تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا الذي ذكره هو الصحيح، إذ لو كان المراد بالحرف حرف الهجاء لكان ألف بثلاثة أحرف، ولام بثلاثة، وميم بثلاثة، وقد يَعْسُر على فهم بعض الناس فينبغي أن يتفطن له، فكثير من الناس لايعرفه)

ا هـ. [النشر في القراءات العشر لابن الجزري 2/ 453 - 454، وانظر: تقرير ذلك في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12/ 103 - 113.]

وأمَّا معنى نزول القرآن على سبعة أحرف فسوف يأتي تفصيله - إن شاء الله - في درس قادم ...

والله الموفق

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2003, 05:27 م]ـ

معنى الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن:

معنى الأحرف السبعة مسألة كبيرة، وقع فيها اختلاف كثير بين العلماء حيث تعددت الأقوال فيها حتى أوصلها بعضهم إلى خمسة وثلاثين قولاً، وذكر السيوطي أنه اختُلف في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولاً، ذكر منها خمسة وثلاثين قولاً، ثُمَّ قال: (قال ابن حبان: فهذه خمسة وثلاثون قولاً لأهل العلم واللغة في معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف، وهي أقاويل يشبه بعضها بعضاً، وكلها محتملة، ويحتمل غيرها). [انظر: (الإتقان) 1/ 145، 156]

وكثرة الأقاويل في هذه المسألة يدل على اهتمام العلماء بها، وهذا الاهتمام له أسباب، أهمها:

1 - صلة هذه المسألة بالقرآن الكريم، الذي هو أساس الدين ومصدر التشريع، وكلام الله الذي {لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42].

2 - أن الأحاديث الواردة في نزول القرآن على سبعة أحرف - مع كثرتها، وتعدد رواياتها - جاءت مجملة، لاتكشف عن حقيقة المراد بهذه الأحرف، ولم يأت نص صحيح صريح يبينها، فكان الاجتهاد في تحديد المراد بها مدعاة للاختلاف.

3 - أن تخاصم الصحابة في هذا الأمر، وتحاكمهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء الجواب عنه برد كل واحد منهم إلى ما قرأ، وتصويبه. ولم تبين الأحاديث حقيقة الاختلاف الذي كان بين كل قراءة وأخرى، وهذا يدل على أن الأمر صار معروفاً لدى الصحابة - رضي الله عنهم - فلم يحتاجوا إلى بيان، ولو خفي عليهم لسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يبين لهم، فينبغي البحث لمعرفة ذلك.

وهذا الذي حدا العلماء على التعمق في دراسة أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف، رغبةً في إدراك المراد بهذه الأحرف. [صدر قبل سنوات بحث بعنوان: (حديث الأحرف السبعة دراسة لإسناده ومتنه، واختلاف العلماء في معناه، وصلته بالقراءات القرآنية) للدكتور عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ، الأستاذ المشارك بالجامعة الإسلاميَّة بالمدينة المنورة.

وممن سرد الأحاديث الواردة في نزول القرآن على سبعة أحرف أبو شامة المقدسي، حيث عقد فصلاً كاملاً عند كلامه عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: {نزل القرآن على سبعة أحرف} سرد فيه الأحاديث من ص 219 - 239.

وأمَّا المرجع الذي اعتمد عليه أكثر من اهتم بجمع أحاديث هذا الباب فهو تفسير ابن جرير الطبري، حيث سرد الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب بأسانيدها في مقدمة تفسيره في باب: القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب من ص 21 - 67.]

كما أن الروايات الواردة في مجموعها يشوبها بعض الغموض والإبهام فليس فيها ما يبين بجلاء نص الآية أو الكلمة التي وقع الاختلاف في قراءتها، ولا نوع الخلاف في تلك القراءات، أكان خلافاً صوتياً يُمكن أن يعزى إلى تباين اللهجات في النطق وطريقة الأداء مع وحدة اللفظ، أم كان اختلافاً في اللفظ مع وحدة المعنى؟!. [هذه الأسباب مأخوذة بشيء من التصرف من كتاب: نزول القرآن على سبعة أحرف للشيخ مناع القطان ص 33، 34.]

وبسبب هذا الغموض والإبهام الذي شاب الروايات الواردة في هذه المسالة - وهي نزول القرآن على سبعة أحرف - فقد كثرت أقوال العلماء في معنى هذه الأحرف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير