ـ[أبو حسن]ــــــــ[20 Oct 2005, 07:06 ص]ـ
نود من شيخنا الفاضل مساعد الطيار أن يؤلف شرحا لهذه المقدمة النفيسة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Oct 2005, 09:58 ص]ـ
الحمد لله، لقد انتهيت من هذا الشرح، وسيطبع قريبًا في دار ابن الجوزي بالدمام، وأتمنى من الله أن يكون هذا الشرح معينًا في فهم القضايا المتعلقة بالتفسير التي طرحها شيخ الإسلام ابن تيمية، ولم أسلك فيه أسلوب الشرح المعتاد، بل نظرت إلى المسائل التي تكلم فيها شيخ الإسلام، ثم درستها مبيِّنًا رأي شيخ الإسلام، ومستعينًا بما كتبه من الأفكار نفسها في غير المقدمة، ومضيفًا بعض الفوائد المتعلقة بنقاش االموضوع، وقد ألحقت عددًا من النصوص التي لها علاقة بموضوعات المقدمة، وجعلتها آخر الكتاب باسم ملاحق علمية من كلام شيخ الإسلام وتلميذه ابن قيم الجوزية.
ولله الحمد أولاً وآخر، وظاهرًا وباطنا.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[21 Oct 2005, 12:59 ص]ـ
جزاكم الله وأسأل الله ألايحرمكم الأجر والمثوبة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Dec 2009, 12:03 ص]ـ
ومما يحسن إضافته هنا أن الآية التي استدل بها شيخ الإسلام في تقريره لبيان النبي صلى الله عليه وسلم، وهي قول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44] قد خصص عمومها بالآية التي في نفس السورة، وهي قول الله جل وعلا: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 64]؛ فالآية الأخيرة تدل على أنه يبين ما اختلفوا فيه، وأما ما لم يقع فيه اختلاف فلا حاجة إلى بيانه.
كما أن في الآية قرينةً على أنه لم يبين كل شيئ في القرآن، وهي ختمها بقوله: {ولعلهم يتفكرون}؛ فلو أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن معاني جميع الآيات فليس هناك حاجة للتفكر والنظر في معانيها.
جاء في كتاب "البيان في علوم القرآن" للأستاذين سليمان القرعاوي، ومحمد بن علي الحسن ما نصه: (وقد بيّن صاحب دراسات في مناهج المفسرين [الدكتور إبراهيم خليفة] خطأ فهم أستاذه المرحوم الذهبي، بل فهم السيوطي من قبله، فقال: "معنا قرينتان من قول ابن تيمية شيخ الإسلام نفسه في هذا المجال صريحتان في أنه لا يمكن بحال من الأحوال شمول البيان النبوي لجميع القرآن.
أحدهما: تصريحه أن أحسن طرق التفسير وأوضحها أن يطلب أول ما يطلب من القرآن ذاته، وأنه حين يعيينا ذلك فحسب ننتقل إلى السنة على ما قال طيب الله ثراه في هذه المقدمة: (فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمَا أَحْسَنُ طُرُقِ التَّفْسِيرِ؟ فَالْجَوَابُ: أَنَّ أَصَحَّ الطُّرُقِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُفَسَّرَ الْقُرْآنُ بِالْقُرْآنِ؛ فَمَا أُجْمِلَ فِي مَكَانٍ فَإِنَّهُ قَدْ فُسِّرَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ وَمَا اُخْتُصِرَ مِنْ مَكَانٍ فَقَدْ بُسِطَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فَإِنْ أَعْيَاك ذَلِكَ فَعَلَيْك بِالسُّنَّةِ)؛ فإذا كان البيان النبوي الشريف شاملاً لجميع القرآن، إذن علام نسب هذا الزعم لشيخ الإسلام؟! فماذا بقي بعد ذلك للقرآن حتى يفسر بعضه بعضاً، بل حتى يقدم ذلك، ولا ينتقل عنه إلى طلب البيان من السنة إلا حيث لا نجده.
أما القرينة الثانية من كلام شيخ الإسلام نفسه في هذه المقدمة، فقوله بعد أن فرغ من الحديث عن السنة: (وَحِينَئِذٍ إذَا لَمْ نَجِدْ التَّفْسِيرَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ رَجَعْنَا فِي ذَلِكَ إلَى أَقْوَالِ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُمْ أَدْرَى بِذَلِكَ لِمَا شَاهَدُوهُ مِنْ الْقُرْآنِ وَالْأَحْوَالِ الَّتِي اخْتَصُّوا بِهَا؛ وَلِمَا لَهُمْ مِنْ الْفَهْمِ التَّامِّ وَالْعِلْمِ الصَّحِيحِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ لَا سِيَّمَا عُلَمَاؤُهُمْ وَكُبَرَاؤُهُمْ كَالْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَالْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ ... إلخ)، فإذا كانت السنة قد بينت جميع القرآن فماذا يمكن أن يكون قد بقي إذن لأقوال الصحابة حتى نرجع إليها في التفسير، بل ما معنى قوله: (وَحِينَئِذٍ إذَا لَمْ نَجِدْ التَّفْسِيرَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ)؟!. انتهى المراد نقله من كتاب البيان في علوم القرآن ص320 - 322.