراءة في عهد عثمان أشد في الأمصار منه في الحجاز و المدينة ……… .. لماذا؟

لأن الأمصار لم تكن تعرف الأوجه السبعة التي نزل عليها القران، أما الحجاز و المدينة فقد كانوا قريبين عهد بتبيين النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لهم ذلك ………. و لعل ذلك فيه إشارة الى أن الأحرف السبعة تعني الأوجه السبعة، لأنه لو كانت اللغات السبع ما كانوا سيختلفون هذا الاختلاف، لأنه سيتبين لهم حينئذ أن الاختلاف اختلاف لغة، فكل منهم يعرف أن لغته غير اللغة التي يتكلم بها غيره، فكانوا سيتصرفون على أحد وجهين أحدهما أظهر من الأخر:

الأول / إما أن يذهبوا الى أن القران نزل بهذه الحروف جميعا، أي هذه اللغات جميعا، وهذا الاحتمال هو الأقرب لأن عقولهم سترفض أن يكون الله تعالى قد اختص لهجتهم خاصة من سائر اللهجات، وحينئذ فلن يكون هناك خلاف حاصل.

الثاني / أو يذهبوا الى أن القران نزل بلغتهم وحدهم ـ و مع بعد هذا الاحتمال ـ فإن العقول السليمة سيكون تصرفها المنتظر و المتوقع أن ترد القران الى الصحابة ليقرّوا أحد هذه اللغات و يكونوا قد كفوا شر الخلاف و القتال، و لكن ذلك لم يحدث.

بل الخلاف الذي وقع بينهم يدل على اعتقاد كل فريق منهم بأن الفريق الاخر قد حرّف في القران، و لا يتأتّى هذا الاعتقاد بمجرد أن يرى كل فريق منهم من الاخر مجرد اختلاف في اللهجة، بل سيكون أحد الوجهين المذكورين انفا.

و مما أراه يشير أيضا الى كون الأحرف السبعة ليست هي اللغات السبع، أن الخلاف الذي وقع بين الصحابة في عهده ـ صلى الله عليه و سلم ـ وورد إلينا لم يكن خلافا في لهجة، و إنما كان خلافا في زيادة أو نقصان، فلم يكن من اللائق أن تكون إجابة النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ (نزل القران على سبع لغات) لأن الإشكال ما زال قائما لأنهم لم يختلفوا في لغة و إنما اختلفوا في زيادة و نقص، ثم لو كان ذلك الخلاف في لغة، لكان فيه الوجهين المذكورين في بداية الكلام و ما كان هناك الانكار الشديد من بعض على بعض، هذا إن قالوا بأن لغة قريش إنما هي لغة من اللغات مستقلة بنفسها، أما إن قالوا بأنها تجمع كل اللغات ـ كما يقول الزرقاني ـ فلن يكون هناك أي إنكار من بعضهم على بعض لأن كلا منهم قد قرأ بلغة قريش.

ثم كيف نقول بأنهم اختلفوا وحدثت فتن بسبب اختلاف اللغات أو اللهجات من إمالة و إظهار و إدغام الى غير ذلك، ثم لا نسمع و لا يبلغنا أن حدث بينهم أي خلاف أو فتن عند اختلافهم في الابدال أو التقديم و التأخير ووجوه الاعراب و الاسماء من تذكير و تأنيث و تثنية و و حمع و إ فراد، مع أن المخالفة في ذلك أظهر، و هذا النوع من الخلاف في القراءة واقع لا محالة؟!!!

هذه مجرد خواطر أدت تسجيلها، و أرجو من مشايخنا و من الاخوة الارفاق بي في التوضيح، لأن هذه أول دراسة لي في هذه العلوم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير