ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 May 2003, 07:45 م]ـ
أخي الحبيب أبا بيان وفقه الله ورعاه
أشكرك على هذه الوقفات المتميزة، التي أتت على مسائل في غاية الأهمية. وأود أن أشير إلى أمور:
الأول: سبقت مشاركة حول الإسرائليات ورواية عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لها للأخ الكريم أحمد القصير، وسبقه إلى ذلك الأخ أحمد البريدي في نفس الأمر تجدها على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=115) .
وأرجو منكم التكرم بمناقشتها على ضوء ما تذكره من نقاط حول الإسرائليات وفقك الله. وقد هممت بكتابة ما أراه حول تلك المسألة وملخص الرأي عندي في نقطتين:
1 - أن العبرة في النقل عن الصحابة صحة السند، فإذا صح السند عن ابن عباس فحسبك بذاك. فإن كان الأمر لا مدخل للرأي فيه، فله حكم الرفع كما يقول العلماء، واشتراط بأن يكون الراوي من غير المكثرين من الأخذ عن بني إسرائيل شرط غريب. فهل الثقة بالصحابي والعدالة تنخرم هنا؟ بحيث نقول ربما تكون هذه الرواية عن بني إسرائيل وليست عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أليس هذا قدحاً في الصحابي الراوي؟
وقد أشار أخي الشيخ خالد الباتلي إلى هذا الأمر وذكر أن أول من اشترط هذا الشرط كما يرى هو الحافظ العراقي. وتابعه ابن حجر، وخالفهما في ذلك السخاوي رحمهم الله جميعاً، وكلامه مبسوط في محله. فما رأيك في هذه النقطة؟
2 - هل ثبت عن عبدالله بن عباس أنه من المكثرين من رواية الإسرائليات؟ فهو لم يرو في تفسير الطبري سوى ستة عشر رواية حسب إحصاء الدكتور آمال محمد عبدالرحمن في كتابها عن الإسرائليات عند الطبري وسيأتي الإشارة إليه. فهل هذا العدد يعتبر كثيراً؟
الثاني: أن هناك كتاب جديد صدر بعنوان (الإسرائليات في تفسير الطبري - دراسة في اللغة والمصادر العبرية) للدكتورة آمال محمد عبدالرحمن ربيع. طبع عام 1422هـ. وقد تناولت فيه الموضوع بطريقة لم تسبق إليها. فيا حبذا لو عرضت لهذا الكتاب، ورأيك في منهجيته.
الثالث: أنني قد اطلعت على كتاب رمزي نعناعة، وهو عندي أجود من كتاب شيخه الذهبي. وأنت أدرى بذلك وفقك الله، فما رأيك؟
أرجو منك المواصلة في هذا الطرح المتميز، وأسأل الله العون والتوفيق والسداد.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[02 May 2003, 10:22 م]ـ
الإسرائيليات: هي الأخبار المنقولة عن أهل الكتاب من غير طريق القرآن والسنة الثابتة عن النبي r، كالذي يحكى عن كعب الأحبار وكان من أحبار اليهود فأسلم، أو وهب بن منبه وغيرهما.
وهي أربعة أقسام:
1. إما أن يُعلم كذبها بما عندنا من الشريعة.
2. وإما أن يُعلم صدقها بما عندنا من الشريعة.
3. وإما أن تكون من المسكوت عنه؛ لكنها أقرب إلى الخرافة والكذب وتحيلها القول السليمة.
4. وإما أن تكون من المسكوت عنه، والعقول لا تحيل وقوعها.
فهذه أربعة أقسام للإسرائيليات.
فالقسم الأول: وهو ما عُلم كذبه بشهادة شرعنا له بالبطلان يجب رده وإطراحه، ولا تجوز حكايته إلا على سبيل التنبيه على بطلانه.
قال الحافظ ابن كثير: وما شهد له شرعنا منها (يعني من الإسرائيليات) بالبطلان فذاك مردود لا يجوز حكايته إلى على سبيل الإنكار والإبطال. اهـ ()
والقسم الثاني: وهو ما عُلم صدقه بشهادة شرعنا له بالصحة. فإذا ذُكر هذا القسم إنما يذكر استشهاداً لا اعتقاداً، ولا حاجة لنا فيه استغناء بما ثبت في شرعنا. وإذا ذُكر في التفسير لا يكون هو المفسِّر للآية، بل المفسِّر للآية هو ما ثبت في شرعنا، فانتفى كون الآية مفسَّرة بها ومحمولة عليها.
والقسم الثالث: وهو ما كان من المسكوت عنه؛ لكن العقول السليمة تحيله، ويغلب على الظنون كذبه، وهو أقرب إلى الخرافة. كجبل قاف المزعوم، والحوت "نون" الذي تُحمل عليه الأرض.
قال الحافظ ابن كثير: وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله r: " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" فيما قد يجوّزه العقل، فأما ما تحيله العقول، ويحكم عليه بالبطلان، ويغلب على الظنون كذبه، فليس من هذا القبيل. اهـ ()
¥