تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- 512 رقم [435] وقال محققه: إسناده ضعيف. وأخرجه أيضاً البغوي في تفسيره 6/ 398، وذكره ابن كثير في تفسيره 3/ 516 وعزاه لابن أبي حاتم ثُمَّ قال: (وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ليس هذا الحديث بالتام عن الوليد بن مسلم - رحمه الله -).

والحديث ضعفه الألباني في ظلال الجَنَّة 1/ 227.

والحديث ثابت بلفظ قريب من هذا، وهو: (إذا تكلم الله تعالى بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجرس السلسلة على الصفا، فيصعقون، فلايزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، حتى إذا جاءهم جبريل فزّع عن قلوبهم، قال: فيقولون: يا جبريل! ماذا قال ربك؟ فيقول: الحق، فيقولون: الحق الحق). فقد ذكره الألباني بهذا اللفظ في الصحيحة برقم [1293] ثُمَّ قال: (أخرجه أبو داود 2/ 536 - 537 الحلبي) وابن خزيمة في التوحيد ص 95 - 96، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 200 عن أبي معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبدالله قال: قال رسول الله r فذكره. قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ... ) السلسلة الصحيحة 3/ 282 - 283. وانظر أيضاً في تخريجه: كتاب شرح لمعة الاعتقاد للشيخ محمد بن عثيمين، بتحقيق أشرف بن عبدالمقصود ص 76، 77 - حاشية).]

وأمَّا وحي الله إلى رسله من البشر فهو على نوعين:

النوع الأول: الوحي بغير واسطة وهو قسمان:

أولهما: الرؤيا الصالحة في النوم.

ثانيهما: الكلام الإلهي من وراء حجاب بدون واسطة في اليقظة لا في المنام.

النوع الثاني: الوحي إلى الرسل بواسطة الملك، وهو الذي نزل به القرآن، وله كيفيات متنوعة، وآثار كثيرة سيأتي بيانها - إن شاء الله -). [ما بين القوسين مأخوذ باختصار شديد وبتصرف يسير من كتابي: مباحث في علوم القرآن للقطان ص 34 - 39، وبحوث منهجية في علوم القرآن الكريم لموسى إبراهيم الإبراهيم ص 17 - 19.]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2003, 10:15 ص]ـ

صور وكيفيات نزول الوحي

أشار ابن عبدالبر - رحمه الله - إلى أن لنزول الوحي صوراً وضروباً كثيرة، وقد ذكر منها الصور التالية:

1 - أن يأتي الوحي في مثل صلصلة الجرس - أي في مثل صوت الجرس -، وقد كان الوحي يأتي النبي r بهذه الصورة فيفصم عنه وقد وعى ما قال.

وهذه الصورة أشد الصور على النبي صلى الله عليهوسلم، وفيها يأتيه جبريل على صورته الملكية ولكنه لايراه، ويعرف مجيئه بهذا الصوت الذي يشبه صوت الجرس، أو يكون له دوي كدوي النحل كما في بعض الأحاديث.

وقد دلّ على هذه الصورة حديث عائشة الذي سأل الحارث ابن هشام فيه النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ قال: {أحياناً يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليّ، فيفصم عني وقد وعيت ما قال ... } الحديث.

وعن عبدالرحمن بن عبدٍ القاريِّ (1) قال: سمعتُ عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي نسمع عند وجهه كدويّ النحل (2)، فمكثنا ساعة، فاستقبل ورفع يديه، فقال: {اللهم زدنا ولاتنقصنا، وأكرمنا ولاتهنّا، وأعطنا ولاتحرمنا، وآثرنا ولاتؤثر علينا، وارضنا وارض عنا، ثُمَّ قال: {أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة} ثُمَّ قرأ: {قَدْ أَفْلَحَ ا؟ لْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] حتى ختم عشر آيات (3).

ولاتعارض بين كون الوحي يأتيه على مثل صلصلة الجرس، وكونه يُسمع له صوت كدوي النحل؛ لأن سماع الدوي بالنسبة للحاضرين - كما في حديث عمر - حيث قال: يُسمع عند وجهه كدوي النحل، والصلصلة بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فشبهه عمر بدوي النحل بالنسبة إلى السامعين، وشبهه هو صلى الله عليه وسلم بصلصلة الجرس بالنسبة إلى مقامه، أفاد ذلك ابن حجر (4).

2 - أن يتمثل الملك رجلاً، فيكلم النبي صلى الله عليه وسلم فيعي ما يقول: وهذه الصورة أهون الصور على النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء، ذلك في رواية عند أبي عوانة في صحيحه، حيث زاد في آخر حديث عائشة السابق {وهو أهونه عليّ} (5).

وقد أشار ابن عبدالبر إلى هذه الصورة بقوله: (وأحياناً يأتيه جبريل في هيئة إنسان فيكلمه مشافهة كما يكلم المرء أخاه، وذلك بيّن في حديث عمر بن الخطاب وعبدالله بن عمر في الإيمان والإسلام، وحديثه حين جاءه جبريل في صفة دحية الكلبي) (6) ا هـ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير