تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو حاتم]ــــــــ[15 May 2003, 03:35 م]ـ

شكرالله لك الشيخ / مساعد. هذا التحقيق وهذا الجهد في خدمة العلم والعلماء.

وطلبة العلم بحاجة ماسة لشرح هذه المقدمة شرحا وافيا يحل غوامضها ويفك رموزها

وانتم اهل باذن الله لهذه المهمة. وفقكم الله واعانكم لاتمام هذا الشرح عاجلا غير اجل.

دمت بخير وعافية ..

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 May 2003, 05:53 ص]ـ

بسم الله

لعل الإشكال قد زال بما ذكره المشايخ الكرام أعلاه، وتتميماً للفائدة أنقل هنا شرح الشيخ صالح الأسمري وفقه الله لهذا المقطع من مقدمة التفسير، قال الشيخ صالح:

(عقد المصنف ـ يرحمه الله ـ هذا الفصل؛ لِيُبَيِّنَ أن النبي r بيَّن لأَصحابه معاني القرآن، واستدل على ذلك بثلاث دلائل:

ـ أولها: دلالة الخبر. وذلك قول الله عز وجل:) لِتُبيِّن للناس ما نزل إِليهم (. حيث إن الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم يشمل البيانين:

أولهما: البيان اللفظي بتلاوة كتاب الله و تبليغه.

والثاني: البيان الإِيضاحي المتعلق لما في كتاب الله عز وجل ومعانيه.

ومعلومٌ أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يُخالف أمْرَ ربه، وهو معصوم من المخالفة في الشرع، وهذا منعقدٌ الإجماع عليه، وقد حكى الإجماع جماعة، و من أولئك: شيخ الإسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ في: "دلائل النبوة" ومن ثَمَّ يصح الاستدلال به، فَيُؤخذ أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن معاني القرآن، كما أنه بيَّن ألفاظه.

ـ ثانيها: دلالة النظر، وذلك من جهاتٍ:

l منها: قول المصنف ـ يرحمه الله ـ: (وذلك أن الله تعالى قال: (كتاب أنزلناه إِليك مباركٌ ليدبَّرُوا آياته)، وقال: (أفلا يتدبرون القرآن)، وقال: (أفلم يدَّبروا القول) وتدبر الكلام دون فهم معانيه لا يُمكن…الخ). وفيه استدلالٌ بدلالة اللزوم على إثبات المقصود، فإَذا كان القرآن قد أُمِرَ بتدبره، ولا يُستطاع فهم جميع القرآن من قِبَلِ الناس جميعاً، فتعين أن النبي صلى الله عليه وسلم أَفهم أُمته هذا القرآن.

l ومن النظر أيضاً: ما أشار إليه المصنف ـ يرحمه الله ـ بقوله: (ومن المعلوم أَن كل كلامٍ فالمقصود منه: فهم معانيه دون مجرد ألفاظه؛ فالقرآن أولى بذلك) وهذا ما يُسمى بدلالة الأَولوية، وفيه أن القرآن قد بَيَّنَهُ النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن المقصود فهمه وتدبره، ولا يقع إِلا كما سبق.

ـ وثالثها: دلالة العادة. وبيَّنها المصنف ـ يرحمه الله ـ بقوله: (والعادة تمنع أن يقرأ قومٌ كتاباً في فنٍ من العلم كالطب والحساب …).

وعليه: فإن الصحابة استشرحوا كتاب الله تعالى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فبيَّن لهم معانِيَهُ، وأفهمهم إِياه.

فهذه ثلاث دلائل، تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن القرآن الكريم معنىً وفحوى.

واختلف في المقصود بالتبيان السابق على قولين:

الأَول: أَنه بيَّن صلى الله عليه وسلم جميع آي الكتاب، ويدخل في ذلك: كلماته وجُمله وما إليه.

وأما الثاني: فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن شيئين:

أولهما: المجمل؛ ففسره.

وأما الثاني: فالمستشكل؛ فبينه.

والقول الثاني هو الذي قطع به الجمهور والأكثر، كما قاله السيوطي في: "الإتقان"، وكذلك البقاعي في مواضع من تفسيره: "نظم الدرر في تناسب الآي والسُّوَر"، وجماعة.

وفيه دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما اقتصر على بيان ما يَرِدُهُ السؤال عنه، والعادة أنه يُسأل عن المجملات؛ لِتُفَصَّل، وعن المستشكلات، لِتُبيَّن.

وهذا القول يدل عليه دلالتان:

أما الأولى: فقول الله عز وجل: (لتُبين للناس ما نُزِّلَ إِليهم)، حيث فسره مجاهد كما جاء عند: "الطبري" وغيره بأنه: (بيانٌ لما أُجمل واستشكل)، فرجع البيان حينئذٍ إلى شيئين: إِلى المستشكل، وإِلى المجمل.

وأما الثانية: فاتفاق الفقهاء والمفسرين على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُبيِّن أحرف القرآن وكلماته، وقد حكى الاتفاق في ذلك جماعة، ومن أولئك: بدر الدين الزركشي في: "البرهان"، وكذلك القرطبي في: "تفسيره"، في آخرين.

وعليه فإِطلاق شيخ الإسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لأَصحابه معاني القرآن؛ إِنما عنى به المعنى السابق، من مجملٍ يُفَسَّر ويُفَصَّل، ومن مُسْتَشْكَلٍ يُبيَّن ويُحَل.

ويدل على أنه عنى ذلك الإطلاق دلالتان:

أما الأولى: فالاتفاق المحكي. وسبق، والعادة عدم مخالفة الإِمام للاتفاقات والإجماعات المحكية.

وأما الثانية: فهو أن شيخ الإسلام ـ يرحمه الله ـ قد بيَّن في آخر هذه المقدمة أن الرأي في كتاب الله سبحانه وتعالى نوعان:

رأي مذموم، ورأي محمود، فدلَّ على أن كتاب الله ليس مبيناً في كل كلماته وجُملِهِ؛ وإِلا لما كان ثمةَ مكان للرأي المحمود.

وعليه فإن تقرير شيخ الإسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ لتبيين النبي r لمعاني القرآن، محمولٌ على هذا المحمل، لا غير.) انتهى شرح الشيخ صالح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير