ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jul 2005, 07:32 ص]ـ
قال ابن جرير:
(وأما ما كان من اختلاف القراءة، في رفع حرف وجرّه ونصبه،
وتسكين حرف وتحريكه
ونقل حرف الى آخر، مع اتفاق الصورة،
فمن معنى قول النبي صلى اللّه عليه وسلم: (اُمِرْتُ أنْ أقْرَأ القُرآنَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ) بِمَعْزِلٍ؛ لأنه معلوم أنه لا حرف من حروف القرآن -مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى - يوجب المراء به كفرَ الممارى به في قول أحد من علماء الأمة.
وقد أوجب عليه الصلاة والسلام بالمراء فيه الكفر من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه، وتظاهرت عنه بذلك الرواية) انتهى 1/ 65 تحقيق محمود شاكر
ـ[أم عاصم]ــــــــ[20 Jul 2005, 02:27 م]ـ
ومن الاعتراضات أيضا:
- نفى الطبري -وهو من القائلين بهذا القول- أن يكون اختلاف حركات الإعراب داخلا في الأحرف السبعة، وكذلك إبدال حرف تهج بآخر فقال:
"وأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف وجرّه ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف" بمعزل .. " (مقدمة تفسير الطبري).
مع أن اختلاف حركات الإعراب وإبدال حرف تهج بآخر مما تتميز به بعض اللغات عن بعض.
ومراعاة ذلك يجلب التيسير في قراءة القرآن وتعلمه. والتيسير حكمة من الحكم المقصودة من الأحرف السبعة.
ذكر ابن قتيبة أن من تيسيره سبحانه على عباده أمره -عليه الصلاة والسلام- بأن يُقرئ كل قوم بلغتهم وما جرت عليه عادتهم: فالهذليّ يقرأ (عَتَّى حِينٍ) يريد ?حَتَّى حِينٍ? [المومنون: 54]؛ لأنه هكذا يلفظ بها ويستعملها. والأسديّ يقرأ: تِعْلمون وتِعْلم و (تِسْوَدُّ وُجُوهٌ) و (أَلَمْ إعْهَدْ إِلَيْكُمْ) .. (انظر تأويل مشكل القرآن ص: 39) ........
ـ[أم عاصم]ــــــــ[21 Jul 2005, 02:40 ص]ـ
أرجو ألا تخلطي بين القراءات السبع، والأحرف السبعة.
أخي الكريم لم أخلط بين القراءات السبع والأحرف السبعة. وإذا بدا لك الخلط فأعتقد أنه راجع إلى:
أن من بين الاعتراضات على القول الذي توصلتَ إلى أنه الراجح في المراد بالأحرف السبعة (وهو أنها سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد، نحو: أقبل، وتعال، وهلم، وعجل، وأسرع، فهي ألفاظ مختلفة لمعنى واحد)، وجود قراءات متواترة لا يشملها هذا القول.
فذهب أصحاب هذا القول إلى أن هذه القراءات ليست من الأحرف السبعة.
بينما اعتمدت على القول الذي يرى بأن الأحرف السبعة هي مصدر القراءات المقطوع بصحتها، لا مصدر سواها.
وبالتالي فهذه القراءات هي من الأحرف السبعة. وبين الأحرف والقراءات عموم وخصوص.
وبناء على ذلك قلتُ بأن هذا القول ليس عاما ..
قال أبو العباس أحمد بن يوسف الكواشي في أول تفسيره التبصرة: وكل ما صح سنده واستقام وجهه في العربية ووافق لفظه خط المصحف الإمام فهو من السبعة المنصوص عليها ولو رواه سبعون ألفا مجتمعين أو متفرقين .. (النشر في القراءات العشر 1/ 44).
وهذا ما خلصتَ إليه أيضا حين قلتَ:
ولعل ما ذكره الإمام أبو العباس المهدوي في شرح الهداية يعتبر خلاصة ما سبق وهو الذي ينبغي الاعتماد عليه، وتقريره في هذه المسألة، حيث قال: (وأصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك - إن شاء الله -: أن ما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن. .
فثبت بهذا أن هذه القراءات التي نقرؤها هي بعض من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن استعملت لموافقتها المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة، وتُرك ما سواها من الحروف السبعة لمخالفته لمرسوم المصحف، إذ ليس بواجب علينا القراءة بجميع الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن .. [شرح الهداية للإمام أبي العباس المهدوي 1/ 5 - 7 باختصار يسير].
وقال الطبري في كتاب "القراءات":
"كل ما صح عندنا من القراءات أنه عَلَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته من الأحرف السبعة التي أذن الله له، ولهم أن يقرأوا بها القرآن. فليس لنا أن نخطئ من قرأ إذا كان ذلك به موافقا لخط المصحف" (ذكره صاحب كتاب الإبانة).
ـ[د. أنمار]ــــــــ[21 Jul 2005, 08:19 ص]ـ
قال ابن جرير:
(وأما ما كان من اختلاف القراءة، في رفع حرف وجرّه ونصبه،
وتسكين حرف وتحريكه
ونقل حرف الى آخر، مع اتفاق الصورة،
فمن معنى قول النبي صلى اللّه عليه وسلم: (اُمِرْتُ أنْ أقْرَأ القُرآنَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ) بِمَعْزِلٍ؛ لأنه معلوم أنه لا حرف من حروف القرآن -مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى - يوجب المراء به كفرَ الممارى به في قول أحد من علماء الأمة.
وقد أوجب عليه الصلاة والسلام بالمراء فيه الكفر من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه، وتظاهرت عنه بذلك الرواية) انتهى 1/ 65 تحقيق محمود شاكر
هذه غريبة من الإمام الطبري والواقع يخالفها، فلو وجد من ينكر قراءة مالك أو فتثبتوا ويماري في ذلك فقد كفر بالإجماع،
فائدة:
تظاهر الرواية الذي أشار إليه الإمام الطبري إنما يفهم من فعل سيدنا عثمان رضي الله عنه أما التصريح بما تنازع فيه المتنازعون فما وقفت بعد التتبع إلى على رواية واحدة عند ابن أبي داود في المصاحف أنهم اختلفوا يومئذ في قوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله
وقال الآخر وأتموا الحج والعمرة للبيت
لكن هذا لا ينفي البتة كون إنكار قراءة الآية بما صح عن رسول الله ليس كفرا فلذا جاء في الأثر أن سيدنا عثمان بعث مع كل مصحف قارئ يقرئ الناس بما صح عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وابن جرير كما لا يخفى له زلات في مسألة القراءات ردها عليه جمهور العلماء بغض النظر عن الأعذار التي التمست له وقد بحث بعضها هنا في الملتقى
والله أعلم