تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 May 2003, 11:38 ص]ـ

جزاكم الله خيراً أيها الشيخ الكريم على هذا اللباب. وملتقى أهل التفسير ينتظر منكم الكثير وفقكم الله، ونفع بكم.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2004, 09:58 م]ـ

وهذا نقل قيم للعلامة الشنقيطي صاحب أضواء البيان ذكره عند تفسيره لقول الله تعالى: (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) (الكهف:26)

قال رحمه الله:

(قوله تعالى: {وَلاَ يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا}. قرأ هذا الحرف عامة السبعة ما عدا ابن عامر «ولا يشرك» بالياء المثناة التحتية، وضم الكاف على الخبر، ولا نافية ـ والمعنى: ولا يشرك الله جل وعلا أحداً في حكمه، بل الحكم له وحده جل وعلا لا حكم لغيره ألبتة، فالحلال ما أحله تعالى، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه. والقضاء ما قضاه. وقرأه ابن عامر من السبعة. «ولا تشرك» بضم التاء المثناة الفوقية وسكون الكاف بصيغة النهي، أي لا تشرك يا نبي الله. أو لا تشرك أيها المخاطب أحداً في حكم الله جل وعلا، بل أخلص الحكم لله من شوائب شرك غيره في الحكم. وحكمه جل وعلا المذكور في قوله: {وَلاَ يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا} شامل لكل ما يقضيه جل وعلا. ويدخل في ذلك التشريع دخولاً أولياً.

وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون الحكم لله وحده لا شريك له فيه على كلتا القراءتين جاء مبيناً في آيات أخر. كقوله تعالى: {إِنِ ?لْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُو?اْ إِلاَّ إِيَّاهُ} وقوله تعالى: {وَقَالَ ي?بَنِىَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَ?دْخُلُواْ}، وقوله تعالى: {وَمَا ?خْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى ?للَّهِ}، وقوله تعالى: {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِىَ ?للَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَ?لْحُكْمُ للَّهِ ?لْعَلِىِّ ?لْكَبِيرِ}، وقوله تعالى: {كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ?لْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، وقوله تعالى: {لَهُ ?لْحَمْدُ فِى ?لاٍّولَى? وَ?لاٌّخِرَةِ وَلَهُ ?لْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، وقوله: {أَفَحُكْمَ ?لْجَـ?هِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ?للَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}. وقوله تعالى: {أَفَغَيْرَ ?للَّهِ أَبْتَغِى حَكَماً وَهُوَ ?لَّذِى? أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ?لْكِتَـ?بَ مُفَصَّلاً}، إلى غير ذلك من الآيات.

ويفهم من هذه الآيات كقوله {وَلاَ يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا} أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله. وهذا المفهوم جاء مبيناً في آيات أخر. كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان في إباحة الميتة بدعوى أنها ذبيحة الله: {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ ?سْمُ ?للَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّه

لَفِسْقٌ وَإِنَّ ?لشَّيَـ?طِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَـ?دِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} فصرح بأنهم مشركون بطاعتهم. وهذا الإشراك في الطاعة، واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى ـ هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ ي?بَنِى? ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ?لشَّيطَـ?نَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌوَأَنِ ?عْبُدُونِى هَـ?ذَا صِرَ?طٌ مُّسْتَقِيمٌ}، وقوله تعالى عن نبيه إبراهيم: {ي?أَبَتِ لاَ تَعْبُدِ ?لشَّيْطَـ?نَ إِنَّ ?لشَّيْطَـ?نَ كَانَ لِلرَّحْمَـ?نِ عَصِيّاً}، وقوله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَـ?ثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَـ?ناً مَّرِيداً} أي ما يعبدون إلا شيطاناً، أي وذلك باتباع تشريعه. ولذا سمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى: {وَكَذ?لِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ?لْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَـ?دِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ}. وقد بين النَّبي صلى الله عليه وسلم هذا لعدي بن حاتم رضي الله عنه لما سأله عن قوله تعالى: {?تَّخَذُو?اْ أَحْبَـ?رَهُمْ وَرُهْبَـ?نَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ?للَّهِ} ـ فبين له أنهم أحلوا لهم ما حرم الله، وحرموا عليهم ما أحل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير