تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Jun 2003, 02:37 ص]ـ

أشكر الأخ الكريم مرهف على مشاركاته الجميلة .. والشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري على تعقيباته العلمية المفيدة ..

وأود أن أضيف في هذا الموضوع المهم ما يلي:

أولاً:

ينبغي الوقوف عند حقيقة هذا العلم المسمى بالتفسير العلمي من جهتين:

أ ـ الجهة الأولى: من جهة محتواه وهو الأهم:

وتعريف التفسير العلمي كما ذكره الدكتور أحمد أبو حجر في رسالته التفسير العلمي هو: (التفسير الذي يحاول فيه المفسر فهم عبارات القرآن في ضوء ما أثبته العلم والكشف عن سر من أسرار إعجازه من حيث إنه تضمن هذه المعلومات العلمية الدقيقة التي لم يكن يعرفها البشر وقت نزول القرآن فدل على أنه ليس من كلام البشر ولكنه من عند الله خالق القوى والقدر) هذا ما ذكره الدكتور في رسالته بعد عرضه لبعض التعاريف.

ويمكننا الوقوف مع هذا التعريف وقفات تأمل:

= هل يعني ذلك أن مهمة المفسر هي البحث عن أدلة ما ثبت صحته علمياً. فإن كان كذلك فهذا منهج ليس بسليم إذ العلماء قد ذكروا أن القرآن لم يدل على كل شيء صراحة وأما استنباطاً فهو يدل على ما لمثله جاءت الشرائع في الغالب ولا أظن أنه يقول قائل بدلالة القرآن على كل شيء عموماً حتى المكتشفات العلمية العصرية إلا ما نسب لبعض المتصوفة.

= ما مدى الثقة بما ثبت علمياً عند علماء العصر في العلوم الكونية، فما ثبت عنهم هو تغير كثير من النظريات السابقة وتبدلها، فهل يثق المفسر بما ثبت اليوم وأنه لا يمكن تغيره فيما يستقبل.

= فرق بين ثبوت دلالة القرآن على التفكر في السماوات والأرض وحثه على تعلم العلوم والتأمل في ملكوت السماوات والأرض وبين أن نقول أن القرآن قد فصل نظريات هذا الكون الفسيح، والمسلم عندما يتأمل الكون يزداد إيماناً بربه العظيم وقد قال الشاعر:

تأمل سطور الكائنات فإنها ..... من الملك الأعلى إليك رسائلُ

وقد خُطَّ فيها لو تأملت خطها .... ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ

وأما عندما يقال له إن القرآن قد دل على أن الأرض كروية ثم يقال بعدم ثبوت هذه النظرية فإن ذلك ولا شك ذو أثر سيء على المسلم.

= من الذي يتولى هذا التفسير.

= من يستطيع التمييز بين صحيحه وسقيمه.

وبعد فلا أقول أن هذا التفسير غير صحيح لكنني أقول بأنه بحاجة إلى نظر وبحث وتأصيل.

ب ـ الجهة الثانية: من حيث التسمية:

فهل يُعد هذا النوع من الربط بين الآيات والعلوم الكونية تفسير أم استنباط، فإن كان تفسيراً فهل يمكن القول بأن تفسير الآية كان مجهولاً إلى عصر المفسر العلمي إن صحت التسمية.

وإن كان استنباطاً فهل يصح استنباط قوانين الكون من نصوص القرآن غير ذات الدلالة الصريحة في ذلك، إذ إن عدداً من القوانين قد صرح بها القرآن كجريان الشمس والقمر وأن كلاً في فلك يسبحون.

لأن من شروط معرفة صحة الاستنباط معرفة صحة الاستنباط في ذاته وهذا الأمر متعذر في الاستنباطات الكونية فهو لا يمكن إثبات صحته من عدمه إلا ظناً، وإذا ثبت ذلك فهل يفسر القرآن بمظنون.

ثانياً:

بالنسبة لرسالة الدكتور أحمد عمر أبو حجر فأحب أن أقدم وصفاً سريعاً لها وإن كان فضيلة الشيخ عبد الرحمن قد ألمح إلى شيء من ذلك:

الرسالة عنوانها (التفسير العلمي للقرآن في الميزان)

طبعت الطبعة الأولى سنة 1411هـ في دار قتيبة.

وهي رسالة دكتوراه ذكر المؤلف فيها المباحث التالية:

- معنى التفسير والتأويل 15 - 18.

- نشأة التفسير 21 - 46

- التفسير بالرأي 50 - 59

- مفهوم التفسير العلمي 63 - 66

- نشأة التفسير العلمي وموقف العلماء منه 71 - 130

- أشهر من تناوله من المفسرين القدامى والمحدثين 146 - 263

- أشهر المعارضين 275 - 334

- التفسير العلمي في حاضره وماضيه 341 - 355

- القضايا التي يركز حولها التفسير العلمي 361 - 427

- التفسير العلمي بين المنهج والتطبيق 433 - 501

- خاتمة.

والكتاب جميل وفيه فوائد علمية كثيرة كما أن فيه بعض الملحوظات التي لا يخلو منها كتاب بشري ولعله في مشاركة قادمة أذكر بعض هذه الملحوظات من وجهة نظر قد تكون غير صحيحة.

والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير